تحقيق: راندا جرجس
تعتبر البشرة المختلطة من أكثر الأنواع التي يظهر بها العديد من الأمراض، وتؤثر سلباً في مظهرها ونقائها وجمالها، مثل حب الشباب، والرؤوس السوداء، والمسام الواسعة، ووجود قشرة في فروة الرأس وأحياناً على الوجه، بالإضافة إلى تعرضها للخطوط الدقيقة والتجاعيد، وتتسم البشرة المختلطة بأنها خليط بين المناطق الزيتية والجافة على أجزاء مختلفة من الوجه، حيث تنتشر الخلايا الدهنية في الجبين والأنف والذقن، وتكون جافة عند الخدين، ما يجعلها حساسة وتحتاج إلى عناية فائقة وتنظيف بشكل دائم، وترطيب بمواد طبيعية، بالإضافة إلى تغيير بعض السلوكيات اليومية التي يمكن أن تكون سبباً مباشراً في تفاقم المشكلة.
وفى السطور القادمة يخبرنا الخبراء والاختصاصيون بالتدابير اللازمة وبعض التقنيات الحديثة للحصول على بشرة نضرة ومتجددة.
تقول الدكتورة صولت زهرة أخصائية الأمراض الجلدية إن استكشاف البشرة المختلطة يتم من خلال مظهر الوجه، حيث نجد بعض المناطق بها لمعان شديد بفضل الزيوت الدهنية، وأخرى تبدو باهتة وخشنة بسبب تراكم خلايا الجلد الميتة، وخاصة في الجبين والأنف والذقن، ما يتسبب في حدوث تقشر، كما تتسم الوجنتان وحول العينين بالجفاف خلافاً عن بقية الوجه، وتحتوي البشرة المختلطة على مزيج من البقع الجافة والبثور، وتتأثر بالتغيرات الموسمية فهي دهنية في الصيف، وجافة في الشتاء، وخليط بينهما في الربيع والخريف.
أسباب وعوامل
تذكر د. صولت أن البشرة المختلطة سببها في أغلــــــــب الحـــــالات العامــــــل الوراثــي الذي يحـــــدد كمـــــيــــــــة الزيـــــــــت الـــــتـــــي تنتجها البشــــــرة لأنها تنظم إنتــــــاج الخلايا، إلا أن هناك بعض العوامل الأخرى التي تسهم في تركيبها، مثل:
* تلعب الهرمونات دوراً مهماً في تحفيز البشرة على إفراز الزيوت في بعض المناطق أثناء الجفاف في أجزاء أخرى من الوجه، ويرتبط السبب الأكثر شيوعاً لإفراز الزيت بشكل مباشر بمحتوى الهرمون الذكري، الذي يتفاعل مع الجسم ويُحدث اختلالاً ملحوظاً وزيادة في إنتاج الزيوت.
* تصبح البشرة دهنية وتنتشر البثور خلال الدورة الشهرية عند النساء، وبمجرد انتهائها تزول آثار البثور، وتصبح البشرة متقشرة، وبعد انقطاع الطمث تنتج كمية أقل من الزيت وتتحول إلى جافة.
طرق العناية
يوضح الدكتور نمير شحادة أخصائي الأمراض الجلدية أن البشرة المختلطة مزيج بين الدهنية والجافة في آن واحد، وربما يسهم استخدام منتجات العناية بالبشرة في حدوث المشكلة وتفاقمها، حيث يظهر الزيت على أجزاء معينة من الوجه بعد عشرين دقيقة من غسله، ووجود بقع جافة ومقشرة في مناطق أخرى، بالإضافة إلى ظهور قشرة في فروة الرأس، وهناك بعض الطرق البسيطة التي تساعد على الاهتمام بالبشرة، مثل:-
* تنظيف الوجه مرة أو مرتين يومياً باستخدام غسول للبشرة المختلطة والحساسة، مع وضع مرطب في الصباح والمساء.
* عدم استخدام الصابون عند غسل البشرة، واستبداله بغسول مناسب، أو مواد طبيعية كالعسل والحليب.
* تقشير البشرة مرة واحدة في الأسبوع.
* استخدام واقي الشمس عند الخروج.
* إزالة المواد التجميلية من الوجه عند العودة إلى المنزل وقبل النوم.
* عدم لمس البشرة باليدين، كي لا تنتقل الجراثيم في حال وجودها، والامتناع عن فقع حبوب الوجه، حتى لا يتسبب ذلك في تضخم أحجام المسام، وتحفيز الغدد الدهنية على إنتاج المزيد من الزيوت.
أدوات حديثة
تشير الدكتورة أمريتا بال خور أخصائية الأمراض الجلدية إلى أن هناك العديد من الأجهزة والمنتجات الجديدة المتوفرة التي تساهم في التخلص من مشكلات الوجه التي يعانيها أصحاب البشرة المختلطة، وهى سهلة الاستخدام، ولكن لم تثبت سلامة وفاعلية جميع الأنواع، لذا يرجى اختيار ما يناسب نوع البشرة بعد استشارة الطبيب المعالج، ونذكر منها:-
* وخز البشرة بالإبر الدقيقة، من الأجهزة الحديثة الآمنة والفعالة، تتم باستخدام الريتينول، ومصل الهيالورونيك، وتعمل على تجديد البشرة، والحد من المسام المفتوحة، وتقليل التصبغ عن طريق إضافة الفيتامينات وأدوية خفض التصبغ بعد العلاج، كما تساهم في تأخير ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد، وتعزز تجديد الخلايا ونمو الشعر ومنع التساقط، والتخلص من الندبات.
* جهاز التنغيم المتوفر بأشكال مختلفة، يحسن الدورة الدموية ويقوي عضلات الوجه، ويعزز تغلغل الفيتامينات والريتينول للحد من مشكلات التصبغ وظهور علامات الشيخوخة، كما يساهم في شد المسام.
* فرش التنظيف التي تعمل على تقشير وإزالة الجلد الميت والأوساخ، والرؤوس السوداء، وهى أداة بسيطة ومريحة، ولكن المبالغة في استعمالها والتقشير المفرط للبشرة يمكن أن يؤدي إلى حدوث تهيج واحمرار في الوجه، وأحياناً إلى زيادة ظهور حب الشباب.
* تُعد تقنية العلاج باستخدام الضوء للبشرة المختلطة، ذات فائدة كبيرة في التخلص من حب الشباب، حيث يهدف الضوء إلى تقليل إفراز الزيت، وتقليل العدوى البكتيرية، وعلى الرغم من أنها آمنة، فإن استعمالها لفترة طويلة يمكن أن يؤثر في شبكية العين، كما يزيد من ظهور النمش على الوجه.
تدابير وقائية
تؤكد د. أمريتا أن البشرة المختلطة مثل جميع الأنواع الأخرى تحتاج إلى عناية وتنظيف وترطيب بشكل مستمر، ويفضل استخدام غسول لطيف يومياً، وتقشيرها مرة واحدة في الأسبوع لإزالة الجلد الميت والأوساخ المتراكمة، وهناك بعض التدابير التي تساهم في وقاية البشرة من الأمراض التي تؤثر في صفائها ونضارتها مثل:-
* يجب أن تحتوي المرطبات على حمض الهيالورونيك، أو مصل كوميدوجينيك لأنها غنية بالماء وتعمل كمضاد للشيخوخة.
* ينصح بوضع واق من أشعة الشمس بشكل منتظم، ويجب أن يتناسب مع لون البشرة وتكون درجته بحد أدنى 30 SPF ، ويتم وضعه على الوجه قبل الخروج بحوالي من 20 إلى 30 دقيقة.
* تتضمن العناية بالبشرة أيضاً الاهتمام بالعينين واليدين والقدمين عن طريق استخدام مستحضرات التجميل المناسبة بحسب نوع البشرة.
* يجب الانتباه لعدم لمس الوجه حتى لا تنتقل العدوى البكتيرية أو الأوساخ والغبار العالق على اليدين إلى البشرة.
* الالتزام بأسلوب الحياة الصحي من أهم الطرق التي تمنح الوجه نضارة ومظهراً جميلاً، حيث إن النوم من 6-8 ساعات يساعد على منع ظهور الهالات السوداء حول العين.
* تساهم ممارسة الرياضة بانتظام في زيادة الأكسجين والحفاظ على اللياقة البدنية.
* تناول الطعام المفيد للجسم وتجنب الوجبات السريعة والمقلية التي تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون والشحوم.
تنظيف البشرة
تعتبر الرؤوس السوداء من المشكلات التي تؤثر في نقاء البشرة، وهى خليط من الزيوت وخلايا الجلد الميتة التي تظهر على شكل بثور داكنة اللون نتيجة انسداد المسام أو الإصابة بحب الشباب، أو بسبب التغيرات الهرمونية خلال المراحل العمرية وتزداد في سن البلوغ، نظراً لتحفيز إفراز هرمون الذكورة (الإندروجين)، وكذلك بعد انقطاع الحيض أو عند استخدام حبوب منع الحمل أو وجود تكيسات بالمبيض عند النساء، بالإضافة إلى استعمال مستحضرات التجميل التي تسد المسام، أو التعرق الشديد، ويمكن التخلص من الرؤوس السوداء عن طريق تنظيف البشرة بأنواع الغسول التي تحتوي على حمض الساليسيليك، وتقشيرها بمواد طبيعية.
