عادي

قائمة ضحايا «الهجوم الإلكتروني» تتوسع خارج الولايات المتحدة

00:20 صباحا
قراءة 3 دقائق
3

أظهر تحليل لسجلات للإنترنت أن متسللين يشتبه بأنهم من روسيا اخترقوا أنظمة شركة أمريكية لتقديم خدمات الإنترنت وحكومة محلية في ولاية أريزونا في إطار حملة تجسس إلكتروني واسعة النطاق جرى الكشف عنها هذا الأسبوع.
وكانت عملية الاختراق التي تسللت إلى برمجيات إدارة شبكة عامة طورتها شركة (سولار-ويندز كورب) تستهدف الوصول إلى مجموعة من الوكالات الحكومية الأمريكية. 
وتلك العملية واحدة من أكبر عمليات الاختراق الإلكتروني على الإطلاق التي كُشف النقاب عنها ودفعت الفرق الأمنية حول العالم للمسارعة لاحتواء الأضرار الناجمة عنها.
وتظهر السجلات أن وزارات الدفاع والخارجية والداخلية كانت من بين أهداف عملية الاختراق بين مؤسسات ومنظمات أخرى في الولايات المتحدة. ولم يتضح إن كانت عملية الاختراق قد نجحت بالفعل في الحصول على أي معلومات حساسة.

قائمة ضحايا الهجوم تتوسع 

وقالت شركة مايكروسوفت، التي كانت من بين آلاف الشركات التي تلقت تحديثات ضارة لبرمجيات سولار-ويندز، إنها أبلغت حتى الآن أكثر من 40 من عملائها بأن شبكاتهم قد تعرضت للاختراق.
وأضافت أن نحو 30 من بين هؤلاء كانوا في الولايات المتحدة أما الباقين فكانوا في دول أخرى بينها كندا والمكسيك وبلجيكا وإسبانيا وبريطانيا، وغيرها. وكانت أغلب الأهداف شركات تكنولوجيا وبعض المؤسسات البحثية والمنظمات الحكومية.
وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي ماركو روبيو لتلفزيون «فوكس نيوز» الجمعة إنه «هجوم كبير وأرجح أنه ما زال متواصلا».
وعلى غرار ما صرحت الحكومة قبل يوم، أشار رويبو إلى أنه يمثل «تهديدا خطيرا على (أجهزة) الدولة الفيدرالية والمجتمعات المحلية والبنى التحتية الحيوية للقطاع الخاص».

عمل حربي

ولم تكتشف الحكومة الأميركية الهجوم إلاّ الأسبوع الماضي رغم انطلاقه في آذار/مارس أو في تاريخ أبعد، كما لم تحدد من يقف خلفه.
وقدّر السيناتور ماركو روبيو أن دولة أجنبية مسؤولة عن هذا العمل «المتأني» و«المعقد» و«الممول جيدا»، لكنه لم يمض قدما في توجيه أصابع الاتهام. وقال «عندما تشير إلى أحد ما، عليك أن تكون متأكدا» لأن الهجوم «يوازي عملاً حربياً».
لكن تتجه شكوك خبراء الأمن الإلكتروني نحو موسكو التي نفت بشدة تورطها في الهجوم.
وقال الخبير في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» جايمس أندرو لويس إنه «يوجد عدد قليل من الدول التي لديها الخبرة والموارد الكافية لشن هجوم مماثل، وبينها روسيا».
وألمح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو منذ الاثنين إلى احتمال تورط فاعلين روس، مشيرا إلى محاولاتهم المستمرة لـ«اختراق شبكات» وزارات وشركات أميركية.

تحليق قاذفات روسية 

من جهته اعتبر السيناتور الجمهوري ميت رومني الخميس أن الهجوم مماثل لـ«تحليق قاذفات روسية فوق بلدنا بأكمله بشكل متكرر دون أن تُرصد». ودان «صمت البيت الأبيض وتقاعسه غير المبررين».
ووعد الرئيس المنتخب جو بايدن بجعل «الرد على هذا الهجوم السيبراني أولوية» بمجرد توليه المنصب في 20 كانون الثاني/يناير.
وقال الخبير في مجموعة «دينيم غروب» الأمنية جون ديكسون إن عدة شركات خاصة يحتمل أن تكون عرضة للهجوم، تقوم بكل ما في وسعها لتعزيز حمايتها إلى درجة أنها تفكر في إعادة بناء خوادمها الإلكترونية.
وأضاف في تصريح لفرانس برس أن الهجوم «كبير إلى درجة أن الجميع يقيّم الأضرار حاليا»، معتبرا أنه وجه «ضربة قوية إلى الثقة في الدولة والبنى التحتية الحساسة».

اليقظة لمنع نفاذ القراصنة 

ودعت وكالة الأمن القومي التي تشرف على الاستخبارات العسكرية الأميركية إلى اليقظة لمنع نفاذ القراصنة لأنظمة مهمة تابعة للجيش أو الدولة.
وينبه خبراء إلى التهديد الذي يحمله هذا الهجوم على الأمن القومي، ليس فقط في حال السيطرة على بنى تحتية حساسة، ولكن أيضا في حال النفاذ إلى إدارة شبكات توزيع الكهرباء أو خدمات عامة أخرى.
ووفق ما هو معروف حتى الآن، نجح القراصنة في اختراق الرسائل الإلكترونية الداخلية لوزارة الخزينة ووزارة التجارة الأميركية، ويحتمل أنهم نفذوا إلى وزارة الطاقة التي تدير الترسانة النووية. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"