عادي

انفراجة مع الصين وتشدد ضد تركيا وحذر في ملف إيران

00:29 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

أبوظبي: محمد علاء

ناقش المتحدثون في الجلسة الأولى لملتقى أبوظبي الاستراتيجي السابع الذي يعقد افتراضياً، نتائج الانتخابات الأمريكية على النظام الدولي، وشملت تصورات الخبراء العلاقات الأمريكية مع الصين وروسيا وأزمة كورونا وقضايا إيران وتركيا. 

قال ريتشارد فونتين، الرئيس التنفيذي لمركز الأمن الأمريكي الجديد في واشنطن، إن الانتخابات الأمريكية أثبتت أن هناك قسماً كبيراً من الشعب الأمريكي غير راض عن سياسات الولايات المتحدة وأدائها الاقتصادي، وسيكون من الصعب على الرئيس المنتخب جو بايدن إعادة التناغم في سياسات خلافية مثل التجارة والهجرة والضرائب وغيرها، إلا أن أولى أولويات إدارة بايدن ستكون التعامل مع جائحة كورونا، حيث يتوقع أن تتبنى مقاربة مختلفة للأزمة.

منافسة طاغية

وعلى صعيد السياسة الخارجية الأمريكية، يرى فونتين أن أولوياتها في عهد بايدن سيكون التعامل مع الصين، رغم أن فريق بايدن نفسه منقسم على كيفية التعامل مع بكين بين خياري التنافسية التعاونية والتنافسية البحت، ورجح فونتين أن تتراجع إدارة بايدن عن الإجراءات الحادة التي اتخذتها إدارة ترامب تجاه الصين بما يتعلق بالتجارة، لكنه لم يستبعد أن تبقى التنافسية طاغية على العلاقة بين البلدين.

وقال البروفيسور كيشور محبوباني، الباحث المتميز في معهد آسيا للبحوث التابع لجامعة سنغافورة الوطنية، إن معظم دول العالم سعيدة بانتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، بعد أن عانت بسبب سياسات الرئيس ترمب المتقلبة. ورأى محبوباني أنه رغم تطلع الصين إلى لعب دور عالمي إلا أنها لا تسعى لتحل محل الولايات المتحدة، ومع ذلك فإن هناك عوامل ثلاثة بنيوية تدفع الإدارة الديمقراطية للرئيس بايدن للاستمرار في سياسة التنافس مع الصين، هي: أن القوة الأولى في النظام الدولي تصادم القوة الناشئة تاريخياً، ووجود إجماع بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري على أن الصين لن تصبح دولة ديمقراطية على غرار الولايات المتحدة، والعامل الثالث معنوي يتصل بدور الصين في جائحة كورونا. 

توتر مع موسكو

وحول العلاقات الأمريكية  الروسية قال كليف كويتشان، رئيس مجلس إدارة مجموعة «أوراسيا» إن إدارة بايدن ستستمر في مواجهة روسيا، وستتسم العلاقة بينهما بالتوتر، وقد تتجه إدارة بايدن إلى فرض المزيد من العقوبات على قادة روسيا، بخاصة أن طاقم إدارة بايدن له موقف صلب تجاه موسكو، لكنه أضاف إن ذلك لا يعني الوصول إلى حالة القطيعة بين البلدين. 

وفي الجلسة الثانية من جلسات الملتقى الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات، ناقش خبراء تحليل السياسات تأثير الانتخابات الأمريكية على عودة التنافس الدولي في الشرق الأوسط.

وقال الدكتور بول سالم، رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن إن الشرق الأوسط لن يكون في صدارة أولويات الإدارة الجديدة؛ بسبب انشغالها بالشأن الداخلي مثل وباء كورونا والكساد الاقتصادي، وأن ملامح السياسة الخارجية لإدارة بايدن ستتأثر بتركيبة مجلس الشيوخ المقبل.

سياسة ثابتة

من ناحيته قال الدكتور ستيفن كوك من مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن إنه من المتوقع أن نرى الكثير من الاستمرارية في التوجهات الأمريكية نحو منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه أكد على أنه سيكون هناك تغييرات مهمة في توجهات إدارة بايدن، مشيراً إلى أن بايدن قد يعود إلى التفاوض على اتفاق جديد مع إيران، لكنه حذر من أن أي صفقة جديدة مع طهران ربما تُفضي إلى نتائج مُزعزِعة للمنطقة.

واعتبر دكتور كوك أن التغيير الأهم في السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط سيكون تجاه تركيا، لأن الرئيس المنتخب جو بايدن يرغب في إعادة التركيز على ضرورة أن يسود حكم القانون في تركيا، كما أنه من المتوقع أن تستأنف إدارته التحقيق بشأن أنشطة خلق التركي، وأن استمرار نشر تركيا منظومة إس-400 الصاروخية الدفاعية التي اشترتها من روسيا؛ قد يؤدي إلى فرض إدارة الرئيس بايدن عقوبات على الحكومة التركية.

وقال وليام ويتشسلر، مدير مركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط في مجلس الأطلسي بواشنطن إن فوز بايدن يمثل أمراً جيداً للشرق الأوسط، لأنه شخص مؤسسي، وينتمي إلى جيل أكبر سناً يؤمن بأن تبقى مصالح أمريكا في الشرق الأوسط باقية كما هي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"