عادي

دول عربية نابها نصيبٌ من كوارث عام 2020

19:46 مساء
قراءة 3 دقائق
1
1

الشارقة: أوميد عبدالكريم إبراهيم
حظي عدد من الدول العربية بحصة من الكوراث البيئية التي كانت من السمات الطاغية على عام 2020؛ إذ شهدت دول عدة حول العالم حرائق وفيضانات، وزلازل وبراكين تسببت بخسائر بشرية ومادية فادحة، ولم يكن الحال أفضل في بعض الدول العربية؛ حيث اجتاحت الفيضانات عدداً منها؛ في حين طالت الحرائق مساحات شاسعة من الغابات والأحراش في دول أخرى؛ ما تسبب بسقوط أعداد من الضحايا؛ فضلاً عن الأضرار المادية الجسيمة، والأوضاع الإنسانية المزرية التي خلَّفتها.
وكان السودان أكبر المتضررين بين دول المنطقة خلال عام 2020، وذلك جرّاء الفيضانات التي اجتاحت مناطق واسعة منه، وتسببت بوقوع الكثير من الضحايا؛ فضلاً عن الخسائر المادية؛ تلته تونس التي شهدت هي الأخرى فيضانات مماثلة أوقعت خسائر في الأرواح والممتلكات؛ أما في سوريا ولبنان، فالتهمت الحرائق مساحات خضراء شاسعة، وكان لسوريا النصيب الأكبر منها، واستمرت عدة أيام مخلّفةً أضراراً فادحة.

السودان يغرق
كان السودان على موعد مع فيضانات مدمرة اجتاحت 16 ولايةً على الأقل مطلع سبتمبر/أيلول 2020 تسبب بها هطول أمطار غزيرة، وقد أودت تلك الفيضانات بحياة أكثر من 100 شخص في حصيلة هي الأعلى بين الدول العربية؛ كما تضرر منها أكثر من نصف مليون مواطن، ودُمِّر أكثر من 100 ألف منزل في مختلف المناطق، وكانت ولايات الخرطوم، سنار ودارفور الأكثر تضرراً بنحو 50% من حجم الأضرار.
وشهد نهر النيل ارتفاعاً قياسياً غير مسبوق في منسوب مياهه؛ إذ تجاوز 17 متراً، وهو أعلى منسوب لنهر النيل منذ زهاء قرن من الزمان بحسب السلطات السودانية، وقد أدى ذلك إلى دخول مياه النهر إلى منازل المواطنين، وهدم بعضها فوق رؤوس سكّانها؛ ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والمصابين، وقد دفعت تلك الفيضانات الحكومة السودانية لإعلان البلاد «منطقة كوارث طبيعية»، وفرضت حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر.
 
فيضانات تجتاح تونس
لم تكن تونس أفضل حالاً من السودان؛ إذ اجتاحتها هي الأخرى فيضانات عارمة في شهر سبتمبر/أيلول إثر هطول أمطار غزيرة هطلت في العاصمة تونس ومناطق أخرى عديدة؛ ما أسفر عن سقوط 5 ضحايا بينهم أطفال؛ وفقدان عدد آخر؛ فضلاً عن الأضرار المادية الجسيمة بحسب حصيلة نشرتها السلطات التونسية حينذاك، وقد اجتاحت مياه الفيضانات المنازل والمحال التجارية، وهو ما دفع عدداً من الأهالي إلى قضاء ليالٍ كاملة فوق أسطح منازلهم وسط أجواء شديدة البرودة؛ خصوصاً في بلدة «المحمدية» الواقعة على بعد 15 كلم جنوب العاصمة تونس، وقد خسرت بعض العوائل كلَّ ما تملك بسبب الفيضانات التي تتكرر في تونس منذ نحو 15 عاماً.

حرائق في جبال مكة
في منتصف شهر سبتمبر/أيلول 2020 الذي كان الأسوأ عربيّاً؛ اندلعت حرائق ضخمة في غابات وأحراش عند سلسلة جبال «عمد» بمحافظة «ميسان» التابعة لمنطقة «مكة» غرب المملكة العربية السعودية، وأكدت إمارة مكة في تغريدة نشرتها في ذلك الحين على صفحتها بموقع تويتر؛ أن الحرائق التهمت مساحات من الأشجار؛ في حين انطلقت فرق الدفاع المدني لإخمادها آنذاك، ولم ترد أي معلومات عن وقوع خسائر بشرية.

رئة سوريا تختنق
بحلول شهر أكتوبر من العام 2020؛ التهمت الحرائق غابات ومناطق حراجية واسعة في سوريا التي طالت ألسنة اللهب عدة محافظات فيها؛ لاسيما اللاذقية وطرطوس غرب البلاد، وحمص في الوسط، والتي تضم القسم الأكبر من المساحات الخضراء في سوريا، وتعتبر بمثابة رئتها البيئية، وقد وصفت السلطات السورية تلك الحرائق بأنها «الأكبر على الإطلاق»؛ كما أكدت سقوط عدد من الضحايا جرّاء الحروق الشديدة، وحصول مئات حالات الاختناق؛ فضلاً عن الأضرار المادية الجسيمة؛ أما في لبنان المجاور لسوريا؛ فاندلعت النيران في أكثر من 100 موقع في مناطق مختلفة شمال وجنوب وشرق البلاد؛ من بينها مناطق جبلية من الصعب الوصول إليها لإخماد النيران؛ مثل عكار والشوف، وقد التهمت النيران مساحات شاسعة من أشجار الصنوبر التي تعتبر مصدر الدخل الأول لسكان تلك المناطق؛ فيما لم تذكر السلطات أي خسائر في الأرواح.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"