عادي

160 مليار دولار سوق الألعاب الإلكترونية عالمياً

22:05 مساء
قراءة 4 دقائق
1

إعداد: هشام مدخنة

تسير صناعة ألعاب الفيديو على الطريق الصحيح لتحقيق إيرادات بقيمة 45 مليار دولار هذا العام، ووفقاً لشركة الأبحاث «نيو زوو»، فقد تغيرت الطريقة التي تجني بها شركات ألعاب الفيديو الأموال بسرعة على مر السنين، مثلما تغيرت بالضبط الطريقة التي يلعب بها أكثر من 700 مليون شخص باستخدام وحدات تحكم مخصصة. الآن، ومع وجود وحدات تحكم جديدة من مايكروسوفت وسوني، تعمل هاتان الشركتان بشكل واضح وفعال، على البرامج والاشتراكات، على غرار الطريقة التي ركزت بها «أبل» بشكل أكبر على الخدمات في السنوات الأخيرة.

وتأمل الشركتان الاستفادة من الطلب المتنامي على الألعاب، حيث يقضي المستهلكون في جميع أنحاء العالم، مزيداً من الوقت في المنزل خلال جائحة فيروس كورونا، لكن الوباء لم يكن الشيء الوحيد الذي غير صناعة الألعاب مؤخراً.

وقد أكدت التقارير العالمية أن  سوق الألعاب البالغة 160 مليار دولار.

وفقاً لدانييل أحمد المحلل في «نيكو بارتنرز»، فقد أصبحت وحدات التحكم الآن أكثر ربحية لشركات مثل مايكروسوفت، وسوني، ونينتندو، مما كانت عليه قبل عقد أو عقدين من الزمن.

وقال أحمد: «ننتقل الآن إلى مرحلة تصبح فيها الأجهزة مربحة، مثلما كانت البرامج دائماً مربحة، وستلعب خدمات الشبكة دوراً أكبر في إبقاء الأشخاص داخل المنظومة البيئية لوحدات تحكم الألعاب».

وأضاف أحمد أن التوزيع الرقمي للألعاب سمح بتحقيق هوامش ربح أكبر للشركات من بيع النسخ المادية في المتاجر. ويمكن أن يرتفع هذا الهامش إلى 95% لبعض أصحاب المنصات مثل العملاق «سوني»، حيث أبلغت سوني ونينتندو هذا العام عن أرقام أعلى بكثير من عمليات تنزيل الألعاب عبر منصاتها. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه في الصعود، مع استمرار بيع الإصدارات الرقمية فقط من وحدات التحكم الجديدة الخاصة بهما بأسعار منخفضة.

نظام الألعاب البيئي

ومن المنتظر أن تزداد أهمية ما يسمى ب«الأنظمة البيئية للألعاب» خلال السنوات القليلة المقبلة. فمايكروسوفت، على سبيل المثال، تراهن بشدة على بناء قاعدة لاعبها عبر مجموعة من الأجهزة المختلفة، بما في ذلك وحدات تحكم «إكس بوكس»، وأجهزة الكمبيوتر الشخصية التي تعمل بنظام ويندوز، إضافة إلى الهواتف الذكية.

وأطلقت الشركة خدمة ألعاب «إكس كلاود» xCloud في سبتمبر/أيلول كجزء من الاشتراك في منصة «إكس بوكس جيم باس»؛ إذ تتيح الألعاب السحابية للمستخدمين تشغيل لعبة يتم بثها إلى أجهزتهم من خلال الاشتراكات المدفوعة، على غرار نتفليكس، ولكن للألعاب، بدلاً من البرامج التلفزيونية والأفلام.

وقالت سارة بوند، نائبة رئيس مايكروسوفت للنظام البيئي للألعاب: «نحن نفكر في وحدة التحكم على أنها جزء دائم من الألعاب، لكن الشيء الآخر الذي لمسناه، والذي ارتفعت وتيرته بالفعل على مدى السنوات العشر الماضية، هو رغبة الأشخاص في اللعب من خلال أجهزة متعددة. وعليه، أسهمت وحدة التحكم في تحقيق هذه الرغبة كجزء من نظام بيئي، فأصبح بإمكان الأشخاص اللعب في أي مكان».

في الوقت نفسه، تقدم شركة «سوني» منافسة «مايكروسوفت» جهاز «بي إس5» PS5، كنظام شامل يمنح اللاعبين إمكانية الوصول إلى ألعابها الحصرية وخدمات الاشتراكات التي تقدم الألعاب عبر الإنترنت وبعض العناوين المجانية والألعاب السحابية.

ويقول المحللون إن الإصدار السابق «بي إس4» PS4، تغلب إلى حد كبير على وحدة تحكم «إكس بوكس ون» Xbox One من مايكروسوفت، بسبب عدد الألعاب الحصرية التي باعتها استوديوهات سوني، مثل «جود أوف وور» و«ذا لاست أوف آس»

وبالمثل، تستفيد «نينتندو» من القائمة الواسعة لملكيتها الفكرية، حيث تبيع ملايين النسخ، مثل «أنيمال كروسينج» و«سوبر ماريو»، على وحدة التحكم الخاصة بها «نينتندو سويتش»

ولا تبدي الشركة اهتماماً كبيراً بصراع مايكروسفت وسوني على الأجيال الحاضرة والمستقبلية لوحدات التحكم، واختارت بدلاً من ذلك ركوب موجة من الطلب المستمر على «سويتش» Switch. ومع ذلك، لم تفوت نينتندو التوجه نحو الاشتراكات والخدمات، باستخدام ميزة «سويتش أونلاين» المدفوعة لزيادة مبيعاتها من البرامج.

عمالقة التقنية

ويخطو عمالقة التقنية الآخرون اليوم على أرض شركات الألعاب، فقد أصدرت «جوجل» و«أمازون» و«فيسبوك» خدمات الألعاب السحابية الخاصة بها، حيث تتطلع إلى اقتطاع حصة من سوق الألعاب البالغة 160 مليار دولار، والمتنامي خلال السنوات الماضية وهذه السنة بالتحديد.

وبحسب أحمد دانييل، من «نيكو بارتنرز»، هناك استراتيجيتان رئيسيتان لعمالقة التقنية، فمن ناحية، تحاول «جوجل» و«أمازون» التنافس مع «ستيم» و«إيبك جيمز» كمنصات ألعاب رقمية مستقلة. ومن ناحية أخرى، تستهدف «فيسبوك» بث الألعاب كأداة إعلانية تظهر من خلال التمرير عبر موجز الأخبار الخاص بك. وفي الوقت الحالي، تشهد الألعاب السحابية اعتماداً بين لاعبي وحدات التحكم الذين يرغبون في الاستمرار في استخدام ألعابهم المفضلة على أجهزة أخرى. وبالتالي، ووفقاً ل«نيو زوو» للأبحاث، ستكون فرصة لشركات التكنولوجيا من جميع المجالات للاستفادة من النمو في ألعاب الهاتف المحمول، والتي تمثل الآن، ما يقرب من نصف السوق بالكامل.

وترى مايكروسوفت، وهي شركة تقدر قيمتها ب1.6 تريليون دولار، أن الألعاب والاشتراكات السحابية فرصة لجذب مزيد من المستخدمين نحو محتواها. ولتسريع نمو خدمة الاشتراك في منصتها «جيم باس»، اشترت مايكروسوفت مؤخراً شركة «بيثيسدا سوفت وركس» الأمريكية المتخصصة في ألعاب الفيديو مقابل 7.5 مليار دولار.

ويعتقد أحمد أنه يمكن أن يكون هناك مزيد من الاندماج في الأفق، معتبراً أن «قدرة الألعاب على توليد مبالغ ضخمة من الإيرادات على المدى الطويل، ستكون مهمة حقاً لكثير من مالكي المنصات هؤلاء».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"