«اليرز».. سلاح وزينة للرجال

نقوش الماضي
03:10 صباحا
قراءة دقيقتين
الشارقة: مها عادل

تختلف أنواع الزينة والأدوات الجمالية التي يستخدمها بعض الرجال في جميع الثقافات القديمة، والتي تضفي على هيئتهم الهيبة والاعتزاز بالنفس، بما يتسق مع عادات وتقاليد البيئة المحيطة. وتعد العصي التي يحملها الرجال في حلهم وترحالهم وتنقلهم من أشهر الإكسسوارات الشخصية للرجل، في البيئات التقليدية القديمة، خاصة البدوية منها، والتي تنسجم مع الطبيعة، وتتعايش معها. فقد يستخدمها الرجل ليتوازن وهو يسير بين الفيافي والصخور، أو ينبش بها في الأرض أو يهش بها على الأشجار لتتساقط الأوراق فتأكل الماشية أو يستخدمها في أغراض الدفاع عن نفسه ضد الحيوانات المفترسة. وكلها استخدامات ارتبطت قديماً في جبال الإمارات بأداة تقليدية يطلق عليها «الجرز» أو «اليرز»، وهي عصا مصنوعة من الأشجار المحلية، ويحتوي رأسها على سلاح صغير يشبه رأس الفأس. وتعد إحدى مفردات الثقافة المحلية التي اعتاد سكان الجبال في الدولة على حملها في مختلف المناسبات الاجتماعية.
ولليرز استخدامات كثيرة؛ حيث كانت تستخدم في الماضي؛ لحمل الأمتعة والأغراض على الكتف؛ وللدفاع عن النفس ضد وحوش الجبال، وكانت جزءاً من المقتنيات الأساسية للرجال يعتزون بحملها، ويتبارى الصنّاع المهرة في زخرفتها وصقل رأسها المعدنية وتطعيمها بالمعادن الثمينة. أما الجزء الخشبي من «اليرز» فتتم صناعته من أجزاء من الأشجار المحلية تتسم بالصلابة مثل أشجار: «المزي، السدر، والشحش». وحرص الصنّاع المهرة الذين هم على دراية بأسرار الصحراء والأشجار المحلية على قطع الأجزاء التي تستخدم لصناعة «اليرز» في موسم الربيع، ووضعها في مخازن لمدة 6 أشهر إلى سنة حتى تجف وتكتسب صلابة كاملة وقوة.
ويتوقف طول العصا المستخدمة على طلب صاحبها حتى تتناسب مع طوله وطريقة سيره ورغبته؛ بحيث تعبر كل «يرز» عن شخصية صاحبها بشكل دقيق. أما الجزء المعدني فيصنع من الفولاذ و«الجوهر»، وهو من أنواع الحديد، ويستخدم الفحم شديد الحرارة لسبك الجزء المعدني وتطهيره من الشوائب وتشكيله بالشكل المطلوب. ويستخدم المبرد الصغير في زخرفة «اليرز» بأشكال هندسية متوارثة تعرف باسم «المشمسات» لتمنح كل قطعة خصوصية جمالية فريدة تتألق بالإبداع، وبعدها تثبت حلقة من النحاس عند أسفل العصا بغرض المحافظة عليها من التلف الناتج عن المشي والاستخدام أما رأس «اليرز» فيسخن ويدق بالنار، وبعد ذلك يثقب بالحديد، ويسحل بالمسحال، ثم يصبغ الخشب بالحناء، ويدهن بزيت النارجيل، الذي يضفي لمعاناً وبريقاً على «اليرز».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"