الكويت في قلوب العرب

03:48 صباحا
قراءة دقيقتين
صادق ناشر

كان لإعلان وفاة أمير الكويت السابق الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وقع الصدمة لدى قطاع كبير من المواطنين العرب، الذين يكنون له الاحترام الكبير، ليس لشخصه فقط، بل ولدولته التي كانت وستظل، إحدى أهم قلاع الثقافة في الوطن العربي، ومجلة «العربي» تشهد لها بذلك، التي طافت كل بلد عربي وأخرجت منه كنوزه الثقافية والتاريخية، فالكويت لم تكن يوماً إلا داعية للسلام ولمّ الشمل، وهي مواقف دأب على اتباعها الأمير الراحل ومن سبقه من حكام الكويت.

اقترن اسم دولة الكويت في أذهان العرب والمسلمين بأعمال الخير، وكل مدينة تشهد بذلك، فقد بنت المستشفيات والمدارس ورياض الأطفال والجامعات وأنفقت عليها، ولم تتردد في تقديم المساعدة لكل من يحتاج إليها، انطلاقاً من قناعتها بأن التكامل العربي والإسلامي هو الذي يجمع العرب لا يفرقهم.

لم تكن الكويت، البلد صغير المساحة والسكان، إلا ذلك الذي يؤازرك عند الشدائد، وحضورها لا ينكره إلا جاحد، فقد كانت تنفق بسخاء على دول عربية وإسلامية انطلاقاً من ثوابت لم تتخل عنها يوماً، ورغم المأساة التي مرت بها عند احتلالها من قبل النظام العراقي السابق عام 1990، إلا أن مواقفها تجاه أشقائها وأصدقائها لم تتغير.

برحيل الشيخ صباح الوفي لقضايا شعبه وأمته العربية والإسلامية، يتذكر الكثير مواقفه التي أكسبته بحق لقب «أمير الإنسانية»، فقد كان رحمه الله، حريصاً على تقريب وجهات النظر في القضايا الخلافية التي ضربت أجزاء كبيرة من المنطقة العربية، ويتذكر اليمنيون حرصه الكبير على جمع شتات المتحاربين، عندما استضافت الكويت ممثلي الشرعية وجماعة الحوثي عام 2016 في المفاوضات التي كانت على وشك أن تعلن بعدها عن تسوية سياسية شاملة، لولا أن الأطراف المتقاتلة على الأرض فضلت السلاح على الحل السياسي.

التقى الأمير الراحل المتفاوضين، وأبدى حرصاً على إنجاح الحل السياسي وإنضاجه، بل كان مصراً على ألا يخرجوا من الكويت إلا وقد اتفقوا على الحل، فقد كان رحمه الله مدركاً لطبيعة التعقيدات التي تلف الأزمة في اليمن وتداعياتها على الوضع الإنساني والاقتصادي، وحتى بعد أن أصر السياسيون اليمنيون على الخروج من الكويت خالي الوفاض، أعاد التأكيد على أن الكويت مفتوحة لهم للتوقيع على حل يخرج اليمن من حالة الاحتراب التي يعيشها منذ عدة سنوات.

لذلك بقيت الكويت حاضرة في قلوب العرب، وقد تألم الكثيرون لما حل بها من جراء الغزو، وتعاطفوا مع أبنائها، الذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحايا خارج ديارهم، وكانوا في طليعة المرحبين بتحريرها، حباً بها وبشعبها الذي لا يُذكر إلا بكل خير ومحبة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"