عادي

انتبهوا.. الهدر مستمر في زمن الترشيد والحوكمة

01:33 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

متابعة: عصام هجو 

بين أيدينا ظاهرة تستوجب الانتباه لها؛ لأنها مستفحلة رغماً عن الجميع، ومن يدقق في تفاصيل المشهد يجد أندية بدوري الخليج العربي تعاقدت مع عدد كبير من المحترفين الأجانب والمقيمين، ولكن نسبة كبيرة منهم لا يشاركون مع فرقهم في المباريات، ويعيشون في شققهم ويتقاضون رواتبهم الشهرية وفقاً للعقود الموقعة بين الطرفين من باب أن العقد شريعة المتعاقدين، وبغض النظر عن كون السبب اضطرارياً لحدوث إصابة أو لسوء اختيار، فالمحصلة التي تعنينا أن هناك عدداً غير قليل من اللاعبين الأجانب أصبحوا «في الثلاجة»، ومهما تعددت الأسباب فالهدر هو الهدر، والشكوى منه هي نفسها على الرغم من رفع شعار الترشيد وترديد معاني الحوكمة بما تقتضيه من مراجعة ورقابة على درجات سلم المسؤولية.

على سبيل المثال لا الحصر، هناك المهاجم «جوناثاس دي خيسوس» مهاجم الشارقة القادم من نادي «إليتشي» الإسباني الذي تعرض للإصابة في أول مباراة ودية لعبها ضد النصر، إثر اصطدامه مع حارس العميد أحمد شامبيه، وكان الشارقة قد انتظر اللاعب جوناثان إلى حين الفراغ من ارتباطه بناديه إليتشي، الذي كان يصارع في ملحق التأهل إلى الليغا الإسبانية، ونتيجة لإصابته بادر الشارقة إلى استعادة مواطنه ويلتون سواريز من الوصل، وكان نجاح الأخير مساعداً لنسيان الصفقة المعطلة والتعامل معها كأن لم تكن.

أمثلة صارخة 

.. وهناك الإسباني بيدرو كوندي، لاعب أتيلتكو مدريد ونادي بني ياس السابق، الذي تعاقد معه شباب الأهلي في شتوية الموسم الماضي، بعد أن دفع الشرط الجزائي للاعب مع «السماوي»، ولم يتم تقييد اللاعب ضمن قائمة الفرسان منذ بداية الموسم، كما لم يتم تسويق اللاعب أو إعارته لأي نادٍ آخر كما فعل مع السويسري ماياني الذي تمت إعارته إلى كلباء.

..وهناك أيضاً ليوناردو داسيلفا لاعب نادي شباب الأهلي الحالي والوحدة سابقاً الذي مازال الجمهور في حيرة من أمره، ولم يشارك مع فريقه منذ انطلاقة الموسم بداعي الإصابة أيضاً. 

 وبالعودة إلى الموسم الماضي كان هناك روشفيلد محترف الظفرة الذي ظل مجمداً من دون لعب مع حصوله على مستحقاته كاملة، ويشارك مع الفريق هذا الموسم وكذا الحال بالنسبة لمحترف الوصل رونالدو منديز الذي لم يشارك طوال الموسم الماضي، والسنغالي موسى سو يعتبر أشهر لاعب في تاريخ كرة الإمارات، كان خارج الحسابات وتسلم حقوقه، ويذكر أن التعاقد معه تم في زمن الإدارة السابقة ل «الفرسان»، وتقدر الصفقة ب 17 مليون درهم، وحالياً يؤدي كوندي الدور نفسه تقريباً. 

أما فيما يخص المدربين فقد تعاقد اتحاد الكرة مع 5 مدربين لتدريب «الأبيض» عقب نهاية عهد المدرب الوطني مهدي علي (الأرجنتيني باوزا، والإيطالي زاكيروني، والهولندي مارفيك، والصربي يوفانوفيتش، والكولومبي بنتو)، وغادروا جميعاً بالإقالة، وإيفان يوفانوفيتش حالة قائمة بذاتها؛ لأنه بدأ مهمته وأنهاها من دون أن يلعب المنتخب تحت إشرافه مباراة واحدة، ودية أو رسمية، وقد لحق به الكولمبي بينتو، بعد أن قاد المنتخب في 3 مباريات ودية فقط.

صور وحالات 

 ومن قبله تعاقد نادي الشارقة مع الأرجنتيني رودولفو أرواربارينا، وتم الاتفاق معه على كل شيء، ثم تم إنهاء التعاقد فجأة (من دون أن يشم رائحة الملعب) ليتسلم مستحقاته وفق الشرط الجزائي المتفق عليه بين الجانبين، واعتبر المراقبون رحيل المدرب الإسباني راؤول كانيدا، المدير الفني لفريق خورفكان، بأنه الأسرع من نوعه في تاريخ النادي، وهو يكرّس صورة من صور الهدر كذلك، ومن سبقوا المدرب الإسباني في هذا المنصب، مكثوا فيه لعدة أشهر، ومنهم البرازيلي كاميلي، الذي تمت إقالته بعد أن خاض مع «النسور» أربع مباريات في دوري الخليج العربي، وجاء من بعده الصربي جوران، الذي رفض تجديد عقده، بعد أن أبلى بلاءً حسناً مع الفريق، وفضل تدريب فريق الفجيرة.

ورغم أن كانيدا أشرف على الفريق في خمس تجارب ودية، إلا أنه فشل في قيادة خورفكان لأي انتصار، بعد أن تعادل في أربع مباريات، منها 3 ضمن دورة الشارقة الودية، التي سجل فيها لاعبو خورفكان 4 أهداف، منها ثلاثية في مرمى الشارقة، لكن النتيجة كانت تعادلية، وأيضاً استمر التعادل أمام كلباء بهدف، وأمام عجمان بلا أهداف، وهي ذات النتيجة التي حدثت أمام دبا الفجيرة، وخسر كانيدا مباراته أمام الفجيرة 1- 3 على أرضه بخورفكان وتندر بعض الذين عاصروه في الملاعب السعودية وتحدى أن يستمر لأكثر من شهرين مع خورفكان، وقال كيف تعاقدتم معه فهو بدون عمل منذ أكثر من سنة وأثبت فشلاً كبيراً مع الأندية السعودية؟ وكان كانيدا قد أصر على التعاقد مع المحترف أورلاندو ورفض استمرار ريكاردينهو، وتجلت خبرة إدارة خورفكان في التمسك بريكاردينهو، وبعد أن أصيب أورلاندو في مباراة الشارقة الودية تمت إقالة كانيدا ولاعبه أورلاندو معاً!.

متى يتوقف النزيف؟
عشنا مؤخراً تفاصيل إقالة الكولومبي "بينتو" فهل يتوقف النزيف عند هذا الحد؟

ومن المثير أن الحال في الدرجة الأولى يبدو مقبولاً نوعاً ما أو عادياً، مقارنة بما يحدث في أندية دوري الخليج العربي، فقد تعاقد الحمرية مع رافائيل جوستافو قادماً من دبا الحصن إلى الحمرية، وانهيت خدماته بسرعة، وحل مكانه لاعب من  الرأس الأخضر، وأيضاً تعاقد مع البرازيلي التون الذي تعرض للإصابة مؤخراً، والظاهرة لا تجد حالات تصنع لها قوامها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"