خطأ مطبعي

22:52 مساء
قراءة دقيقتين


يوسف أبو لوز

من عادة الكتاب الصحفيين الذين يقعون في أخطاء مطبعية أن يعتذروا لقرائهم في اليوم التالي في نهاية المقال أو نهاية العمود، ويشيرون إلى ذلك بكلمة (تنويه)، غير أن كاتب هذه السطور وقع مرة في خطأ مطبعي في بداية عموده وليس في آخره.
الخطأ حوّل كلمة (الأرضية) إلى (الأرمينية)، وهي مناسبة أيضاً للقول إن القارئ اليومي يمتلك من الفطنة والذكاء؛ بحيث وحده يميّز بين الخطأ والصواب، ويعرف من تلقاء نفسه الخطأ حتى لو كان موارباً.
نقطة واحدة على حرف، أو حرف واحد تنقصه نقطة يمكن أن يتسبب في أزمة، وتقديم حرف على حرف أو تأخير حرف على آخر يمكن أن يتسبب بالكثير من الحرج.
يكتب الصحفي في كل أحواله كأنه يمشي في حقل من الألغام أحياناً، ويمتلك من الرقابة الذاتية على نفسه؛ بحيث لا يخطئ لا في معلومة ولا في تاريخ، ولا في صياغة لغوية أو تحريرية، ولكن نحن اليوم نعيش في زمن المطبعة أو زمن الطباعة الكمبيوترية السريعة لا في زمن القلم والورقة والممحاة؛ بحيث إذا أخطأت تمحو، وإذا محوت تسلم من الاعتذار أو العقاب.
جمع الصحفي منذر الأسعد مئات طرائف الأخطاء الصحفية والمطبعية، وبقدر ما هي طرائف هي أيضاً قصص وحكايات متاعب وهموم مهنة صاحبة الجلالة. ومن هذه الطرائف يروي الأسعد قصة خبر صحفي بعنوان «انقلاب يصنعه جندي واحد» يقول: «في كثير من البلدان العربية يطلقون كلمة «عسكري» على كل من يرتدي زياً عسكرياً سواء أكان في عداد الجيش أو الشرطة، وفي مدينة عربية وقع حادث لشرطي مرور نتيجة انقلاب الدراجة النارية التي يقودها، فجاء في الصحف المحلية خبر عن الحادثة كان عنوانه في غالبية تلك الصحف «انقلاب عسكري في مدينة..........». ويضيف الأسعد كان العنوان عادياً جداً في الدولة نفسها، بيد أن بعض الدبلوماسيين المعتمدين لديها فهموا منه غير ذلك تماماً، فأبرقوا إلى عواصمهم عن وقوع انقلاب عسكري على السلطة في ذلك البلد».
مرة ثانية، رهان الكاتب إنما هو على ذكاء القارئ.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"