معرض الشارقة الدولي للكتاب

إبراهيم الهاشمي

تنطلق الدورة 39 من معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا الشهر، ابتداء من 4 وإلى 14، تحت تدابير وإجراءات احترازية وتنظيمية دقيقة آخذة في الاعتبار ما هو مطلوب من تدابير وقائية في ظل جائحة «كوفيد- 19»، وفي ذات الوقت معلنة التحدي بأن الحياة في الإمارات لن تتوقف وستستمر في التعامل مع تبعات الجائحة بكل احترافية ومسؤولية هذا من جهة.
أما من الجهة الأخرى، فإن قيام المعرض بحد ذاته يشكل تحدياً ليس للشارقة والإمارات فقط؛ بل هو تحد دولي؛ حيث إنه المعرض الأول وبهذا الحجم الذي يقام في ظل الجائحة، معلناً أن الإنسان يستطيع أن يكيف الظروف ويتعامل معها في كل الاستثناءات الطارئة ويذلل كل المعوقات إذا فكر بإيجابية وروح الجماعة والتحدي، وكلنا يقين في أن الشارقة بما تملكه من خبرة وحرفية تستطيع أن تقدم للعالم نموذجاً حياً وواقعياً في تنظيم هذا المعرض الضخم، الذي سيكون نقطة انطلاق لمعارض أخرى، ومحفزاً لجهات تنظيم المعارض المختلفة للعودة إلى معترك الحياة مرة أخرى.
المعرض لا يشكل تحدياً فقط في التنظيم ومواجهة متطلبات التعامل مع الجائحة، الذي استعدت له إدارة المعرض بشكل دقيق ومنظم سواء من حيث طرق حضور المعرض وأسلوب الزيارة أو عدد الزوار أو تنظيم الفعاليات الافتراضية، وعملت على الإعلان له للجمهور عبر كل طرق ووسائل الإعلام المختلفة، إن تنظيم المعرض في دورته الحالية والظروف الحالية هو بث روح في أوصال عملية النشر والمعرفة بعد شبه غيبوبة أو توقف لم تعرف دور النشر من وسيلة للخروج منه، المعرض يبث الروح من جديد في أوصال أصحاب القلم ومطابع النشر وأهل الكتاب ومحبي المعرفة، يعيد الحيوية للناشر والموزع والقارئ يعيد للتواصل المعرفي والفكري والإنساني جوه ومتطلباته.
نجاح المعرض ليس تحدياً فقط لهيئة الشارقة للكتاب الجهة المنظمة له؛ بل هو تحد لنا جميعاً، من منظمين ودور نشر وضيوف وزوار، كل منا عليه دور يقدمه لإنجاح هذا المعرض وتقديم نموذج إماراتي ناجح يحتذى العالم حذوه في تنظيم العارض في ظل مثل هذه الظروف الاستثنائية، لذا يجب أن نلتزم وبدقة بمتطلبات الأمن والسلامة وما وضعته الجهات التنظيمية من شروط وإجراءات لنكون كلنا يداً واحدة في صناعة هذا التحدي وهذا النجاح.
إنه التحدي، والشارقة تملك كل الكفاءة لهذا التحدي وقادرة على تقديم النموذج للعالم بأسلوب إماراتي لا يعرف المستحيل.
يومان فقط وتعود الحياة للمعارض كلها عبر معرض الشارقة الدولي للكتاب عبر معرض المعرفة والقلم والفكر.
شكراً للشارقة.. شكراً مدينة الفكر والمعرفة.. شكراً مدينة