«جائحة» تسريح الموظفين

00:31 صباحا
قراءة دقيقتين


محمد سعيد القبيسي

شاعت في الآونة الأخيرة عالمياً ظاهرة تسريح الشركات للعديد من موظفيها بداعي الأزمة الاقتصادية العالمية إثر ظهور فيروس «كورونا» المستجد مطلع هذا العام، والذي ما تزال تداعيات تفشّيه مستمرة رغم أننا نشهد بدء حالة التّعافي في كثير من الدول.
أعلنت بعض المؤسسات في العالم إفلاسها، وأغلقت العديد من المنشآت الصناعية، وأصبح الانهيار الاقتصادي يهدّد الجميع دون استثناء، فشرعت الشركات العالمية في تخفيض أعداد هائلة من الموظفين لديها كإجراء اضطراري نتيجة الظروف الراهنة، وقد صرحت أيضاً الكثير من الشركات بأنها ستقوم بالتخلي عند عدد من موظفيها مستقبلاً إذا استمر الحال هكذا.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل تكرار سيمفونية تسريح الموظفين كلما ساءت الأوضاع هو الحل الوحيد المتاح، أم أن هناك شركات أوجدت حلولاً ابتكارية لمواجهة الأزمات الطارئة؟
في عام 2008م عندما انهار الاقتصاد العالمي فجأة، توصّل الرئيس التنفيذي لشركة «هانيويل» إلى فكرة إبداعية، في الوقت الذي بدأت فيه المؤسسات تخفض عدد الأيدي العاملة. كانت فكرته تتلخص في دفع الموظفين إلى طلب إجازات غير مدفوعة الأجر، فبدأ أعضاء الشركة والعاملون فيها يتناوبون على أخذ الإجازات التي تراوحت ما بين 3 إلى 5 أسابيع، إلى أن استطاعوا شيئاً فشيئاً ترشيد المصاريف وخفضها، ونجحوا في البقاء والاستمرار.
وقد أوضح خبراء الاستشارات الإدارية على مستوى العالم مجموعة من الحلول والبدائل التي بوسع الشركات الاستعانة بها لتقليص التكاليف أثناء الأزمات بدلاً من تسريح الموظفين من أهمها:
1- وقف توظيف أيدٍ عاملة جديدة.
2- تقليص ساعات العمل للموظفين محدودي الإنتاجية.
3- وقف المكافآت وأي مبالغ تُدفع بهدف الترفيه والسفر.
4- إعطاء إجازات غير مدفوعة الأجر.
5- تغيير آلية العمل والاستفادة من أفكار الموظفين الابتكارية.
6- خفض الرواتب.
وعليه، فإن هذه البدائل التي تم استقاؤها من تجارب الشركات الناجحة خلال الأزمات، هي خير دليل على أننا يجب ألا نلجأ إلى سيمفونية التسريح كلما ألمّت بنا جائحة أو أزمة عالمية، فقد يتراءى لنا الحل لأعتى التحديات ما دمنا نطلق العنان لجميع العاملين في جهات العمل للمشاركة بأفكارهم الإبداعية وطرح الحلول الممكنة على الطاولة، إلى جانب فتح المجال للتفكير خارج الصندوق، وتجربة حلول وأفكار جديدة، بدلاً من التركيز على سياسة التسريح التي أصبحت سيمفونية تراجيدية مُكرَّرة وجائحة بحد ذاتها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"