سؤال افتراضي

04:02 صباحا
قراءة دقيقتين
صادق ناشر

منذ أيام والجدل يدور في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب التصريحات التي أدلى بها الرئيس دونالد ترامب، والتي جاءت رداً على سؤال بشأن إمكانية تسليمه السلطة بشكل سلمي، إذا ما خسر الانتخابات المقبلة، المقرر أن تشهدها البلاد في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، خاصة عندما قال: «علينا أن نرى ما سيحدث»، وتجديد تشكيكه في التصويت عبر البريد، بعدما قال إن هناك إصراراً كبيراً على اتباعه.

والسؤال الذي يتم تداوله من قبل الكثيرين: هل سيسلّم ترامب بالهزيمة، وتتم عملية انتقال سلمي للسلطة في حال خسارته الانتخابات أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، أم أننا سنرى سيناريو آخر غير متوقع، كما يحدث في بعض دول العالم؟

إنه مجرد سؤال افتراضي لأنه من غير المعقول أن يطرح، خاصة بعد هذه السنوات من التقاليد الديمقراطية المتبعة في هذا البلد، لكن الإعلام الأمريكي يطرحه بنوع من الجدية، تغذيه الحملات السياسية للديمقراطيين، الذين وجدوا فيه فرصة للنيل من ترامب، والجمهوريين بشكل عام.

في المجمل تعدّ الانتخابات الرئاسية المقبلة الأكثر جدلاً وانقساماً في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، ومن الطبيعي أن تثار مثل هذه الاختلافات بين المرشحين، الأمر الذي دفع بسيناتور أمريكي من الحزب الجمهوري، يدعى ميتش مكونيل، إلى الرد على التساؤلات الإعلامية والحملات الديمقراطية بالقول إنه «سيكون هناك انتقال منظم وسلس للسلطة بعد الانتخابات، بغض النظر عمن سيفوز فيها، وإنه سيكون هناك حفل تنصيب سلمي في 20 يناير/ كانون الثاني، كما يحدث كل أربع سنوات منذ عام 1792».

ويبدي الرئيس ترامب قلقاً من التصويت عبر البريد بسبب الأوضاع التي تعيشها البلاد من جراء انتشار وباء «كورونا» منذ أشهر عدة، لأنه يرى في ذلك فرصة للتزوير، وقد ذهب للتشكيك في أمن نظام الاقتراع بالبريد، لأنه يدرك أن الأمريكيين سوف يدلون بأصواتهم عبر البريد أكثر بكثير من المعتاد.

ماذا إذا رفض ترامب قبول نتيجة الانتخابات، هل سيأخذ البلاد إلى منطقة مجهولة؟

مثل هذه الأسئلة نسمع عنها في بلدان العالم الثالث، فعندما يخسر رئيس ما، الانتخابات، يقلب عاليها سافلها، ويقود بلاده وشعبه إلى المجهول، لكن هذا السؤال في الولايات المتحدة الأمريكية يبدو غير منطقي، بل وغير مألوف، إذ إنه على رغم المعارك الانتخابية العنيفة، لم يكن يثير أحد مثل هذه الأسئلة، كما لم يكن أحد يسمع عن «حرص على إقامة انتخابات آمنة ونزيهة»، وبالتأكيد لن يحدث ما يخشى منه المتسائلون، حتى لو خسر ترامب الانتخابات المقبلة، إذ لن يتدخل الجيش لإزالة ترامب من البيت الأبيض، كما طالب بذلك المرشح الديمقراطي جو بايدن، الذي كان يرد على استفسار «ماذا لو فعلها ترامب؟».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"