عادي

النفط يتراجع بعد ملامسة أعلى مستوى في أشهر

22:00 مساء
قراءة 4 دقائق
النفط يحلق إلى 53 دولاراً وسط توقعات بتثبيت إنتاج «أوبك بلس»

تراجعت أسعار النفط بعد أن لامست، الاثنين أعلى مستوياتها في عدة أشهر في ظل احتمالات بأن يؤدي حدوث تصاعد في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد إلى فرض قيود أكثر صرامة وتوقعات بأن تقيد أوبك وحلفاؤها، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، الإنتاج عند المستويات الحالية.
وبحلول الساعة 1244 بتوقيت جرينتش، كان سعر خام برنت القياسي العالمي مرتفعا ستة سنتات، أو ما يعادل 0.1 بالمئة، عند 51.86 دولار للبرميل بينما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 17 سنتا، أو ما يعادل 0.4 بالمئة، إلى 48.35 دولار للبرميل.
وفيوقت سابق من الجلسة، قفزت العقود الآجلة للخامين ليجري تداول خام برنت عند 53.33 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوياته منذ مارس آذار 2020، في حين لامس الخام الأمريكي 49.83 دولار للبرميل وهو أعلى مستوياته منذ فبراير شباط 2020.
وقال جيوفاني ستونوفو المحلل لدى يو.بي.إس «مع عدم تمكن خام غرب تكساس الوسيط من بلوغ مستوى 50 دولارا للبرميل، ربما تكون قد بدأت بعض عمليات جني الأرباح».
وأضاف «كما أن التمديد المحتمل للقيود المفروضة على التنقل عبر العديد من الدول الأوروبية قد يكون حافزا أدى إلى محو مكاسب النفط السابقة. وسيترقب اللاعبون في السوق نتائج اجتماع أوبك+ اليوم عن كثب».
وتجتمع أوبك وحلفاؤها فيما قالت ثلاثة مصادر في أوبك بلس لرويترز إن غالبية مسؤولي التحالف عبروا عن رفضهم لزيادة إنتاج النفط من فبراير/ شباط عندما اجتمعوا الأحد.
وكانت أوبك بلس قررت في ديسمبر/ كانون الأول زيادة الإنتاج نصف مليون برميل يوميا من يناير /كانون الثاني في إطار زيادة تدريجية تصل إلى مليوني برميل هذا العام لكن بعض الأعضاء شككوا في الحاجة لزيادة أخرى بسبب زيادة الإصابات بفيروس كورونا.
وقال هاري تشيلينجويريان المحلل لدى بنك بي.إن.بي باريبا «بداية العام الجديد تمثل تحديات لمجموعة أوبك بلس مع تغير ميزان المخاطر المتعلق بتعافي الطلب على النفط».
وقال وزیر النفط الكويتي محمد الفارس الاثنين إن من المتوقع أن يتعافى الطلب على النفط تدریجیا لاسيما خلال النصف الثاني من 2021 مع بدء توزيع لقاحات كورونا في العديد من دول العالم.
وبدأت بريطانيا، توفير تطعيمات لسكانها من لقاح كوفيد-19 الذي طورته جامعة أكسفورد وشركة أسترا زينيكا.
كما اكتسب النفط قوة من ضعف الدولار وأنشطة قوية لقطاع التصنيع في آسيا وأوروبا.

المخاطر النزولية 

وقال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) محمد باركيندو الأحد إن المنظمة تتوقع الكثير من مخاطر النزولية لأسواق النفط في النصف الأول من 2021، وذلك قبل يوم من لقاء حلفاء المنظمة بقيادة روسيا لمناقشة مستويات الإنتاج لشهر فبراير/ شباط.
وأضاف باركيندو «وسط بوادر تبعث على التفاؤل، فإن التوقعات للنصف الأول من عام 2021 متفاوتة للغاية ولا يزال هناك الكثير من المخاطر النزولية التي يجب التعامل معها».
تحدث باركيندو في اجتماع لخبراء أوبك وحلفائها، وهو تجمع يعرف باسم أوبك بلس، بحسب تصريحات نشرتها أوبك.

قرارات أوبك بلس 

وكانت أوبك بلس قررت في ديسمبر/ كانون الأول زيادة الإنتاج نصف مليون برميل يوميا من يناير/ كانون الثاني في إطار زيادة تدريجية تصل إلى مليوني برميل هذا العام لكن بعض أعضائها شككوا في الحاجة لزيادة أخرى بسبب اتساع رقعة تفشي فيروس كورونا.
وقالت أمريتا سين الشريك المؤسس لشركة إنرجي أسبكتس للاستشارات «بالنظر إلى ضعف العوامل الأساسية، فسيكون من الحكمة أن تبقي أوبك+ الإنتاج ثابتا. ويفضل بعض أكبر المنتجين إبقاء الإنتاج دون تغيير».
واقترحت السعودية، نهجا أكثر حذرا خلال اجتماعات سابقة بينما تقول الإمارات، العضو في أوبك، وروسيا، التي لا تنتمي لعضوية المنظمة، إنهما تفضلان زيادة أسرع.
وقال باركيندو «لا تزال القيود على النشاط الاجتماعي والاقتصادي سارية في عدد من البلدان، وهناك قلق بعد ظهور سلالة جديدة شديدة الخطورة من الفيروس».
وأضاف أن الاقتصاد العالمي ربما يتعافى بقوة في النصف الثاني من 2021 لكن قطاعات مثل السفر والسياحة والترفيه والضيافة قد تستغرق سنوات للوصول إلى مستويات ما قبل الفيروس.

خفض قياسي 

اضطرت أوبك بلس إلى خفض الإنتاج بمقدار قياسي في 2020 في ظل إجراءات العزل العام عالميا التي قلصت الطلب على الوقود.
وخفضت أوبك بلس الإنتاج للمرة الأولى بواقع 9.7 مليون برميل يوميا ثم قلصت التخفيضات إلى 7.7 مليون وأخيرا إلى 7.2 مليون بداية من يناير /كانون الثاني.
وقال باركيندو أيضا إن أوبك تتوقع حاليا أن تقود الدول النامية ارتفاع الطلب العالمي على النفط الخام إلى 95.9 مليون برميل يوميا في 2021 أو بواقع 5.9 مليون برميل يوميا عن 2020، وسط توقعات بنمو الاقتصاد العالمي 4.4 في المئة.
وعلى الرغم من التفاؤل الذي بثه إنتاج لقاحات لفيروس كورونا في الاقتصاد العالمي وأسواق النفط، فإن الزيادة في الطلب على الوقود لم تفلح بعد في الوصول بالاستهلاك إلى مستوى ما قبل الجائحة وهو 100 مليون برميل يوميا تقريبا.
وجاءت أحدث توقعات أوبك في ديسمبر كانون الأول أقل من التوقعات السابقة بزيادة 6.25 مليون برميل في اليوم بسبب استمرار آثار جائحة فيروس كورونا.
وفي ختام آخر أيام التداول في 2020، تجاوز سعر خام برنت 50 دولارا للبرميل وهو ما يعني فقده أكثر من خمس قيمته على أساس سنوي لكنه أعلى بما يزيد على المثلين عن أدنى مستوياته في أبريل نيسان مع خفض المنتجين للإنتاج واعتماد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزم تحفيز بلغت قيمتها تريليونات من الدولارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"