عادي

التاريخ..مراحل من التحدي والاستجابة

23:44 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

قدم أرنولد توينبي، محاولة شمولية لدراسة علم التاريخ، وتعد أكبر إسهام في القرن العشرين في ميدان التاريخ، وهذه المحاولة تتناولها د. نيفين جمعة علم الدين في كتابها «فلسفة التاريخ عند أرنولد توينبي».

يعتبر هيجل أول من حاول إثبات أن تاريخ الناس جزء من تاريخ العالم أو الكون، وأن ثمة مراحل معينة في هذا التاريخ، لكنه توصل بعد ذلك إلى أن الحياة الاجتماعية هي حصيلة «الفكرة المطلقة» وأن التاريخ هو مسيرة الروح على الأرض، وجاء ماركس وإنجلز من بعد، ووضعا نظرية جديدة في التاريخ تعرف باسم «المادية التاريخية».

بوجه عام، فإن فلسفة التاريخ في مراحلها التي شهدها العصر هي ذاتها رأي الإنسان في المجتمع وموقفه من الأخطار التي تهدده، رأيه في عظمة النواميس، وفي الإرادة الإنسانية، رأيه في الحركة الصاعدة والهابطة وفلسفة التاريخ، ومن أبرز نظريات العصور في فهم حركة التاريخ وتفسيرها هي نظرية أرنولد توينبي.

رفض توينبي بعض النظريات التي تناقش دور الأجناس البشرية، والبيئة الجغرافية في إنتاج الحضارات، بمعنى أنه رأى أن العوامل الاقتصادية والجغرافية الملائمة تحول دون إنشاء الحضارات، ولا يساعد على هذه النشأة إلا الشدائد وحدها التي تستثير الشعوب والأفراد، وتتمثل هذه الشدائد في الظروف الصعبة السائدة سواء في البيئة الطبيعية أم البشرية، وتنمو الحضارات بفضل الانتقال من التحدي الخارجي إلى التحدي الداخلي، أي من خلال تقرير المصير، وتعرف نظرية توينبي التي ترتكز عليها دراسته للتاريخ بنظرية «التحدي والاستجابة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"