السعال.. عرض شائع ومضاعفات خطيرة

02:13 صباحا
قراءة 6 دقائق

يعرف الأطباء السعال بأنه وسيلة أو فعل يلجأ إليه الجسم حتى يتخلص من الجزيئات الغريبة، أو أي شيء يعلق في الحلق أو الأنابيب التنفسية، كالميكروبات والمخاط والسوائل العالقة والمواد المثيرة للتهيج.
يعد السعال عرضاً صحياً شائعاً، ومن الممكن أن يكون بشكل إرادي من الشخص أو غير إرادي، كما أنه في الغالب يكون بسيطاً وينتهي في بضعة أيام، ويدل في بعض الأحيان على أن هناك مشكلة صحية يعانيها المصاب، والتي تظهر ليلاً بصورة أكبر.

يشتمل السعال على 3 مراحل، الأولى تبدأ بأخذ النفس، والثانية تنغلق فيها الأحبال الصوتية مع زيادة الضغط في الرئتين والحلق، والثالثة يخرج فيها الهواء، بعد فتح الأحبال الصوتية، ويصاحبه الصوت المرافق للكحة.
يجب على المصاب بهذه الحالة مراجعة الطبيب لو استمرت معه لأكثر من 3 أسابيع، حيث يشعر بالانزعاج وعدم الراحة، وأيضاً في الحالات التي يتفاقم فيها السعال، ويعاني المصاب بعض الأعراض كضيق التنفس أو وجود دم أو صعوبة في البلع أو حمى.
نتناول في هذا الموضوع مشكلة السعال بكل تفاصيلها مع بيان العوامل والأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، وكذلك أعراضها وطرق الوقاية والعلاج الممكنة والمتبعة والحديثة.
آلية حدوثه
يحدث السعال عندما ترسل اللاقطات الحسية التي توجد في مجاري التنفس محفزاً لجذع الدماغ، وذلك عند الشعور أن هناك جسماً غريباً أو التهاباً.
يتسبب هذا الأمر في ردة فعل تحفز عضلات التنفس والحجاب الحاجز بشكل منسق، من أجل نقل الهواء بصورة سريعة وقوية إلى مجاري التنفس.
يمكن أن يصاحب السعال البلغم، وهو المخاط أو اللعاب الذي ينتج في الشعب الهوائية، ووظيفته حمايتها وتنظيفها من أي ملوثات أو أشياء دخيلة وغريبة دقيقة للغاية.
يحتوي السعال المصحوب بالإفرازات المختلفة على بعض المواد، كالدم والمخاط والصديد، ويختلف لونه مع وجود البلغم، فربما كان أخضر أو أصفر أو أبيض أو أحمر داكن.
عرض لمرض
يعد السعال بحد ذاته عرضاً لمرض، وفي الغالب فإن حقيقة السعال وأسبابه تتكشف عقب ظهور أعراض أخرى، أو بعد خضوع المصاب للفحوصات الطبية الدقيقة.
يمكن أن يؤدي السعال إلى بعض المضاعفات، والتي تتضمن شعور المصاب بألم في الصدر والبطن، تحديداً في عضلات القفص الصدري والحجاب الحاجز.
تحدث في بعض الحالات كسور في الأضلاع، وبخاصة لمرضى هشاشة العظام، وربما أصيب بها بعض الأصحاء، وفي الغالب تتعرض الأضلاع الخامس والسادس والسابع للكسر، وبالذات تحت الإبطين.
تؤدي في بعض الأحيان نوبات السعال الشديد للإغماء، لأن الدم يتوقف ولا يعود للقلب، ويحدث هذا الأمر عند المسنين.
يمكن في بعض الأحيان أن يتسبب السعال في هبوط الضغط، وعدم انتظام ضربات القلب وجلطة في الدماغ، ومن الممكن أن يتسبب في الوفاة في أحيان قليلة.
نزيف دموي
تشمل مضاعفات السعال الإصابة بالتبول اللاإرادي، وبالذات لدى الأمهات، كما أن الأطفال المصابين بالسعال عرضة للقيء، لأنهم لا يتمكنون من إخراج البلغم دون الاستفراغ، ولذلك يكون القيء ممزوجاً بالمخاط.
يكون المصاب بالسعال عرضة لحدوث نزيف دموي في ملتحمة العين والأنف، وربما الدماغ، ويزداد هذا الأمر لدى من يتناولون مميعات الدم كالأسبرين، ومن الممكن أن يتسبب السعال في الإصابة بالفتاق سواء في جدار البطن أو القفص الصدري.
تعد من أكثر مضاعفات السعال الأرق وعدم القدرة على النوم، ما يترتب عليه المعاناة من الإرهاق، ويعاني المصاب بالسعال المزمن الاكتئاب والعزلة الاجتماعية، لأن نوبات السعال تصيبه بالإحراج.
3 أنواع
يتم تصنيف السعال إلى 3 أنواع، حاد وفوق الحاد ومزمن، الأول يستمر مدة أقل من 3 أسابيع، والثاني يستمر من 3 إلى 8 أسابيع، ويستمر الثالث أكثر من 8 أسابيع.
يمكن تقسيمه أيضاً إلى السعال الرطب، أو الكحة الرطبة، والتي تكون نتيجة وجود التهاب بالجيوب الأنفية أو وجود بلغم بالرئتين، وفي العادة يصاحب هذا النوع رنين أو صوت أزيز، مع وجود ضيق في التنفس.
يعد النوع الثاني السعال الجاف، والذي يكون رد فعل على تهيج بالحلق، وله العديد من الأسباب، كما أن هناك نوعاً يكون نتيجة بعض الأدوية.
جافة ورطبة
يمكن أن يتسبب تناول بعض الأدوية في كحة جافة وبالذات في حالة الأمراض المزمنة، والتي تستمر حتى بعد توقف الدواء.
تتحول الكحة الجافة إلى رطبة في بعض الأحيان، مع وجود مخاط ذي لون أخضر أو أصفر، وترجع إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي عند حالات كثيرة.
يعرف أحد أنواعه بالسعال الديكي، لأن صوت الحكة ينتهي بما يشبه صياح الديك، والسعال يكون في هذه الحالة حاداً، وهناك نوع يعرف بالسعال النباحي، حيث يشبه الصوت النباح، وسببه فيروس أدى إلى تورم الشعب الهوائية، ومن الممكن أن يصاب به البالغون.
فيروسية وبكتيرية
ترجع الإصابة بالسعال إلى مجموعة من الأسباب تبدأ بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية، كالتي تحدث عند الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، وتعد من أنواع عدوى الجهاز التنفسي العلوي، وفي العادة فإن المصاب يتعافى منها تلقائياً.
يمكن أن يكون سبب بعض الحالات عدوى الجهاز التنفسي العلوي نوع من أنواع البكتيريا، وهنا فإن المصاب يحتاج إلى المضادات الحيوية حتى يتعافى.
يضاف إلى ذلك أن هناك أنواعاً أخرى من العدوى البكتيرية التي ربما كانت سبباً في السعال، كالخانوق والسعال الديكي والالتهاب الرئوي.
يمكن أن يؤدي تلوث مجاري التنفس أو الرئتين إلى الإصابة بالسعال المصحوب بالبلغم، كما أن بعض الأمراض كالتهاب الشعب الهوائية والجيوب الأنفية والسل تؤدي لنفس النتيجة.
التهاب القصبة
يعاني المصابون بالربو السعال، والذي يكون مصحوباً بصوت صفير، وفي الغالب فإن الأطفال هم من يصابون بالربو، كما أن المدخنين يعانون أيضاً سعالاً مزمناً، والذي يكون في العادة ذا صوت مميز.
تتسبب بعض الأدوية أحياناً في إصابة من يتناولها بالسعال، والذي يكون أثراً جانبياً لها، ويختفي سريعاً بمجرد التوقف عن تناول الدواء، ومن أمثلة هذه الأدوية المثبطة لبعض الإنزيمات.
يؤدي للإصابة بالسعال وجود ما يعرف بالتهاب القصبة الهوائية المزمن، وهي حالة تصاحب المريض طوال عمره، وفي العادة فإنها تكون بسبب التدخين أو تعرض المصاب لبعض المواد الصناعية الملوثة.
توجد بعض الأمراض التي يكون من أعراضها السعال، كالفشل القلبي والارتداد المعدي المريئي والانصمام الرئوي، وتلف الحبال الصوتية أو تعرضها للضرر بشكل عام.
فحص جسدي
يجري الطبيب فحصاً جسدياً شاملاً للمصاب بمشكلة السعال، بهدف التعرف على المرض أو السبب وراء الإصابة، كما يتعرف على الأعراض التي تصاحبه.
تشمل هذه الفحوصات إشباع الدم بالأكسجين، والذي يتم من خلال جهاز قياس كهربائي يوضع في أحد أصابع اليد.
يساعد فحص أداء الرئتين، أو ما يعرف بالقدرة على النفخ، في تشخيص بعض الأمراض مثل الربو، وأمراض الرئة المختلفة.
يمكن أن يجري الطبيب أشعة سينية للصدر، والذي يلجأ إليه في الحالات التي تتوافر فيها دلائل على وجود مرض ظهر من خلال فحص الجسد والإنصات للرئتين.
يكشف فحص مسطح الحلق عن بكتيريا الشاهوق، وكذلك الأشعة المقطعية للجيوب الأنفية، ويتم إجراء فحص التسييل الحلقي الخلفي وأداء الرئة واختبار الحموضة بالمريء للكشف عن السعال من مصدر علوي.
حدد السبب
يبدأ علاج السعال بتحديد السبب أو المرض الذي أدى إليه، ومن ثم يتم علاج رد فعل السعال والعوامل المختلفة التي تزيد من حدته.
تشمل طرق العلاج العقاقير المضادة للفيروسات، والمضادات الحيوية للتلوث البكتيري، ومن الممكن إعطاء من يعانون التهاب الشعب الهوائية دواء ناهضات البيتا، والذي يخفف من حدة السعال.
يعالج التسييل الحلق الخلفي من خلال العقاقير المضادة للهيستامين أو مضادات الاحتقان في الأوعية، وبالنسبة لارتجاع المعدة فيعالج بعقاقير خفض إنتاج حمض المعدة.
تقتصر حالات السعال البسيطة في علاجها - والتي لا تظل فترة زمنية طويلة - على الالتزام ببعض النصائح والعلاجات المنزلية.
تشمل هذه النصائح الإكثار من شرب السوائل الدافئة، كالينسون والقرفة والليمون الدافئ، وتناول الأدوية المسكنة التي تصرف من غير وصفة طبية، مع الحصول على قدر من الراحة كاف.


إجراءات للوقاية

يمكن أن يقي الشخص نفسه من الإصابة بالسعال من خلال اتباع بعض طرق الوقاية، والتي تبدأ بالحفاظ على النظافة الذاتية في فصل الشتاء، حتى تقل احتمالات الإصابة بالأمراض الفيروسية.
يجب تدفئة الجسم بشكل جيد خارج المنزل في الأجواء الباردة، وبالنسبة لضعاف المناعة كالأطفال والمسنين فيحبذ عدم الخروج، مع ضرورة تهوية المنزل يومياً. وينصح بالامتناع عن التدخين سواء المباشر أو السلبي، مع اجتناب كافة أشكال التلوث البيئي كالغازات والأدخنة وغيرها.
يجب الحفاظ على نظام غذائي صحي، لأنه يعمل على تقوية جهاز المناعة، مع الاهتمام بالأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات وبالذات فيتامين «ج».
يقول الباحثون إنه من الضروري الذهاب للطبيب في حالة استمرار السعال أكثر من 20 يوماً، حتى لا يتحول الأمر إلى سعال مزمن، أو يصاب بأحد أمراض التحسس المزمنة مثل الربو، والذي يأتي نتيجة الإهمال في العلاج.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"