هل يستوعب العالم الدرس؟

01:06 صباحا
قراءة دقيقتين

مضى العام 2020 الذي يمكن أن يطلق عليه عام «كورونا» بامتياز، العام الذي شهد مدى هشاشة الإنسان وقلة حيلته، فالدول العظمى بكل ما تملكه من إمكانات عسكرية وتكنولوجية وطبية وقفت حائرة في كيفية التعامل مع هذه الجائحة، فنجد دولاً تغلق مرافقها وتفرض حظر تجول وتقيد التجمعات مجدداً، وأخرى تعلن حالة الطوارئ، وتدابير مشددة تصل حد الإغلاق التام، وفرض تدابير جديدة علها تخفف من انتشار هذا الوباء، لا سيما مع ظهور سلالات جديدة منه، خصوصاً مع ارتفاع الإصابات المؤكدة حتى الآن في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها إلى 20 مليون إصابة.
اللقاحات التي أعلن عنها تبشر بأنّ هناك أملاً في تحصين البشرية من هذا الفيروس، فالجائحة كشفت أن العالم كله بدوله الكبرى والصغرى، القوية والضعيفة، أمام المصيبة سواء؛ فهذا الفيروس لا يحدّد مساراً، ومن سيصيب ومن يختار من الدول أو البشر، وأظهر الحاجة إلى توحد البشر في القضايا الملحة، مثل الصحة والتعليم والسلم ومنع العنف والتعدي، والحاجة إلى التعاون من أجل كوكب يعمه السلام والاطمئنان، يحصل كلٌّ على حاجته، ويعمل الجميع فيه لمصلحة الإنسانية، دون خوف من حرب أو غزو أو عدوان أو استغلال أو تنمر.
كم كشفت لنا الجائحة من قضايا، وكيف نتعلم ونستفيد منها لمصلحة البشرية جمعاء، كيف نوحد جهودنا، كيف نطور علومنا، كيف نستفيد من التكنولوجيا سواء في التعليم أو الطب أو الحياة اليومية، دون طغيانها على الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية.
الجائحة ستمر بلا شك وستنتهي كما انتهى غيرها من الأوبئة والأمراض، لكن هل سنستوعب دروسها ويكون عام 2021 عام الإنسانية بلا منازع، عاماً نعي فيه أن مصالحنا مشتركة، وأننا كلنا أبناء كوكب واحد «كلكم لآدم وآدم من تراب» كما قال سيد البشرية النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، نسمو بالإنسانية ونتطور بالتعاون ونرقى بالتكاتف؟.
هل سنتغير وتنتهي الحروب من على كوكبنا، تنتهي الخلافات والاعتداءات والمشكلات بين دول العالم، ونغلّب لغة العقل؟.
الجائحة درس من دروس العناية الإلهية للعالم، فهل تستوعب البشرية هذا الدرس ويخفف الإنسان من الغطرسة والعدوان؟ إن ضحايا الجوع في العالم حتى الآن أكثر من ضحايا هذا الفيروس، فهل يستوعب العالم الدرس فلا يعود على كوكبنا جائع؟.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"