العالم يقف على قدميه

23:43 مساء
قراءة دقيقتين

صادق ناشر

أظهرت الانتخابات الرئاسية التي عاشتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأيام الثلاثة الماضية، الكثير من الإثارة والتشويق، فخلافاً لكثير من المحطات المشابهة، لم يحدث مثل هذا الاحتقان السياسي والمجتمعي، سواء في أمريكا، أو حتى في بقية دول العالم؛ لأن الانتخابات وتحديد هوية الرئيس القادم، تشغل الجميع، لهذا لاحظنا اهتماماً غير مسبوق بنتائجها، خاصة قضية عد الأصوات ونتائج المجمع الانتخابي في كل ولاية على حدة.

من الواضح أن هذه الانتخابات ستلقي بظلالها على الولايات المتحدة قبل غيرها، لكن تأثيرات نتائجها، ستنعكس على العالم بأسره، فسواء فاز الديمقراطيون أو استمر الجمهوريون في البيت الأبيض، فإن أمريكا جديدة سيراها العالم، ولن تتغير قواعد اللعبة كثيراً، حتى وإن تبدلت الوجوه.

من المعلوم أن الولايات المتحدة الأمريكية تدار عبر مؤسسات سياسية وقانونية وأمنية وعسكرية، يصعب على أي رئيس كان أن يخل بتوازناتها، لكنها المرة الأولى التي يشعر فيها الناخب الأمريكي بالقلق من جراء الاحتكاك الذي ظهر بين أنصار المعسكرين، حتى أن بيرن ساندرز، الذي فشل في الترشح باسم الحزب الديمقراطي، بعد هزيمته أمام المرشح الحالي جوزيف بايدن، أبدى مخاوف من انعكاس ما يحصل من خلاف في قضية عد الأصوات في الولايات المتأرجة، التي لم ينتهِ العد فيها، على السلام الاجتماعي في الولايات المتحدة.

وجهة نظر ساندرز يتفق معها الكثير من الشخصيات السياسية في الولايات المتحدة وخارجها، والدليل على ذلك أن الكثير من المؤسسات والمحال التجارية، شكلت حماية لمبانيها خوفاً من وقوع أعمال عنف، وما ساهم في تلك المخاوف انتشار ظاهرة شراء السلاح، التي تزايدت في الفترة الأخيرة بشكل لافت.

وبصرف النظر عن الفائز في هذه الانتخابات، سيكون أمام الرئيس القادم الكثير من التحديات، أبرزها ترميم ما أحدثته المعارك السياسية قبل الوصول إلى البيت الأبيض، وإعادة ترتيب الأولويات، خاصة أن الولايات المتحدة أحدثت تغيرات عدة في المشهد الدولي، أبرزها علاقاتها ببعض المؤسسات الدولية، كمنظمة الصحة العالمية، التي أثر في علاقتهما انتشار وباء «كورونا»، بعد اتهام الرئيس ترامب لها بمجاملة الصين، وانسحابها من اتفاقية المناخ ومن الوكالة الدولية لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، إضافة إلى موقفها من التطورات في الشرق الأوسط، الأمر الذي أبقاها في توتر قائم مع الكثير من دول العالم، خاصة الصين وروسيا وكوريا الشمالية.

اليوم أو غداً ستنتهي أزمة الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية، وسيكون العالم مضطراً للتعايش مع الإدارة الجديدة في البيت الأبيض، سواء مع الأحمر الجمهوري، ممثلاً بترامب، أو مع الأزرق الديمقراطي جو بايدن، الذي يبدو الأقرب إلى كتابة فصل جديد في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"