«كورونا» بين مخاوف اليوم وامــــــــــل الغد

04:12 صباحا
قراءة 4 دقائق

أثار فيروس كورونا المستجد بانتشاره الواسع والسريع الهلع في جميع أنحاء العالم، ويسعى العلماء من ناحية أخرى للتوصل لطرق يمكن من خلالها احتواء الجائحة. فشلت كثير من المحاولات، سواء كانت العلاجية أو الوقائية، لأسباب يعود بعضها لغموض الفيروس ما يجعل من الصعب التعامل معه ولكن يبقى الأمل في أن يتحقق ذلك في الغد القريب.

كشفت أبحاث علمية حديثة عن أسباب وعوامل الموجة الثانية، واقترح بعضها أساليب علاجية ولقاحات تعطي الأمل في أن الغد ربما يأتي بنهاية الجائحة بأكملها لتصبح شيئاً من الماضي؛ ولكن لا بد من الاحترازات والتدابير الوقائية التي ما تزال وسوف تظل خط الدفاع الأول؛ لصد العدوى.

كورونا السائد

من المعروف أن الأمراض الناجمة عن فيروسات الجهاز التنفسي تؤثر في الأغلب على من يعانون أمراض الرئة الأساسية. ظهر فيروس كورونا في ديسمبر 2019 باعتباره أحد مسببات الأمراض الفيروسية التنفسية لدى البشر. لا يزال تأثير كورونا في فيروسات الجهاز التنفسي المنتشرة وتأثيره العام على أمراض الجهاز التنفسي الفيروسية غير معروف إلى حد كبير.

أشار تحليل العينات المأخوذة لاختبار فيروسات الجهاز التنفسي على مدى السنوات الـ5 الماضية إلى أن ظهور فيروس كورونا كان مرتبطاً بانخفاض كبير في انتشار فيروسات الجهاز التنفسي الشائعة الأخرى خلال الموجة الأولى.

تمت مقارنة رصد جميع فيروسات الجهاز التنفسي خلال الذروة الوبائية الأولى لفيروس كورونا في المملكة المتحدة في الفترة بين مارس/آذار - مايو/أيار بالفترة الزمنية ذاتها على مدار 4 أعوام من الأعوام الـ5 السابقة. تمت مقارنة السمات والنتائج السريرية المرتبطة باكتشاف الفيروس التنفسي.

استنتج العلماء من التحليلات والمقارنات التي شملت بيانات أكثر من 850 مريضاً من المصابين بالالتهابات التنفسية الفيروسية على مدى 4 فصول شتاء، أن ظهور فيروس كورونا ارتبط بانخفاض كبير في انتشار فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى، وتغيير في الخصائص السريرية ونتائج الأمراض المرتبطة بفيروس الجهاز التنفسي لدى البالغين.

الشباب والعدوى

كان من الملاحظ منذ بداية الجائحة الحالية أنها أقل تهديداً لفئة الشباب، وأن التقدم في العمر هو عامل خطر كبير لشدة المرض أو الوفاة الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا.

تشير الإحصاءات الحالية إلى تزايد أعداد الإصابات وسط الشباب خلال الموجة الثانية على عكس ما كانت عليه الحال في البداية، وتفيد التقارير أن ذلك ما يعوق انحسار الجائحة. نتج انتشار العدوى وسط تلك الفئة عن السلوكات غير المسؤولة التي يقومون بها من عدم التزام بالحجر المنزلي وإهمال التدابير الوقائية الأساسية.

ترى جوليا ماركوس، الأستاذة المساعدة في طب السكان في كلية الطب بجامعة هارفارد، بأن الشباب بحاجة إلى إيجاد بدائل للبقاء على التواصل اجتماعياً حتى تصرفهم عن الخروج والتجمعات وتجعلهم أكثر بقاءً بالمنزل؛ للحد من انتشار العدوى.

مادة جسدية

تردد في الفترة الأخيرة اسم الأنزيم الجسدي «الأنزيم محول الأنجيوتنسين-2» بسبب ارتباطه بالإصابة بكوفيد-19؛ فذلك الأنزيم هو أول ما يرتبط به فيروس كورونا حتى يدخل إلى الخلية الجسدية.

على الرغم من ذلك يعمل هذه الأنزيم من ناحية على حماية عدد لا يحصى من الأنسجة المختلفة في جسم الإنسان من الإصابة (ويشمل ذلك الرئتين)، ويعمل بشكل أساسي كمنظم لنظام الرينين أنجيوتنسين.

من بين المركبات الجديدة التي يتم تطويرها حالياً «المؤتلف البشري القابل للذوبان الأنزيم محول أنجيوتنسين-2»، والذي عرض آليتين للعمل هما من مضادات كوفيد-19. الآلية الأولى تتضمن ربط البروتين السكري الموجود على سطح الفيروس وبالتالي تحييد الفيروس، والآلية الثانية تهدف إلى تقليل تضرر عدد من الأعضاء كالرئتين والكليتين والقلب.

تم علاج مريضة تبلغ من العمر 45 عاماً بذلك المركب عبر الوريد لمدة 5 دقائق مرتين باليوم وكانت النتائج جيدة؛ حيث تراجعت حدة المرض عقب الحقن الأول.

أداة للتشخيص

باعتبار أن الجائحة ما تزالت في أوجها فهناك حاجة ملحة لوسائل تشخيص جديدة، لا سيما تلك التي تعطي نتائج سريعة في الحال للاستفادة منها في مواقع العمل والمرافق المختلفة.

أظهر العلماء في جامعة وارويك عن أداة تشخيصية محتملة لتشخيص كوفيد-19 باستخدام السكريات؛ فهي وسيلة تعمل مع الفيروس بدلاً عن التعامل مع بروتيناته فقط، يعد ذلك التطوير التشخيصي خطوة مهمة في جعله اختباراً قابلاً للتطبيق في المستقبل.

تستخدم أداة التشخيص الجديدة الجليكان (السكريات)؛ للكشف عن الفيروس باستخدام أداة تشبه إلى حد بعيد اختبار الحمل المنزلي.

لقاح سائل

تجرى تجارب سريرية على لقاح مكون من عنصرين، ويتم تكراره مرة أخرى بعد مدة تراوح بين 3-4 أسابيع. يتم ذلك مع الإدخال المتكرر لجسيم الحمض النووي الريبي لفيروس كورونا؛ حيث تتم تغطيته بفيروس غدي جديد؛ حتى يتم استبعاد وجود أجسام مضادة محايدة ضد اللقاح ما يعزز موثوقية الحقن الثاني.

درس الباحثون تلك النتائج بعناية وخلصوا إلى أن هذا منتج جدير بالثقة وفعال وآمن بدرجة كافية؛ لضمان تطعيم المواطنين، ويعتقدون بأن الإنتاج الضخم للقاح سيسمح للعلماء بإكمال المرحلة الثالثة من التجارب السريرية التي يشارك فيها العديد من المتطوعين، والبدء في توفير اللقاح.

إضافة إلى إنتاج اللقاح السائل يخطط الشركاء لتنظيم إنتاج نسخة من اللقاح مجففة بالتجميد (على شكل مسحوق)؛ حيث لا يتطلب اللقاح الجاف ظروف تخزين خاصة أثناء النقل وهي الميزة الأهم.

التقنية ثلاثية الأبعاد

تقدم تجربة سريرية متعددة المواقع بقيادة كلية الطب بجامعة جنوب فلوريدا، بالتعاون مع آخرين، أول دليل على أن مسحات الأنف البديلة المطبوعة ثلاثية الأبعاد تعمل بشكل جيد وآمن مثل مسحات الأنف المستخدمة حالياً. من خلال العمل على مدار الساعة قام هذا الفريق بتصميم واختبار وإنتاج نموذج أولي لمسحة أنف مطبوعة ثلاثية الأبعاد كبديل لمسحات الأنف التجارية.

المعيار الذهبي لتشخيص التهابات الجهاز التنفسي هو البحث عن المادة الوراثية الفيروسية الموجودة في السائل المخاطي الذي يتم جمعه بواسطة مسحة طويلة ورفيعة يتم إدخالها في أنف المريض وظهر حلقه. يتم وضع مسحة الأنف في أنبوب بلاستيكي يحتوي على مواد كيميائية تعمل على استقرار العينة حتى يمكن استخراج المادة الوراثية الخاصة بالفيروس، وتضخيمها بالمختبر عن طريق تفاعل البوليميراز المتسلسل.

تتسم المستخدمة حالياً لأخذ عينة المسحات بطرف كثيف مغطى بكتلة من النايلون بينما الأداة التي صممها الباحثون حديثاً تتميز بطرف ذي نمط محكم مطبوع بالتقنية ثلاثية الأبعاد، وقادر على التقاط عينة كافية مع المحافظة على سلامة المريض وراحته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"