الكلمة الطيبة

01:24 صباحا
قراءة دقيقة واحدة

هي كالغراس الثابت قد وصفها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وفروعها في السماء، وارفة الظلال يانعة الثمار، تؤتي أُكلها كل حين..
فالكلمة الطيبة لها وقع سحري وأثر طيب في النفوس إذا خرجت صادقة من قلب مؤمن بها..
فقد تفتح القلوب المغلقة وتضمد الجراح المؤلمة، وتجبر الخواطر المكسرة..
تزهر بها القلوب، وتلين عندها الحواجز، تقترب أكثر من الروح..
فهي رقيقة وجميلة وتنساب انسياب الهواء، فتعطر الأرجاء، وتطيب بها الأنحاء، وتلطف الأجواء، وتصعد إلى السماء، فتشق طريقها إلى الله.. فإليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح..
وهي لا تكلف شيئاً، بل ولها تأثير أقوى من المحاضرات والندوات والورش التعليمية..
فتطرب الأذن لسماعها، وتطمئن بها القلوب وتسرها، وتؤاخي بين الشعوب..
ولها طاقة وقوة، تذيب بها الجليد وتكسر بها الصخور وتمسح غبار تراكم عليها من سنين..
فالقلوب مزارع، وغراسها الكلام، فما تزرعه تحصده..
تسقى بها القلوب فتحييها..
وهي نوع من أنواع البر، وآثارها على المتحدث بالخير قبل المستمع..
وهي دليل على سماحة قلبه وطيبته..
فهي تطفئ لهب الغضب، وتيسر الصعب، وتفتح أبواباً وتهيئ الأسباب، وتبلغ بها الغايات ليس ببالغها إلا بشق الأنفس..
فالعدو بعدها يصبح صديقاً حميماً.. فلا تذهب الإساءة إلا لين القول، وطيب المشاعر..
فهي سلوة المحزون، والدواء والعلاج لأمراض القلوب وضيق النفوس..
بل هي مبدأ للسعادة الأبدية، لعظيم أثرها، وكبير نفعها في الدين والدنيا.. فجعلها الرسول صلى الله عليه وسلم سبباً للنجاة من النار..

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"