شباب الإمارات ورايات التنوير

إن اهتمام دولة الإمارات بالشباب جعلها في مصافّ الدول المتقدمة، التي تهتم ببناء الإنسان الإماراتي لمواكبة التقدم والتطور

الشباب هم بناة المستقبل، وأجمل سماتهم، التي تميزهم عن سواهم، الانفتاح على الحياة، والجرأة على التجريب، وحب المغامرة، والترحيب بكل جديد في الفنون والآداب والرياضة، وشتى أساليب الحياة.

ومنذ فجر التاريخ أوصى الحكماء والفلاسفة بالاهتمام بالشباب؛ لأنهم أسرع وأكفأ في تلقي المعارف من غيرهم من الفئات العمرية الأخرى. كما أنهم بمثابة لوحة بيضاء من الممكن أن نرسم فيها أجمل المشاهد. وعندما حدثت النهضة الحديثة في أوروبا بدأت الحكومات الأوروبية في إيلاء النشء اهتماماً كبيراً، وذلك من خلال اعتماد مبدأ إلزامية التعليم منذ بلوغ الطفل سن التمييز، وهي السادسة من العمر، ووضع مناهج تعليمية موجهة، تهدف بالدرجة الأولى والأخيرة إلى تهيئة الشباب ليكونوا صناع المستقبل وبناة النهضة وإرساء قيم الحضارة. وقد كان لهذا الاهتمام دور رئيسي في بلوغ الحضارة الحديثة هذه المراحل المتقدمة من الرقي.

ومن أجل تسليط الضوء على الشباب، والاهتمام بهم على نطاق عالمي واسع، فقد اعتمدت الأمم المتحدة يوم 12 أغسطس(آب)، من كل عام، يوماً عالمياً للشباب، بهدف جعل هذه الفئة العمرية محط اهتمام دائم من قبل الحكومات والدول المختلفة، خاصة، وقد تبوّأ الشباب في العديد من دول العالم مناصب قيادية، حتى وصل بعضهم إلى أعلى هرم السلطة في بلدانهم.

ما من شك أن تربية الشباب تربية صحيحة، وتعهدهم بالرعاية منذ سنٍ مبكرة تؤدي إلى صحة المجتمع وازدهاره، وعلى العكس من ذلك إهمال الشباب، وعدم تقديم الدعم والتنشئة السليمة لهم يجعلهم فريسة للفراغ والجهل والتطرف؛ مما يؤدي إلى شلل المجتمعات وتخلفها. حتى في أكثر دول العالم تحضراً، فإن الشباب قد يكونون عرضة للاستلاب من قبل العصابات المنظمة، ورعاة الفساد والشر، فمروّجو المخدرات يجدون ضالتهم في الشباب، ولا يقل دور المخدرات الفكرية فظاظة عن المخدرات العضوية؛ فدعاة الفكر التكفيري الظلامي يعمدون إلى نشر سمومهم بين الشباب خاصة من يتوسمون فيهم تبوّؤ مناصب قيادية، ولعب دور في الحياة.

وإيماناً من قيادتنا الرشيدة بدور الشباب في نهضة مجتمعه، أقرّ مجلس الوزراء عام 2016 إنشاء مجلس الإمارات للشباب والشابات، الذي يمثل تطلعات وقضايا الشباب لدى الحكومة، ويضم نخبة من الشباب والشابات البالغ عددهم 13 ليكونوا مستشارين للحكومة في قضايا الشباب. وحرصاً على إشراك شباب الوطن في عملية صنع القرار، جاء الإعلان عن تشكيل المجالس العالمية للشباب، التي تهدف إلى تعزيز مشاركة المبتعثين الإماراتيين، من خلال إنشاء منصة تمثيلية لهم تحت إشراف وإدارة سفارات الإمارات، ومجلس الإمارات للشباب. بالإضافة إلى اعتماد الحكومة الاتحادية إنشاء المؤسسة الاتحادية للشباب التي تضطلع بمهمة التنسيق مع مجالس الشباب المحلية، وتتولى إنشاء المراكز والأندية الشبابية في الدولة وإدارتها.

كما أعلنت دولة الإمارات من خلال القمة العالمية عام 2017 عن تأسيس مركز الشباب العربي، الذي سيعمل على إطلاق مبادرات يقودها الشباب العربي، لخلق فضاءات أوسع تتيح لهم الإسهام في الجهود والمساعي الوطنية للتنمية المستدامة، إضافة إلى وضع أجندة سنوية لفعاليات الشباب ونشر تقارير ودراسات سنوية حولهم.

إن شباب الإمارات اليوم هم عز العرب، وهم أمل الأمة في مستقبل أفضل، وخصوصاً مع انطلاق مشاريع الفضاء التي توجت بإطلاق أول مركبة فضاء عربية وروادها شباب إماراتيون إلى المريخ، وبما يحقق نهضة علمية غير مسبوقة في العالم العربي، وفي أجزاء كثيرة من العالم.

إن الدولة ممثلة في قيادتها تفتح ذراعيها للشباب كي يتبوّؤا المكانة اللائقة بهم وبدولتهم وقيادتهم، وهي لا تدخر وسعاً لدعم مبادرات الشباب في كافة القطاعات، وتطلق العنان للمبدعين منهم لتولي مناصب قيادية ووزارية. وقد عبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، حفظه الله، عن اهتمام الدولة بالشباب ودعم العلوم والأبحاث، وإشراك الشباب في قيادة المسيرة. وقد اهتم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالشباب، ووجه بتأسيس «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل» الذي يضم 20 مجلساً في إمارات الدولة. ومن أجل تعظيم إنجازات الشباب.

إن اهتمام دولة الإمارات بالشباب جعلها في مصافّ الدول المتقدمة، التي تهتم ببناء الإنسان الإماراتي لمواكبة التقدم والتطور في جميع مجالات الحياة. فهنيئاً لهذا الشعب تلك القيادة الطموحة، التي تفتح أبواب الأمل لشبابها ليتبوّؤا أرفع المناصب لتحقيق نهضة شعبنا سياسياً وتربوياً واقتصادياً واجتماعياً.