يعتبر «نادي الشارقة للسيارات القديمة» الأول من نوعه في المنطقة العربية، وافتُتح بمكرمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة عام 2008، ويقدم النادي خدمات مهمة للأعضاء أبرزها توفير إمكانية ترخيص السيارات القديمة التي تصنف بمرور 30 عاماً على إصدارها، والفحص الفني والصيانة، وخدمات التأمين، مع إتاحة الفرصة للمشاركة في المعارض والملتقيات المحلية والعالمية، لكنه لا يتوقف عند هذا المستوى من الخدمات المتوقعة، بل يسعى بقيادة مجلس إدارته الجديد إلى تطوير الكثير من الخدمات وقنوات التواصل المجتمعي، مع الحرص على تغيير الهوية البصرية التي تعكس الاستراتيجية المعاصرة والمبتكرة لأهداف وقيم النادي بين 2019 و 2023.
كثيرة هي المشاريع التي تعمل إدارة النادي على إطلاقها في المستقبل القريب، من بينها مجلة متخصصة بالسيارات القديمة وبأنشطة النادي، وموقع إلكتروني يوفر قاعدة بيانات متطورة تحسن جودة الخدمات التي يحصل عليها الأعضاء، ومعرض دائم، وكتاب خاص بهذه السيارات يوثق تاريخها في الإمارات.
وفي 2020 وُضعت خطة لفعاليات النادي، باستهداف المشاركة في 42 فعالية داخلياً وخارجياً من أهمها عقد المزاد الدوري لتسويق المركبات القديمة للأعضاء، والمشاركة في المعارض العالمية للسيارات القديمة وأبرزها معرض برلين ودبي ولندن، إضافة إلى المشاركة في المعارض الإقليمية في الدول العربية مثل معرض الدرعية بالمملكة العربية السعودية
إضافة لما سبق، صمم مجلس الإدارة خطة تطوير العلاقة مع الشركاء والتي تهدف إلى تعزيز التعاون مع الجهات الحكومية وغير الحكومية ذات الصلة بموضوع هواية السيارات القديمة، وصُمم جدول زمني لزيارة متاحف وأندية السيارات القديمة في الدولة لتعزيز التعاون معها وتبادل المعرفة فيما يقدم من خدمات للمتعاملين، بهدف تطوير هوية اقتناء السيارات القديمة في الشارقة.
ووضع مجلس الإدارة خطة تطوير للهيكلة الإدارية في النادي بما يتناسب مع تحقيق الأهداف المرجوة، وبما يساهم في تطوير العمليات والخدمات المقدمة للمتعاملين في النادي، ويسعى النادي في الوقت الحالي لتحقيق التهيئة الإدارية المناسبة للحصول على كافة شهادات الجودة العالمية المعتمدة بالإضافة إلى تطبيق معايير التميز في الأداء المؤسسي بما يضفي تطويراً على منظومة العمل الإداري في النادي.
بعد تكليفه بتسلم منصب رئاسة منصب إدارة النادي، كانت خطوة د. علي أحمد أبو الزود الأولى للارتقاء بالنادي، اختيار أعضاء مجلس الإدارة وفريق العمل بعناية، كما حرص على تغطية جميع الجوانب التي تتطلبها منظومة العمل، ليبدأ من «دراسة تحليل الفجوة» التي يعتبرها القاعدة التي يطلق منها خطة التطوير التي بدأت بأول الخطوات العملية، وهي الجلسة الحوارية الأولى مع المتعاملين وهم أعضاء النادي ومحبو السيارات القديمة، بحضور رئيس مجلس الشارقة الرياضي، والأمين العام لمجلس الشارقة الرياضي بحكم أنهما على رأس هرم الأندية. وقال أبو الزود: ناقشنا الخدمات التي يبحث عنها الأعضاء ويحتاجون إليها، وهذا النوع من السيارات يعتبر مكلفاً كما أنه يحتاج إلى الكثير من العمل من حيث الصيانة والترميم، ومن الطبيعي أن يرغب أصحابها بعد هذا الجهد بأن يعرضوا سياراتهم بصورتها النهائية، عبر المسيرات والفعاليات، وبعد هذه الخطوة عملنا على تحديد الأماكن المناسبة في الشارقة لتكون منصة لعرض هذه السيارات، وأول منصة وقع الاختيار عليها كانت في شركة «أرادا» التابعة لحكومة الشارقة، ونحن حالياً بصدد توقيع اتفاقية معهم للاستفادة من الموقع، ولاحظنا أيضاً أن الأعضاء بحاجة إلى تطوير ورشة متخصصة بهذه السيارات التي تحتاج إلى العناية والدقة، لهذا حاولنا تطوير الورشة الموجودة لدينا بأقسامها الخمسة المتخصصة لتلبي احتياجاتهم، ونحن حالياً بصدد تطوير ورشة حديثة بقدرة استيعابية كبيرة بالتعاون مع الشركات المتخصصة، أما على صعيد العمل المؤسسي فقد حرصت الإدارة الجديدة على وضع خطة استراتيجية للنادي انطلاقاً من مجموعة من الأهداف الاستراتيجية والقيم التي تشكل رؤية النادي التي تحيط بمنظومة العمل خلال السنوات الثلاث القادمة، ليكون من أفضل الأندية المتخصصة بهذا النوع من الرياضات على مستوى الوطن العربي، وحرصنا على تبني المقترحات من جميع المهتمين بهذا المجال عبر قنواتنا للتواصل الاجتماعي، كما وضعنا هدف إنشاء النادي التسويقي لهذه الرياضات داخل الدولة وخارجها ضمن الخطة، وبالتنسيق مع الجهات المختصة بالتواصل مع المعارض العالمية، وحرصنا على التفكير الإبداعي في جميع تفاصيل العمل، فصممنا معرضاً افتراضياً للسيارات للمشاركة في العديد من الأماكن، وهذا لصعوبة نقل السيارات لبعض المعارض والفعاليات. وأشار إلى جذب الشباب للاستثمار في هذا المجال من خلال تلبية الاحتياجات المتعلقة بالسيارات القديمة، كتوفير بعض قطع الغيار غير المتوفرة على سبيل المثال، أو التجارة بهذه السيارات التي تعتبر مربحة جداً خاصة أن الكثيرين لا يدركون قيمتها الحقيقية، وأضاف أنه يعمل على دراسة هذا التوجه العملي الجديد مع الدائرة الاقتصادية، حيث تم رصد مجموعة من السيارات القديمة كهدية للشباب لتكون انطلاقة لهم للعمل في هذا التخصص.
قنوات واتفاقيات
أكد سعيد محمد بن عاشور، مدير نادي الشارقة للسيارات القديمة، حرص النادي على إنشاء قنوات تواصل واتفاقيات مع مؤسسات الدولة المتخصصة للإحاطة بالأمور القانونية المتعلقة باحتياجات الأعضاء، ومنها الصفة القانونية للمقبلين على العمل بتوفير احتياجات هذه الرياضة. وقال: نحرص عموماً على توفير الغطاء القانوني لعمليات بيع السيارات وقطع الغيار، ولعملية امتلاك وترخيص هذه السيارات للأعضاء، كما نحاول أن نوجه الأعضاء ونكون المرجعية لهم بالنسبة لعملية التجميع، كما أننا نوجههم للمتاجرة واستثمار هذه الموهبة. وأشار إلى الخدمات المطورة التي يقدمها النادي عبر «التواصل الاجتماعي»، كخدمة إتمام المعاملات على مدار الساعة بالتواصل عن بعد، وتطرق أيضاً إلى أهمية حضور العائلة في فعاليات النادي التي تستقطب عادة جميع الأعمار، وخاصة كبار السن الذين تربطهم علاقة مميزة بهذه السيارات التي عاصروها مثل فعالية «مع شوابنا» المخصصة لكبار السن، وفعالية «ملتقى العائلة».
وأضاف أن مجلس إدارة نادي الشارقة للسيارات يعمل حالياً على تطوير بعض الخدمات الحالية وزيادة المقدم منها للأعضاء بما يرتقي بمعايير إسعادهم، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر إعداد مشروع لمزادات بيع السيارات القديمة وتسويقها داخلياً وخارجياً بالتنسيق مع الهيئات الرائدة في تنظيم المزادات داخل الدولة وخارجها، بما يحقق منفعة هواة السيارات القديمة ويساعد في اتساع قاعدة الهواة على مستوى الشارقة بشكل خاص والدولة بصورة عامة، أما عن نشاط النادي مؤخراً فأوضح أن انطلاقة فعاليات النادي سنوياً تكون مع «افتتاحية الموسم» التي شارك فيها لهذا العام أكثر من 120 سيارة من داخل الدولة وخارجها، وقد حرص النادي على المشاركة في العديد من المعارض الخارجية كان بعضها في الكويت والسعودية، إضافة إلى العديد من المعارض التي أقيمت داخل إمارة الشارقة.
قواعد البيانات
عن النظام الداخلي الحديث الذي يطلقه النادي قريباً يشير أنس نعيم، مسؤول تكنولوجيا المعلومات في النادي، إلى أنه عبارة عن استعراض لقواعد البيانات الموجودة سواء للأعضاء أو للسيارات، ويقول: نهدف من هذا البرنامج الحصول على الإحصائيات التي نحتاج إليها، فهي تعطينا مؤشراً عن عدد الأعضاء المسجلين في الشهر، عدد العمليات التي تتم منذ تجديد العضوية أو فحص المركبة، أو العمليات الداخلية التي تحصل في النادي، بالإضافة إلى الإحصائيات التي نحتاج إليها في النادي والتي تتعلق بأعداد الأعضاء الذين يمتلكون سيارة من فئة معينة على سبيل المثال، وغيرها الكثير من التفاصيل التي تستطيع قواعد البيانات ربطها وتقديم الإحصائيات المتعلقة بها، والتي يحتاج إليها الأعضاء بحيث يمكنهم استخدام ملف العضوية الخاص بهم للحصول على الخدمات الإلكترونية كتجديد العضوية.
وعن تطوير قنوات مواقع التواصل الاجتماعي للنادي يقول، عمر الخطيب، مسؤول العلاقات العامة في النادي: بدأنا العمل ضمن الاستراتيجية الجديدة على إيجاد تطوير جذري كامل على مواقع التواصل، فوحدنا الهوية البصرية للحسابات التي تمثلنا على مواقع التواصل، والاسم، بالتعاون مع الشركات المسؤولة عن مواقع التواصل، مع توفير رابط للحصول على الخدمات بشكل مباشر. أما بالنسبة للتفاعل، فغيرنا استراتيجيتنا من خلال التركيز على التواصل الاجتماعي ومحاولة الإحاطة بالمواضيع والمعلومات التي تهم المتابعين، مع التركيز على الأخبار، بالإضافة إلى التوجه باللغتين العربية والإنجليزية. وقال: ندرس زيادة قنوات الاتصال والتواصل مع المتعاملين في النادي، بما يعزز القدرة في التعرف على الآراء والمقترحات والشكاوى التي تدعم تطوير العمليات والخدمات المقدمة في النادي.
فترة «كورونا»
لم يتوقف النادي عن تقديم خدماته للأعضاء خلال جائحة «كورونا» التي أوقفت معظم الأعمال حول العالم، فاستمر بتقديم خدماته للمتعاملين، لينجز أكثر من 1600 معاملة عن بعد، كما حرصت الإدارة على الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية فلم يصب أحد من الموظفين أو المتعاملين، كما أن الإدارة سارعت على توفير دليلاً توعوياً خاصاً للموظفين والمتعاملين يرشدهم عن طرق الوقاية خارج وداخل المنزل، كما وفرت الكاميرات الحرارية منذ البداية.
