أبوظبي: مهند داغر
على الرغم من الإغلاقات الحمراء لمؤشرات سوقي أبوظبي ودبي الماليين خلال عام 2020، فإن مؤشر سوق دبي نجح في الصعود من أدنى نقطة (القاع) عند 1682.08 نقطة في 5 إبريل/نيسان الماضي بنسبة 48%، بينما صعد سوق أبوظبي من شهر مارس/آذار وهو أدنى مستوى له خلال العام المنصرم بنسبة 52%.
وعلى صعيد الإغلاقات السنوية، فقد تراجع مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 9.87% إلى مستوى 2491.97 نقطة، بينما هبط مؤشر سوق أبوظبي للأوراق بنسبة 0.6% إلى مستوى 5045.31 نقطة، تحت وطأة ضغوط الأسهم القيادية وفي مقدمتها البنوك، بفعل المخصصات التي ضغطت على أرباحها نتيجة أزمة «كوفيد-19».
وأسهمت الحزم الشاملة من الحوافز والمبادرات المالية منذ بداية الجائحة، في تخفيف وطأة الضغوط على الأسهم، إلى جانب الشراكات والاستحواذات بين شركات مدرجة، منها توحيد أعمال مجموعة «أغذية» مع شركة «الفوعة»، وكذلك اندماج «أبوظبي الوطنية للطاقة» مع مؤسسة أبوظبي للطاقة لتصبح بذلك أكبر شركة مساهمة عامة مدرجة في الأسواق المحلية؛ من حيث القيمة السوقية ب161.9 مليار درهم.
كما أعلنت «دار التكافل» في يوليو/تموز الماضي، انتهاءها من عملية الاستحواذ على شركتي «نور للتكافل العام» و«نور للتكافل العائلي»، مع تحويل أسهم الشركتين لمصلحتها.
138 مليار درهم
وفيما لم تتمكن الأسهم من تعويض مستويات عام 2019، فقد انتهج المستثمرون وخاصة الأجانب، سياسية الانتقائية في الشراء مع وصول الأسعار لمستويات جاذبة، والتركيز في بعض الجلسات على أسهم القطاع العقاري الذي لا يزال يشهد فائضاً في المعروض. واجتذبت الأسهم سيولة سنوية بلغت 137.89 مليار درهم، منها 65.11 مليار درهم في سوق دبي، و72.78 مليار درهم في سوق أبوظبي، والكميات المتداولة من الأسهم 87.2 مليار سهم، توزعت بواقع 65.15 مليار سهم في دبي و22.04 مليار سهم في أبوظبي، وجاء ذلك عن طريق 1.5 مليون صفقة.
وكان من أبرز الارتفاعات التي شهدتها الأسهم في عام 2020 ل«الدار العقارية» بنسبة ارتفاع سنوية بلغت 45.83%، وكذلك التألق اللافت ل«العالمية القابضة» بنسبة 577.42% على وقع النمو القوي في أرباح الشركة و«طاقة» بارتفاعه 176.39%.
سوق أبوظبي
وتفصيلاً، تراجع مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية على أساس سنوي بنسبة 0.6% إلى مستوى 5045.31 نقطة متأثراً بضغوط أسهم البنوك على الرغم من ارتفاع المؤشرات القطاعية الأخرى.
وتراجع قطاع البنوك بنسبة 15.3% بعد تراجع «أبوظبي الأول» 12.91% و«أبوظبي الإسلامي» 12.8% و«أبوظبي التجاري» 21.72%.
وعلى العكس، ارتفع قطاع العقار 43.51% مستمداً الدعم من ارتفاع «الدار» 45.83% و«رأس الخيمة العقارية» 10.34%.
وزاد قطاع الاستثمار 125.47% بفعل الارتفاع اللافت ل«العالمية القابضة» بنسبة 577.42% نتيجة النمو القوي في أرباح الشركة، وذلك مع ارتفاع «الواحة كابيتال» 20% ونزول «إشراق» 1.55%. وصعد قطاع الاتصالات 3.3% نتيجة صعود سهم «اتصالات» بالنسبة ذاتها.
كما صعد قطاع الطاقة 10% مدعوماً بارتفاع «أدنوك للتوزيع» 26.69% فيما ارتفع سهم «طاقة» 176.39% مستمداً الدعم من اندماج الشركة مع مؤسسة أبوظبي للطاقة لتصبح بذلك أكبر شركة مساهمة عامة مدرجة في الأسواق المحلية من حيث القيمة السوقية ب161.9 مليار درهم. ويأتي ذلك في مقابل نزول «دانة غاز» على أساس سنوي بنسبة 25.55%.
سوق دبي
بدوره هبط مؤشر سوق دبي المالي بنسبة سنوية بلغت 9.87% إلى مستوى 2491.97 نقطة متأثراً بتراجع أسهم شركات البنوك والعقار والنقل في مقابل ارتفاع الاستثمار.
وهبط قطاع البنوك 17.45% بعد نزول «دبي الإسلامي» 16.33% و«الإمارات دبي الوطني» 20.77%. كما هبط قطاع العقار 8.16% نتيجة هبوط «إعمار العقارية» 12.19% و«أرابتك» 58.91%، علماً أن سوق دبي المالي أوقف التداول على سهم الشركة في أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد إعلان الجمعية العمومية عن عدم استمرارية الشركة وتصفيتها.
كما انخفضت أسهم «ديار» 25.07% و«إعمار للتطوير» 29.85% في مقابل ارتفاع «داماك» 74.97% و«الاتحاد العقارية» 2.56%.
ونزل قطاع النقل 1.09% متأثراً بنزول «العربية للطيران» 20.5% و«الخليج للملاحة» 32.74% أمام ارتفاع «أرامكس» 22.69%.
وعلى العكس، صعد قطاع الاستثمار 5.76% بعد صعود «دبي للاستثمار» 11.54% على الرغم من نزول «شعاع كابيتال» 21.39% و«سوق دبي المالي» 4.12%. وعلى صعيد قطاع التأمين ارتفع سهم «سلامة» بنسبة سنوية وصلت 41% ليغلق سعره عند مستوى 0.846 درهم، بعد استقطابه سيولة بقيمة 1.69 مليار درهم، كما وزاد «دار التكافل» 80.97% و«تكافل الإمارات» 22.14%.
توجه السيولة
وعلى صعيد التداولات السنوية كانت الحصة الأكبر لمصلحة «أبوظبي الأول» بقيمة 16.3 مليار درهم، مغلقاً عند مستوى 12.9 درهم، تلاه «الدار العقارية» بتداولات بلغت 12.15 مليار درهم وأقفل عند 3.15 درهم، ثم «العالمية القابضة» باستحواذه على 9.9 مليار درهم مغلقاً عند 42 درهماً. وفي سوق دبي، استحوذ «إعمار العقارية» على أعلى التداولات بقيمة 11 مليار درهم، مغلقاً عند 3.53 درهم، تلاه «الإمارات دبي الوطني» بسيولة بلغت 10.98 مليار درهم، وأقفل عند 10.3 درهم، ثم «دبي الإسلامي» مستقطباً سيولة سنوية بقيمة 7.68 مليار درهم ليغلق عند 4.61 درهم.
الارتفاعات والانخفاضات
وحقق سهم «العالمية القابضة» أعلى ارتفاع سنوي بنسبة 577.42% مغلقاً عند 42 درهماً، تلاه «أبوظبي الوطنية للطاقة- طاقة» بصعوده 176.39% إلى مستوى 1.44 درهم، ثم«أركان» بنموه 93.41% ليغلق عند 0.88 درهم.
وفي المقابل، سجل «بنك الاستثمار» التراجع الأكثر بنسبة 50.55% ليغلق عند 0.45 درهم، ثم «الشارقة للتأمين» بنزوله 25.7% إلى مستوى 2.11 درهم، تلاه «دانة غاز» بنزوله 25.55% ليغلق عند 0.714 درهم.
وكان أكبر المرتفعين بسوق دبي في غضون عام من التداولات «غلفا للاستثمارات العامة» بنسبة 208.09% إلى مستوى 24 درهماً، تلاه «دبي الإسلامية للتأمين وإعادة التأمين-أمان» بنسبة 144.66% وأقفل عند 1.03 درهم، ثم «الإمارات للمرطبات» بصعوده 91.79% مغلقاً عند 5.14 درهم. وعلى العكس، هبط «أرابتك» 58.91% (الموقوف عن التداول) إلى مستوى 0.53 درهم، تلاه «دي إكس بي» 50% مغلقاً عند 0.089 درهم، ثم «الخليج للملاحة» بهبوطه 32.74% ليغلق عند 0.415 درهم.
الجنسيات
وبشأن التداولات حسب الجنسيات في سوق أبوظبي خلال عام 2020، اتجه المستثمرون العرب والخليجيون والمواطنون نحو الشراء، حيث توزعت بواقع 57 مليون درهم حصيلة شراء العرب و311 مليون درهم محصلة شراء الخليجيين و2.06 مليار درهم محصلة شراء المواطنين. وعلى العكس، اتجه المستثمرون الأجانب نحو التسييل بصافي استثمار بلغ 2.4 مليار درهم كمحصلة بيع.
وفي سوق دبي، اتجه المستثمرون العرب والخليجيون والأجانب نحو الشراء، توزعت بواقع 44 مليون درهم محصلة شراء العرب و411 مليون درهم محصلة شراء الخليجيين و207 ملايين درهم محصلة شراء الأجانب، وفي المقابل اتجه المستثمرون المواطنون نحو التسييل، بصافي استثمار بلغ 661 مليون درهم محصلة بيع.
المؤسسات
وتباين أداء المحافظ الاستثمارية خلال عام 2020، مع توجهها نحو الشراء، بسوق أبوظبي، وبصافي استثمار بلغ 2.9 مليار درهم محصلة شراء، بينما اتجهت نحو التسييل بسوق دبي، وبصافي استثمار بلغ 1.03 مليار درهم محصلة بيع. وفي المقابل، اتجه المستثمرون الأفراد نحو الشراء بسوق دبي، وبصافي استثمار بلغ 1.03 مليار درهم محصلة شراء فيما اتجهوا نحو التسييل بسوق أبوظبي، وبصافي استثمار بلغ 2.9 مليار درهم محصلة بيع.
أداء قوي في النصف الثاني
حصدت الأسهم المحلية في الربع الرابع من عام 2020، مكاسب جيدة مع ارتفاع مؤشر سوق دبي المالي على أساس ربعي بنسبة 9.6%، فيما صعد مؤشر سوق أبوظبي بنسبة 11.67%.
وفي النصف الثاني، أظهرت بيانات الأسواق ارتفاع مؤشر دبي 20.6%، فيما ارتفع مؤشر سوق أبوظبي بنسبة 17.7%.
وعلى صعيد الإغلاقات للربع الرابع، حاولت بعض الأسهم تعويض جانب من خسائرها منذ بداية الجائحة، وكان من أبرز ارتفاعات الربع الأخير في سوق دبي أسهم «دبي الإسلامي» بنسبة 6.7% و«إعمار العقارية» 26.52% و«إعمار للتطوير» 15% و«إعمار مولز» 22.8% و«داماك» 41.15%.
كما ارتفعت أسهم «دبي للاستثمار» 26% و«سوق دبي المالي» 10.9% و«شعاع كابيتال» 3.18% و«العربية للطيران» 14.28% و«أرامكس» 2.3%.
وفي سوق أبوظبي ارتفعت أسهم «أبوظبي الأول» 14.77% و«أبوظبي الإسلامي» 9.56% و«أبوظبي التجاري» 9.73%، و«الدار العقارية» 56.72%، و«اتصالات» 1.44% و«العالمية القابضة» 7.64% و«أدنوك للتوزيع» 6.53% و«طاقة» 4.35%.
