عادي

«كوفيد ـ 19» يضرب الأعمال التلفزيونية

19:40 مساء
قراءة 3 دقائق
«كوفيد ـ 19» يضرب الأعمال التلفزيونية


تحضر جائحة «كوفيد ـ 19» وانعكاساتها على الحياة اليومية في الأعمال الروائية التلفزيونية المقبلة، خصوصاً المسلسلات الأمريكية التي تفاعلت بشكل كبير مع الحدث الصحي الذي يشهده العالم، من «جريز أناتومي» إلى «ذيس إز آس»، وكذلك في فرنسا من خلال فيلم «كونيكتيه» مثلاً.
جرّاحو «جريز أناتومي» عادوا إلى العمل على الشاشة الصغيرة، الخميس، لكن ببزات طبية تشبه ملابس رواد الفضاء. وإذا كانت الأزمة الصحية أخّرت إطلاق الموسم السابع عشر من المسلسل في الولايات المتحدة، فهو يغوص في قلب الواقع الناتج عن الوباء.
ومن غير الممكن لهذا المسلسل الطبي الذي سجل الرقم القياسي في الاستمرارية على الشاشة «أن يتجاهل القصة الطبية الأكبر في هذا العصر»، وفق ما أكدت كريستا فيرنوف، منتجته التنفيذية، مشيرة في تدوين صوتي نشرته «هوليوود ريبورت»، إلى أن ثمة مسؤولية حيال العاملين في مجال الرعاية الصحية.
وفي نظر المسؤولين عن مسلسل «شيكاغو مِد» أيضاً، كان من البديهي التطرق إلى الوضع الصحي الراهن. وقال أندرو شنيدر وديان فرولوف لوكالة «فرانس برس»، إن عدم تناول الجائحة «كان ليبدو غير واقعي».
وتتطرق الحلقة الأولى من الموسم السادس التي أطلقت الأربعاء، بشكل واسع، إلى «الإرهاق» الذي سبّبته الجائحة، ويحضر هذا الجوّ في خلفية الحلقات التالية خصوصاً لجهة «البروتوكولات الجديدة التي اعتُمِدّت لحماية المرضى والعاملين في مجال الرعاية من الفيروس».
وكذلك تحضر الجائحة في برامج طبية أخرى، من بينها «ذا جود دكتور»، و«ذا ريزيدنت» وسواهما، لكن التطرق إلى تبعاتِها الاقتصادية والمجتمعية لا يقتصر على هذا النوع من الأعمال التلفزيونية؛ بل يمتدّ إلى غيره أيضاً.
وفي المسلسل الدرامي «ذيس إز آس» الذي انطلق موسمه الخامس، تضع عائلة بيرسون الكمامات، ويقبّل أفرادها بعضهم بعضاً من بعد، أو تعاني تأجيل تجربة سريرية لمرض مروّع آخر.
أما «ذا كونرز» وهو تتمة المسلسل الكوميدي «روزان»، فيركز على «المنظور الاقتصادي» من خلال تتبع قصة عائلة عمالية «تعيش وضعاً مالياً صعباً وتفتقر في معظم الأحيان إلى شبكة أمان»، وفق ما قال لوكالة «فرانس برس» ديف كابلان، أحد مؤلفيها ومنتجيها التنفيذيين.
وتعود العائلة للعيش تحت سقف منزل واحد، يتلقى الوالد إشعاراً بإخلائه، فيما تحاول شقيقة زوجته إنقاذ مطعمها من خلال تحوّلِها عاملة توصيل طلبات على الدراجة الهوائية.
وقال كابلان: «بدا لنا طبيعياً أن نُدخِل «كوفيد ـ 19» في أحداث المسلسل وحياة شخصياته التي كانت لديها مشاريع، وكانت تسعى جاهدة إلى تحسين وضعها المهني قبل أن يؤدي الوباء إلى وقف كل ذلك».
كذلك شاء الفريق، في خطوة نادرة، أن يعكس المسلسل وجهة نظر بعض الأمريكيين الرافضين للامتثال للعلم والقيود الصحية. وأوضح كابلان أن «هذا الأمر موجود» في الولايات المتحدة وكان لا بد من أن يحضر في المسلسل.
ولاحظ بروس هلفورد، أحد منتجي وكاتبي سيناريو «كونرز» أن الجائحة أوجدت كذلك «حالات جديدة» وفرصة لإدراج بعض اللمسات الفكاهية انطلاقاً من هذه العناصر.
حضور الجائحة ليس بالقدر نفسه في الأعمال الفرنسية حتى الآن، ولو أن المسلسل الرومانسي «بلان كور» على «نتفليكس» أفرد حلقة خاصة للحجر هذا الصيف.
أما مسلسل «آن سي جران سوليه» اليومي عبر «فرانس 2» فلم يتطرق مباشرة إلى الجائحة؛ بل تناول نتائجها العرضية؛ إذ إن بطلته كلير وهي ممرضة تتقاضى راتباً سيئاً، تجد الحل في السطو على ممتلكات عدد من الأثرياء بالتعاون مع موظفة في متجر بقالة بذلت، مثلها، جهداً كبيراً في عملها، بحسب كاتب السيناريو أوليفييه زولزينجر.
وإذا كان زولزينجر يعتزم الإقلال من الإشارات إلى الجائحة ليوفّر للمشاهدين «فسحة للتنفس في خضم الوضع» الكئيب، فإن آخرين تناولوا الأزمة بشكل مباشر.
وفي حلقاته الثماني، يستعرض «سوشل ديستنس» عبر نتفليكس «قصصاً عن الحفاظ على العلاقات الاجتماعية عبر الشاشات والتطبيقات، في حين يروي خمسة أشخاص قصصهم عبر كاميرا الويب في فيلم «كوستل إليتس» لمنصة «إتش بي أو».
وفي فرنسا أيضاً، يعكف داني بون على إعداد كوميديا لحساب «نتفليكس» تتمحور على الحجر في مبنى باريسي. وكشفت «أمازون»، الخميس، عن فيلم «كونيكتيه»، وهو مزيج من الإثارة والكوميديا في أجواء العالم الافتراضي، مع ميكايل يون وأودري فلورو.
وقال مخرج «كونيكتيه» رومويالد بولانجيه، إن هذا الفيلم يتناول موضوعاً مطروحاً بقوة في المرحلة الراهنة. وأضاف: «أنا مقتنع بضرورة أن نخبر قصصاً تمسنا مباشرة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"