محمد الطميحي: منزلي محطة إخبارية

تعرض لمواقف صعبة في «صناعة الموت»
03:01 صباحا
قراءة 4 دقائق
حوار: مها عادل

رصد الإعلامي السعودي محمد الطميحي، المذيع في قناة العربية الكثير من الأحداث والقصص، بمشاعره التي عايشت الأزمات وبحثت عن الحلول وسافرت خلف الحقيقة إلى أغلب عواصم العالم لكشف ما خلف الستار في عالم الإرهاب من خلال برنامج «صناعة الموت» الشهير الذي تولى مهمة تقديمه لسنوات. ويحدثنا الطميحي عن نشأته ومشواره وأهم المواقف، وانعكاسات زواجه من إعلامية زميلة له على بيته وحياته الأسرية، في الحوار التالي..

يقول الطميحي: عشت سنواتي الأولى متنقلاً بين القرية التي أسكنها في جازان والعاصمة الرياض، حيث كان أبي يعمل شرطياً في الأمن العام. ورغم انبهاري بحركة التنمية والنهضة العمرانية في العاصمة إلا أن القرية بطبيعتها وما تتميز به من هدوء وسكينة أثرت في نشأتي بشكل كبير. ويبقى الفضل الأول والأخير بعد الله في ما وصلت إليه في حياتي إلى أمي وأبي، دعواتهما وبركتهما هما ما يفتحان لي الأبواب ويمهدان لي الطريق نحو كل نجاح أو إنجاز وأتمنى أن أرد لهما الجميل في يوماً ما.
عن علاقته بدبي، وأهم ما يميز الإمارات برأيه يوضح الطميحي: هناك حالة من العشق بيني وبين دبي، فمنذ وصولي إليها مباشرة من مقاعد الجامعة عام 2002 اخترت أن تكون بيتي الدائم، وكنت شاهداً على أبرز إنجازاتها في العقدين الأخيرين.
لا أشعر بغربة بها علي الإطلاق، فأنا بين أهلي وناسي. وهذا التنوع الذي تشهده الدولة وهذا التميز الذي تنفرد به كل إمارة عن غيرها يجعل منها نموذجاً يحتذى في المنطقة. وكم أنا فخور بالعلاقة التاريخية والمصيرية التي تربط بين وطني السعودية ودولة الإمارات، وكيف ساهمت هذه العلاقة في تثبيت الاستقرار في العالم العربي في مواجهة دعوات الدمار والتخريب.
الإعلام و«كورونا»
يقول الطميحي: كان الإعلام بوسائله المعروفة على قدر التحدي عندما تعلق الأمر بمواجهة فيروس «كورونا»، وقد نجحت وسائل الإعلام إلى حد كبير في نشر الوعي وتحذير الناس بالإضافة إلى المشاركة الفاعلة في الحملات التوعوية الصادرة عن الجهات المختصة، وهذا برأيي ساهم بشكل كبير في الحد من انتشار الجائحة.
هنا تكمن المصداقية والقدرة على استخدام وسائل العرض التوضيحية من بيانات وأرقام، إلى جانب الاستعانة بالأطباء وذوي الاختصاص للظهور المكثف عبر تلك الوسائل وهنا تكمن مقدرة وسائل الإعلام الحقيقية. ورغم الخوف من التعرض للإصابة في ظل الانتشار المتسارع للعدوى، التزم العاملون في المجال بمواصلة أعمالهم.
ويطلعنا الطميحي على علاقته بالسوشيال ميديا ويقول: وسائل التواصل الاجتماعي نافذة أكثر انفتاحاً حينما يتعلق الأمر بالتواصل مع الجمهور، أتحرر كثيراً من قيود الشاشة لأشارك الناس تجاربي الخاصة وجانباً من الأفكار التي تمثلني وحدي دون ارتباط بالجهات التي أعمل معها أو أمثلها.
ويكشف لنا جانباً من حياته الخاصة ويحدثنا عن تأثير زواجه، من زميلته بنفس القناة الإعلامية رشا الخياط، على نمط الحياة الأسرية ويوضح: ساهم زواجي بإعلامية من نفس المجال في التفهم المشترك للضغوط اليومية التي نواجهها كصحفيين، ومع ذلك يتحول المنزل أحياناً إلى محطة أخبارية يتم فيها تداول الأخبار والنقاش بشأن ما نتناوله من تغطيات وتقارير أمام الشاشة.
كما نواجه أحياناً تنافس مع أطفالنا على الريموت كونترول وهم دائماً من ينتصرون وينال المساحة الأكبر من مشاهدة التلفزيون، ولعل برامج الرسوم المتحركة تمثل فسحة من المرح تجمعنا سوياً، إذا اشتد النقاش بشأن قضية خلافية.
ويشرح لنا سر انتشار فيديو عنه بوسائل التواصل مؤخراً بعنوان إعلامي يغازل زوجته على الهواء ويبتسم ويقول: أحرص دائماً على الفصل بين حياتي الخاصة وظهوري التلفزيوني، وأتعمد أن أبالغ في الرسمية عندما نظهر سوياً على الهواء، لذلك استخدم لقب الزميلة رشا الخياط وهذا ما يثير موجة من الضحك بين الزملاء في الكواليس.
في الظهور الأخير الذي أشرت إليه كان لنا فترة من الانقطاع عن الظهور معاً فكان موقفاً عفوياً أن أجمع بين إعجابي الدائم بها كزوجة وكمذيعة متميزة أيضاً بكلمة إطراء بسيطة. ولم أتوقع أن ينال هذا المقطع هذا الكم من المشاهدات حتى أن البعض لم يكن يعرف أننا متزوجان فانهالت علي التبريكات رغم مرور ثماني سنوات على زواجنا.
أصعب المواقف
يقول الطميحي: يتوقع البعض أن استمرار التعرض للأخبار يكسب الشخص حصانة من هذه الكمية الهائلة من المآسي التي ننقلها عبر الشاشات فيجعله أكثر تبلداً وأقل تعاطفاً مع القصص الإنسانية التي يتناولها، هذا غير صحيح بتاتاً، نجاح المذيع في إخفاء مشاعره لا يعني أنه لا يتأثر بما يقرأه من أخبار.
لا زلت أذكر تغطيتنا وفاة العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - الذي ترعرع معظم جيلنا في عهده وتربى على المكتسبات التي حققها لشعبه، كنت وقتها في نقل مباشر لمراسم التشييع وحين كانت دموع ملايين المواطنين تعبر عن حزنهم لرحيل الفقيد كان لزاماً علي أن أتماسك وأواصل التغطية بصوت يغلبه الحزن على رحيل ملك الإنسانية.
وعن أصعب المواقف المؤثرة التي تطلبت ضبط النفس أثناء تصوير برنامج صناعة الموت ورصد ضحايا الإرهاب يقول: لطالما تعرضنا أنا وزميلي علي بريشة معد البرنامج لمواقف صعبة خلال المقابلات التي جمعتنا مع ضحايا الإرهاب خصوصاً الأطفال منهم، كما حدث عندما زرنا مخيمات اللاجئين في شمال العراق.
عن أهم المحطات واللحظات الفارقة في مسيرته الإعلامية يوضح: أوصلتني الشاشة إلى أماكن كنت أطمح إليها منذ سنواتي الأولى في الإعلام، لم أكن أتخيل يوماً أن أقف أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقدماً لحفل افتتاح مهرجان الجنادرية الذي كان حصراً على من يطلق عليهم لقب المذيعين الملكيين كما أنني فخور بأن أنضم إلى هذه الكوكبة.
ومن خلال شاشة العربية وجدت نفسي محاوراً لأبرز الزعماء العالميين والعرب، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"