عادي

المجالس..ترابط وسنع وصنع قرار

23:25 مساء
قراءة دقيقتين
1


إعداد: فدوى إبراهيم
كانت وما زالت المجالس مقر نقاشات الرجال وتوارث السنع والعادات، وجزء لا يتجزأ من بيوت العامة على بساطتها. وتتخذ اليوم مكانة مميزة تصميماً في منازل أهل الإمارات؛ بل زُودت بكل ما يحتاجه المقيم والضيف على حد سواء.
تعبّر المجالس التي يستضيف فيها أهل البيت أو المضيف زواره، عن سمات عدة يتسم بها أهل الإمارات، منها قوة الترابط والتآخي والسند والقوة عند الشدائد. في صدر المجلس يجلس كبير القوم أو المضيف مستقبلاً زواره، ويقتصر المجلس على الرجال، وإن دخله الفتية فهو لغرض تعلَم «السنع»؛ أي الأخلاق والعادات من الكبار، ففي المجالس تعزز وتغرس القيم للفتية وباتت مقراً من مقار التنشئة الاجتماعية.
تدور في المجالس الأحاديث العامة، بينما كانت بعض المجالس مخصصة لأحاديث أهل الغوص، والصيد والتجار وأهل العلم، وعقد الصفقات التجارية وحل المشكلات بحضور أهل المشورة، وهي بذلك مقر لاتخاذ القرار وحل المشكلات العالقة، أو للأحاديث الودية والشؤون العامة.
تتكون المجالس (عادة ذات مساحة واسعة) من جلسات أرضية أو مرتفعة قليلاً عن الأرض، تتضمن وسائد للاتكاء، على اختلاف تصاميمها بين الماضي والحاضر، حيث كانت تصنع مما توفره البيئة من حصير وتنسج المفروشات من السدو الذي يحاك بطريقة خاصة على أيدي النساء من وبر وصوف وشعر الجمال والخراف، وهي اليوم من مواد صناعية مختلفة وذات طرز عصرية أو تقليدية بحسب رغبة أهل البيت، ومازالت المجالس تحتفظ بعادات الضيافة التي نشأت عليها.
من أبرز مكونات الضيافة في المجالس القهوة التي تعد بطريقة خاصة على «الكوار»، وتقدم أولاً إلى كبير القوم، وإن كان هذا يفضل أن تقدم لغيره أشار بيده إلى الساقي لتقديمها له أولاً، وتقدم القهوة لضيوف المجلس بدءاً من اليمين حتى اليسار، يصبها الساقي في فنجان يحمله بيده اليمنى حتى تبلغ أقل بقليل من منتصف الفنجان، وهو من أصول الضيافة، ولا بد أن يشرب الضيف فنجانين إلى ثلاثة، فإن اكتفى قبل ذلك هز الفنجان، وعلى الساقي أن يدور بين حين وآخر بدلّته وفناجينه على الضيوف، كما يقدم التمر والحلوى، ويعطر الضيوف بالمبخرة التي غالباً ما تتضمن العود.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"