«كورونا» في البيت الأبيض

02:30 صباحا
قراءة دقيقتين
صادق ناشر

ليس البيت الأبيض وحده من استنفر، بل كذلك الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الذي أصيبت بورصات المال فيه بالشلل، بعد إعلان إصابة الرئيس دونالد ترامب وزوجته ميلانيا بفيروس كورونا، على الرغم مما أكده الأطباء، من أنهما يتمتعان بصحة جيدة، وأن سيد البيت الأبيض سيواصل عمله وأداء واجباته دون انقطاع خلال خضوعه للحجر الصحي.

لم يقتصر الأمر على حجر ترامب وزوجته؛ بل امتد ليشمل كل المخالطين والعاملين في البيت الأبيض، من بينهم نائبه مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو، وكل من كانت له صلة مباشرة بالحملات الانتخابية التي نظمها ترامب خلال الفترة الأخيرة، ما يعني أن حالة من الإرباك ستسود الولايات المتحدة من جراء هذا العارض، الذي قد يعرقل الكثير من الخطط بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر أن تشهدها البلاد بعد نحو شهر من الآن.

لا شك في أن الحدث سيتسبب بإعادة «كورونا» إلى صدارة الملفات في السباق الانتخابي، وهو الملف الذي كان أحد مجالات الصراع في المناظرة التي جرت قبل أيام بين ترامب والمرشح الديمقراطي لسباق الانتخابات جو بايدن، ما يعني أن الانتقادات التي وجهها الأخير إلى خصمه بعدم إيلاء اهتمام كبير بالوباء، تعني أن ترامب من أوصل الأوضاع إلى هذه المستويات الحرجة في الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما تجاوز عدد الوفيات من جراء الوباء ال 200 ألف شخص.

وكما يقال إنه عندما تعطس أمريكا يصاب العالم بالزكام، فإن المخاوف من التداعيات السلبية على إصابة ترامب بفيروس كورونا، ستتجاوز الولايات المتحدة لتصيب بتأثيراتها العالم بأسره، وقد بدا ذلك جلياً من خلال القلق الذي أبداه العديد من الرؤساء حيال إصابة ترامب، لأن أي خلل في المشهد القائم في الولايات المتحدة، ستطال تأثيراته الجميع.

مع ذلك فإن السؤال هو: ماذا عن طبيعة تأثيرات الوضع القائم على نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

من الملاحظ أن هناك انقساماً في أوساط الرأي العام في الولايات المتحدة، بين من يرى أن تأثيرات ذلك ستكون محدودة، وبين من يعتقد أن الإصابة قد تزيد من حظوظ المرشح الديمقراطي جو بايدن للتقدم أكثر في استطلاعات الرأي، خاصة أنه ظل حتى اللحظة الأخيرة ينتقد طريقة وأداء ترامب في مواجهة فيروس كورونا، وقد تصب نتائج المناظرة الثانية المرتقبة، إذا ما أجريت في موعدها، بين الرجلين في مصلحة بايدن.

ومهما تكن تداعيات إصابة ترامب بفيروس كورونا، فإن مشهداً جديداً في الولايات المتحدة الأمريكية قد بدأ بالتبلور، وقد لا تظهر ملامحه إلا بعد الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بعد أن تحسم المجمعات الانتخابية مصير الرئيس المقبل في معركة تعد الأشرس في تاريخ البلاد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"