جريمة العمة

02:33 صباحا
قراءة دقيقتين
كتب: محمد ياسين

تقف في قفص الاتهام في إحدى غرف المحكمة تدافع بالباطل عن نفسها؛ وبالكذب تسرد قصصاً وهمية، وتردد أمام القضاة أنها بريئة من فعلتها التي تهتز لها الأبدان، فجريمة المرأة مركبة وتفاصيلها تذهل من يسمعها وتتبرأ منها وتستنكرها الأديان والأعراف، فجرمها وجه إلى ابنة شقيقها التي تبلغ من العمر 16 عاماً، حيث بدأت تفاصيل القضية حين طلب منها شقيقها مساعدته بفرصة عمل لتحسين أوضاعه ومعاونته في توفير حياة كريمة لأسرته الصغيرة، وكانت إجابة شقيقته أن الفرص قليلة جداً له لكون عمره يتخطى الخمسين عاماً ولا تستطيع مساعدته، لكنها تستطيع أن توفر عملاً لابنته القاصر بعد تزوير أوراقها، ليصبح عمرها أكبر مما هو عليه حتى تستطيع جلبها من بلدها لتعيش وتعمل في دبي، وبعد أيام من التفكير وافق والد الفتاة على تزوير مستندات لابنته القاصر، لتتمكن من السفر إلى عمتها والعمل بوظيفة قد تكون طوق النجاة لإخوتها وأسرتها، وبالفعل وصلت القاصر إلى عمتها التي استقبلتها في المطار وخلال أيام قليلة بعد وصولها عرفتها إلى صديق لها أدعت أنه أحد زملائها في العمل من دون تفاصيل عن طبيعة عمل ابنة شقيقها.
بعد أيام من وصول الفتاة القاصر نسجت العمة خيوط خطتها المشينة في توريط ابنة أخيها في أعمال منافية للآداب عن طريق الصديق المزعوم الذي بدأ يتودد إلى الفتاة ببعض الهدايا واصطحابها للتنزه، الأمر الذي تطور إلى السهر في الفنادق والمراقص وبعد أيام قليلة بدأ صديق عمتها المزعوم بإيعاز من عمة الفتاة في تقديم المشروبات الكحولية للفتاة ومراودتها عن نفسها في أحد الفنادق، وتطور الأمر إلى الاعتداء عليها حين كانت تحت تأثير المشروبات الكحولية.
لم تنته معاناة الفتاة التي دخلت وكر العمة وأعمالها المنافية للآداب في إحدى الشقق المشبوهة، فبدأت تتكشف حقيقة تزعُّمها شبكة للأعمال المنافية للآداب وذاع صيتها في هذا المجال المحظور.
حاولت الفتاة الهروب من مستنقع عمتها لكن بلا جدوى، فقد أحكمت العمة قبضتها عليها وبدأت في إجبارها من دون شعور بالذنب أو تأنيب الضمير على التواصل مع زبائنها، ولم يستمر الوضع كثيراً حتى داهمت الشرطة الوكر المشبوه بعد رصد تحركات مرتاديه من قبل فريق التحريات الذي أكد إدارة تلك السيدة لأعمال منافية للآداب، وتم القبض على المرأة وصديقها فضلاً عن الفتاة وأخريات كن ضحايا تلك المرأة.
سردت الفتاة قصتها التي تطابقت مع أقوال الأخريات في تحقيقات الشرطة والنيابة، وانكشف أمر السيدة التي قدمت ابنة شقيقها لزبائنها من أصحاب النفوس الضعيفة، وفي البداية أنكرت المرأة صلتها بتلك الأعمال لكنها بعد مواجهتها بأقوال ضحاياها واعتراف صديقها أقرت بجرائمها المشينة كافة وحياتها المظلمة، وأصبح جميع ضحاياها ينتظرون رؤيتها في أحد أركان السجن، حتى تكون عبرة لمن يعتبر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"