تقرر إلغاء معرض باريس الجوي - المعروف أيضاً باسم «لوبورجيه» - لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، مما يثير تساؤلات حول سرعة تعافي صناعة الطيران من أزمة كوفيد-19.
وقال المنظمون إن أكبر حدث في قطاع الطيران في أوروبا، والذي يجتذب ما يزيد على 300 ألف زائر، لن يقام في العام المقبل بسبب «التأثير الذي لم يسبق له مثيل» للجائحة على القطاع. ومعرض باريس ومعرض فارنبورو في بريطانيا اللذان يقامان بالتبادل في يونيو/ حزيران، هما أكبر حدثين في القطاع.
وقال خبراء في الطيران إن الإلغاء المبكر يعكس التكاليف المرتفعة المسبقة للحدث، والتي من المتوقع أن تولد إجمالي إنفاق من قبل العارضين والحضور بمليار دولار، منها 400 مليون دولار على تجهيز مكان إقامة المعرض والتعيينات المؤقتة والأمن فقط.
كما يحرم إلغاء المعرض العام المقبل القطاع من موعد نهائي لتحفيز الصفقات وتركيز الانتباه على المنتجات الجديدة.
يعود بدء إقامة المعرض إلى عام 1908، ولم يتم إلغاؤه من قبل إلا أثناء الحربين العالميتين في القرن العشرين.
وأٌعلن خلال النسخة الأخيرة من المعرض، والتي أقيمت في لوبورجيه على مشارف باريس، عن إبرام عقود بقيمة 140 مليار دولار.
مقياس للطلب في القطاع
لكن معرض 2021 كان يبرز كمقياس للطلب الهش، خاصة وأن بوينج تسعى لإعادة إطلاق طائرتها 737 ماكس بعد الموافقة عليها الشهر الماضي بعد حظر لدواعي السلامة استمر 20 شهرا.
وفي واحد من أكثر النجاحات المثيرة في القطاع في السنوات القليلة الماضية، كشفت الشركة الأمريكية المصنعة للطائرة النقاب عن طلبية إنقاذ مبدئية تشمل 200 طائرة ماكس في الحدث الأخير الذي أقيم في عام 2019، لكن مصير هذه الطلبية يبدو الآن غير مؤكد مع تأثير جائحة كورونا الشديد على خطط النمو.
وفي مؤشر على التغيرات المرتبطة بالوباء في ممارسة الأعمال التجارية، والتي تهدد بدورها بإعاقة السفر الجوي، أعلنت بوينج الأسبوع الماضي عن تلقي طلبية رئيسية أخرى لماكس عبر تطبيق (زووم) على الإنترنت.
وقالت منافستها الأوروبية إيرباص إن إلغاء المعرض كان قرارا «صعبا... لكنه جدير بالثقة».
(رويترز)
