حتى قبل الوباء، لم تكن حظوظ العمال الشباب في جميع أنحاء العالم جيدة. وبينما كانت معدلات النمو العالمية آخذة في الارتفاع، كان ما يقدر بـ 70.9 مليون شاب يعانون من البطالة في عام 2017، ما رفع معدل بطالة الشباب في العالم إلى نحو 13%.
وفقاً لمنظمة العمل الدولية، استمر معدل مشاركة الشباب في القوى العاملة (الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً) في الانخفاض. ويعود ذلك جزئياً لخبرتهم العملية المحدودة التي تؤثر عليهم عند التقدم للوظائف.
ولكن هناك أيضاً حواجز هيكلية رئيسية تمنعهم من دخول سوق العمل، كما أوضحت المنظمة في تقرير اتجاهات التوظيف العالمية للشباب 2020 الذي نُشر مؤخراً.
على الصعيد العالمي، ينتمي خمس الشباب حالياً لفئة من لا يكتسبون خبرة في سوق العمل، ولا يتلقون دخلاً منه، ولا يعززون تعليمهم ومهاراتهم من خلاله. ومن المرجح انضمام ضعف النساء الشابات مقارنة بالشباب لهذه القائمة.
الفجوة بين الجنسين أصبحت أكثر وضوحاً في العديد من المناطق الجغرافية لأسباب باتت شبه معروفة، منها أعراف الماضي الاجتماعية والثقافية التي تحد من تعليم المرأة وأهدافها المهنية.
وزادت جائحة «كوفيد-19» من قتامة الصورة وأثرها السلبي، ومع انقطاع معظم طلاب المدارس والجامعات لشهور عن الدراسة بسبب الإغلاق العالمي، فإن الغياب عن التعليم سيكون له تأثير في قدرتهم على الكسب لعقود.
وجدت دراسة أجريت في أعقاب إعصار كاترينا، الذي ضرب نيو أورلينز وأجزاء أخرى من الجنوب الأمريكي في عام 2005، أنه بعد خمس سنوات، تمت إعاقة ما يقرب من ثلث أطفال المدينة عن التعليم، وهو ما يقرب من ضعف المتوسط في بقية الجنوب.
ووجدت دراسة أخرى أن الطفل العادي البالغ من العمر سبع سنوات في نيو أورلينز في وقت كاترينا كان أكثر احتمالاً لئلا يعمل ولا يلتحق بالمدرسة مقارنة بأقرانه. ما يؤثر بشكل كبير على إمكانية كسبهم في مرحلة البلوغ وخلال عشر سنوات.
تحديات فيروس كورونا هائلة وتتطلب مشاركة الجميع، خاصة الأعمال. يجب علينا جميعاً أن نتعاون لضمان نجاح الجهود المبذولة لإعادة تدريب الشباب وإعادة تأهيلهم وتنميتهم، من أجل الجيل القادم في منطقتنا ومن أجل النمو المستقبلي للعالم.
تسلط جميع الأبحاث التربوية والسياسات الحالية الضوء على الحاجة المتزايدة للعمال ذوي المهارات العالية، خاصة أولئك المختصين في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ويحتاج أرباب العمل أيضاً إلى التفكير النقدي البنّاء وامتلاك مهارات حل المشكلات والقدرة على التعاون والمرونة المعرفية العامة لمواكبة التغييرات في التكنولوجيا.
المنتدى الاقتصادي العالمي
