بداية الفصل الدراسي الثاني

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين


محمد أحمد الملا*
يتوجه أولادنا إلى مدارسهم وسط نظرة تفاؤل وأمل بغد أفضل في ظل ظروف استثنائية عاشها العالم، وتأثر بها، ووقفت خلالها بلادنا صامدة، وواجهت الوضع الصحي المستشري في الأقطار المختلفة بعزيمة رجالها الأوفياء، تحت مظلة قيادة حكيمة، تخطط لتعيد الحياة إلى طبيعتها، متحدية الأخطار كافة.
لقد كان ولا يزال التعليم هو الهاجس الأكبر في مخيلة وتفكير الناس في بلادنا، فهو عصب الحياة بالنسبة لنا، وعلى الرغم من الجائحة، فإن بلادنا قدمت للعالم نموذجاً يُحتذى، ومارس الأبناء في بيوتهم ومدارسهم التعلم عن بُعد، وكأننا نألفه منذ زمن طويل.
وسيعود الأبناء للمدارس في ظل استمرار الجائحة إما على مقاعدهم الدراسية وإما عن بُعد أمام أجهزتهم اللوحية، وعليهم جميعاً بذل الجهد مضاعفاً؛ للمرور من هذه الأزمة، فعلى من يتعلم عن بُعد أن يدرك تمام الإدراك أهمية دوره في المحافظة على تقاليد ومبادئ وقوانين التعلم عن بُعد، وأن يستفيد من تلك المنصات التعليمية التي وفرها له نظام التعليم الإماراتي إفادة قصوى، وعلى من يعود إلى مدرسته أن يوفر الأمان والسلامة له ولمن حوله، وأن يتخذ التدابير الوقائية والاحترازية التي تضمن ذلك، وعليه الالتزام بالتعليمات الصادرة من الأجهزة الحكومية بشأن التباعد الاجتماعي، وأن يعي جيداً دوره في تحقيق السلامة والأمان لمجتمعه.
إن المجتمع يعول كثيراً على دور أولياء الأمور؛ لتحقيق التكاملية في الأدوار المحورية مع المدرسة؛ فعليهم المتابعة الحثيثة لأولادهم، وإرشادهم إلى اتباع التعليمات الصادرة في الدولة بشأن التعليم، وأن يوفروا للأبناء الحماية أثناء توجههم إلى المدرسة.
ويجب على ولي الأمر أيضاً في ظل هذه الأجواء أن يتابع من كثب تطور الوضع الصحي في البلاد، وأن يقوم بدوره كاملاً في حماية أولاده، بالمتابعة والتثقيف الصحي لهم، وإطلاعهم على المستجدات وطرق الوقاية، والإجراءات التي يجب أن يتبعها المصاب حال إصابته بالمرض.
ثم يأتي دور المدرسة فالدور التربوي للمدرسة؛ يحتم عليها أن تلعب دوراً صحياً في خدمة المجتمع؛ لضمان وجود نهجِ مناسب وفاعل؛ للمحافظة على صحة وسلامة الجميع، فهي الجهة المنظمة لعملية التعليم والتعلم عن بُعد، وكذلك استقبال الطلاب في المدرسة؛ حيث يقع على كاهلها كافة الأعباء المترتبة على الجائحة.
لابد لنا أن نؤكد أنه لا مناص من تضافر جهود كافة أفراد المجتمع؛ من أجل توفير بيئة صحية تعليمية آمنة للجميع، وأن العمل على تحقيق ذلك؛ يعد مطلباً وطنياً؛ للخروج من هذه الجائحة التي ضربت العالم.
* أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"