عادي

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي... كابوس لوجستي على ضفتي المانش

21:20 مساء
قراءة 3 دقائق
شاحنات تحتل شوارع رئسية تربط بريطانيا بأوروبا

«إنها فوضى عارمة» على حد قول رئيس شركة نقل بري يخوض على غرار جميع الشركات البريطانية سباقاً ضد الساعة استعداداً للخروج من الاتحاد الأوروبي الذي يصبح واقعاً فعلياً في الأول من يناير/كانون الثاني، بدون أن يتضح ما إذا كان من الممكن بعد هذا الاستحقاق عبور الحدود الأوروبية.
بالنسبة إلى تيري غودوين، فإن الاستعدادات لليوم الحاسم الذي سيمثل خروج المملكة المتحدة من السوق الأوروبية الموحدة بعد عام من المرحلة الانتقالية، لها طعم مرير؛ إذ تكافح شركته «كونفيرانس هول إنترناشونال» للتعافي من تداعيات الوباء.

شاحنات تصطف على الطريق السريع A26 بالقرب من كاليه شمال فرنسا
شاحنات تصطف على الطريق السريع A26 بالقرب من كاليه شمال فرنسا

في مقرها الرئيسي في شوبهام بجنوب غربي لندن، تصطف المركبات الثقيلة الصفراء جنباً إلى جنب، وهي علامة واضحة على التباطؤ الاقتصادي بسبب الوباء والمستقبل غير المؤكد للشركات على جانبي القناة.

وقال غودوين المدير العام للشركة المتخصصة في نقل معدات المؤتمرات، التي عادة ما تكون لديها شاحنات تجوب أوروبا: «هذا الأمر مقلق إلى حد كبير».
وأوضح لوكالة «فرانس برس»: «نحاول الاستعداد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من خلال استيضاحنا عن الوثائق التي سنحتاج إليها للذهاب إلى أوروبا. كل هذا يسبب لنا الكثير من المشكلات».

يدفع هذا الوضع الشركات على جانبي الحدود إلى التخزين، لاسيما تلك العاملة في الصناعة والإنتاج الغذائي، ما تسبب بزحمة خانقة للشاحنات في المنطقة المحيطة بميناء دوفر.
ولعلمها أن الوضع قد يزداد سوءاً في 1 يناير/ كانون الثاني، تقوم الحكومة ببناء مواقف ضخمة للشاحنات في جنوب شرقي إنجلترا، وستقدم أيضاً تصاريح دخول لمركبات البضائع الثقيلة التي ترغب في دخول مقاطعة كنت؛ حيث تقع دوفر.
وحذر مسؤول السياسات في جمعية «رود هالدج أسوسييشن» للنقل البري دانكن بوكانان نهاية الأسبوع الماضي، على «تويتر»: «سواء كان هناك اتفاق أم لا، من المستحيل أن يكون لديكم حدود تعمل بشكل فعال في الأول من يناير. المملكة المتحدة متأخرة والشركات الأوروبية ليست مستعدة بعد».

تحاول شركات النقل التعرف إلى القواعد المعقدة لخروج بريطانيا والتي ستنهي ما يقرب من 50 عاماً من التنقل الحر من القارة وإليها 

كما أن زبائن شركات النقل يشعرون بالقلق أكثر مع اقتراب الموعد النهائي لبريكست.
وقال مايكل ألين رئيس شركة «إم جيه ألين» البريطانية التي تتخذ مقراً لها في كنت والتي تزود قطع غيار السيارات في أوروبا: «ستكون هناك نماذج لملئها، لكننا لا نعرف ما سيُفرض من رسوم جمركية».
وإذا كان يخشى الاختناقات المرورية على الحدود فيبقى خوفه «الأكبر هو الرسوم الجمركية» التي ستفرض في حال «عدم التوصل إلى اتفاق»، كما أكد ألين لوكالة «فرانس برس»، لأنها هي التي ستسهم، إضافة إلى عدم اليقين، في إقناع بعض الزبائن باختيار الموردين الموجودين في الاتحاد الأوروبي.
في الوقت الحالي، تحاول شركات النقل التعرف إلى القواعد المعقدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي ستنهي ما يقرب من 50 عاماً من التنقل الحر من القارة وإليها.

شاحنات تحتل شوارع رئسية تربط بريطانيا بأوروبا
شاحنات تحتل شوارع رئسية تربط بريطانيا بأوروبا

وسيتعين عليها إعادة تعلم مهارات معينة مثل التعامل مع المستندات وملء البيان الجمركي مسبقاً والحصول على البرمجيات المناسبة وطلب ترخيص «إتش جي في» الدولي والاستعداد للتوقف عند النقط الحدودية للتفتيش.
ومن المرجح أن يُطلب من شركات النقل تصريحاً دولياً للسفر عبر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي صادراً عن «المؤتمر الأوروبي لوزراء النقل».
وقال غودوين الذي يمكنه اللجوء إلى جمعيات الصناعة للحصول على المساعدة أو البحث في وثائق حكومية مؤلفة من 300 صفحة: «هناك الكثير من المستندات التي يجب ملؤها».
وأوضح جون تشابلن مدير عمليات النقل في شركة غودوين: «نحن نعمل كثيراً من المنزل، إضافة إلى ساعات العمل في المكتب».
وتابع: «في نهاية المطاف، عليك أن تكون مستعداً لأنه بخلاف ذلك، لن تعبر الحدود بكل بساطة».
(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"