نوايا حسنة

05:25 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله محمد السبب

(سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة)، هو تكليف تشريفي لمشاهير العالم من قبل المنظمات المختلفة للأمم المتحدة، بهدف المساعدة على دعم مختلف القضايا التي تعالجها الأمم المتحدة سواء كانت اجتماعية أو إنسانية أو اقتصادية أو ما هو متعلق بالصحة والغذاء، من خلال استخدام المشاهير شهرتهم في نشر الوعي والدعم تجاه هذه القضايا، ويمكن لهذا التكليف أن يكون على مستوى دولي أو إقليمي أو محلي في نطاق دولة الشخصية الشهيرة.
هذه الممارسة الإنسانية لهؤلاء (سفراء النوايا الحسنة)، تذهب بنا نحو استحضار أمثلة للنوايا الحسنة التطبيقية في مختلف مناحي الحياة؛ سواء في النطاق المجتمعي العام، أو في نطاق محدود في ظل بيئة معينة، أو ضمن علاقات اجتماعية بين مجموعة من أفراد المجتمع؛ كأفراد العائلة البشرية الاجتماعية الطبيعية، أو أفراد العائلة الوظيفية التي تضم بين جنباتها أصنافاً بشرية من مختلف الأجناس والجنسيات والصفات والثقافات؛ أو على مستوى نشاط معين؛ ثقافي مثلاً، أو رياضي، أو تجاري، وما إلى ذلك من أمثلة ومجتمعات حياتية مختلفة، وعبر وسائل وطرق عدة؛ مباشرة كانت أم غير مباشرة، وعبر طرق التواصل الاجتماعي التقليدية، من زيارات جسدية أو صوتية عبر الهواتف.. أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة: «الواتس آب»، «إنستجرام»، «تويتر»، «الفيسبوك».. وكذلك عبر مختلف وسائل الإعلام.
على ضوء ذلك، يمكننا استحضار مجموعة من أمثلة مجتمعية متعددة الأهداف ومتباينة التطبيق، عبر الاتكاء على قاعدة نبوية استرشادية؛ حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأَعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أَو امرأَة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه».
هكذا قاعدة نبوية تستوجب تطبيق مضمونها وترجمة قانونها إلى واقع ملموس بحيطة وحذر في التعامل مع مختلف الفئات البشرية والواقع المجتمعي العام.
فعلى الصعيد الوظيفي مثلاً؛ لا يجب الركون إلى الطيبة المطلقة في التعامل مع الرؤساء والمرؤوسين؛ إذ لا بد وأن تعزز العلاقة الوظيفية بالأدلة والأسانيد بناء على المهام والواجبات المنوطة بجميع أطراف التعامل الوظيفي.
وعلى الصعيد الاجتماعي مثلاً؛ لا يجب الركون فقط إلى الحس العاطفي في التعامل مع كافة أفراد المجتمع؛ بل لا بد من تحكيم العقل في العلاقات القائمة بين مختلف الأطراف المجتمعية المدنية. ففي المثالين مثلاً، يساء أحياناً فهم التصرف الناجم عن القول أو الفعل إزاء المحور أو الموضوع المطروح للنقاش أو للتداول، مما قد يُعرض العلاقات إلى خطر القطيعة أو إلى الفهم الخاطئ لوجهات النظر المعبر عنها قولاً أو فعلاً؛ إذ لا بد وأن ندرك تماماً القاعدة القولية المأثورة: (لسانك حصانك، إذا صنته صانك، وإذا هنته أهانك)، وأودى بك إلى الهم والحزن والقطيعة غير المستساغة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"