«يــوتـيـوب»..سلاح ضد «كورونا» ورسالة قوية للقنوات الرياضية

تحقيق: علي البيتي
لجات أندية الدرجة الأولى إلى موقع وتطبيق «يوتيوب» لنقل مبارياتها بعد أن يأست من إمكانية نقل بطولة الدوري عبر القنوات الرياضية المختلفة بالدولة، وتقدم الأندية المختلفة خدمة لجماهيرها الذين منعتهم الإجراءات الاحترازية من متابعة المباريات من داخل الملعب، فالأندية من جهة تحارب فيروس كورونا بهذا الإجراء، ومن جهة ثانية تتواصل مع جماهيرها وتضعهم في قلب الحدث، ومن جهة ثالثة ترد على ما ترى أنه تجاهل من القنوات الرياضية لبطولة مهمة ومثيرة ولا تقل عن دوري الخليج العربي، على الأقل بالنسبة لأندية الأولى.
وتستخدم الأندية كاميرا واحدة في الغالب للنقل، ويتوقع زيادة عدد الكاميرات وتطوير التجربة أكثر مع الزمن، وهناك من يستعين بمعلق كخطوة متقدمة أكثر، ووجدت «الخطة ب» إشادة من جماهير هذه الفرق التي تحرص بدورها على متابعة المباريات عبر هذا الوسيط.
وقال جمعة الشامسي رئيس مجلس إدارة نادي الحمرية معلقاً على اللجوء إلى يوتيوب: «تحدثنا كثيراً عن غياب النقل التلفزيوني، وقلنا إنه غير مبرر وغير مقبول، القنوات تنقل دوري الخليج العربي، وهذا طبيعي، لكنها تنقل دورياً آخر، أرى أنه غير مُشاهد ولا أحد يتابعه وأعني دوري الرديف، فمع كل الاحترام لهذه المنافسة، لكني لا أعتقد أن هناك من يتابعها، عكس دوري الأولى الذي يحظى باهتمام الجمهور والمدينة بأكملها، خاصة وأن الأندية مرتبطة بمدن معينة».
وتابع: «دوري الأولى الذي يصعد منه فريقان كل عام لدوري الخليج العربي يستحق اهتماماً أكبر من القنوات، وهو دوري قوي وفيه إثارة كبيرة والقنوات يمكنها أن تجد مادة دسمة ويستطيع المحللون أن يتحدثوا باستفاضة عن مباريات الدوري القوية والمثيرة، وأرى أن القنوات تحرم نفسها من مادة جيدة وخدمة للمشاهد، ونحن لا نعلم ما السبب ولم يخرج أي مسؤول في هذه القنوات ليوضح لنا ما هو سبب إعراضها عن نقل مباريات دوري الأولى».
وذكر الشامسي أن اللجوء إلى «يوتيوب» هو إجراء الغرض منه التواصل مع الجمهور وتقديم خدمة له، وأفاد أنهم حالياً ينقلون المباريات بكاميرا واحدة وهناك نية لزيادة عدد الكاميرات إلى جانب الاستعانة بمعلق.
واعتبر جمعة العبدولي عضو مجلس إدارة نادي دبا الفجيرة ومدير الفريق الأول أن غياب النقل التلفزيوني أعاد فرق الدرجة الأولى والبطولة 10 سنوات للوراء، وقال: «كانت البطولة مهملة ولم يكن هناك نقل لكن في السنوات الأخيرة، اجتهدت القنوات في النقل، وشعرنا بأن هناك اهتماماً قبل أن يغيب في هذا الموسم، وهو غياب غير مبرر في رأيي»
وأضاف: «فرق الأولى تضم لاعبين معظمهم أسماء لعبوا في دوري الخليج العربي، والمنافسة نفسها قوية وتستحق أن تنقل، أعتقد أن دوري الأولى عاد إلى مسماه القديم دوري المظاليم، نحن نعيش في الظلام حالياً ونعاني الظلم، وآمل أن تعود القنوات للنقل، فنقل المباريات عبر يوتيوب هو اجتهاد من الأندية لكنه ليس كافياً ولا يقارن بالنقل التلفزيوني عبر القنوات».
عتب كبير
وقال خالد حسن النقبي المنسق الإعلامي لنادي الإمارات ورئيس اللجنة الثقافية والمجتمعية بالنادي إن هناك عتاباً على القنوات الرياضية، وأوضح: «دوري الأولى هو المنافسة الثانية في الدولة على مستوى الأندية، ولا شك أنه بطولة مهمة جداً وله قاعدة وجماهيرية، الشيء المستغرب أن كل القنوات لم تهتم بالمنافسة، وكنا نتوقع على الأقل أن تقوم قناة واحدة بنقل الدوري، خاصة وأن كل قناة لديها حوالي 6 قنوات داخلية، فلماذا لا تخصص واحدة لدوري الأولى»
وتابع: «الجمهور يرغب في مشاهدة فريقه ومتابعته ولأن الإجراءات الاحترازية تمنع حضوره، لذلك فكرنا في استخدام الوسائط الرقمية للتواصل مع الجمهور واستخدمنا «يوتيوب» لبث المباريات مصحوبة بصوت معلق، ووجدت هذه الخطوة استحساناً كبيراً من الجماهير في إمارة رأس الخيمة، وهو مجهود يشكر عليه مجلس الإدارة أولاً الذي وفر كل شيء وشجعنا على هذه الخطوة، وهو حريص على أن يبقي جمهور النادي موجوداً ومتابعاً، وهذه الوسيلة في رأيي تفي بالغرض، كما أشكر كل الشباب الذين ساعدوا في خروج هذا العمل الأسبوعي بهذه الصورة الجيدة».
المدربون متضررون
واعتبر عارف شلنك مدرب التعاون أن المدربين متضررون من عدم نقل المباريات، وقال: «نحن محرومون من مشاهدة المنافسين، ولا تتاح لنا فرصة متابعة الفرق التي نلعب أمامها لأن المباريات عادة في نفس توقيت التدريب، ولذلك لا أستطيع متابعة أي مباراة، إلا إذا لم يكن لديّ تدريب، الأمر الآخر أن نقل المباريات عبر يوتيوب يفتقد إلى الجودة المطلوبة، إلى جانب أنه لا يفي عادة بالمطلوب، ولا يمكن أن تحصل على تسجيل للمباراة بعد نهايتها، عكس القنوات الفضائية التي تنقل المباراة وتعيدها في وقت لاحق ويمكن تسجيلها بالكامل ومشاهدتها لاحقاً».
وأنهى شلنك: «هناك ثلاث قنوات فلماذا لا تنقل إحداها دوري الأولى؟».
مساعدة الأندية
واعتبر محمد سعيد النقبي لاعب دبا الحصن السابق أن إقناع الرعاة والشركات صعب للغاية في ظل غياب النقل التلفزيوني، وقال: «ما الذي يشجع الرعاة على التعاون مع ناد طالما أن الجمهور المستهدف من الإعلان لا يشاهده أحد، أعتقد أن القنوات بإمكانها مساعدة الأندية في زيادة مواردها وإيجاد رعاة إذا أقدمت على خطوة النقل».
وأضاف: «يجب أن يكون هناك نقاش ولقاءات بين الاتحاد والأندية والمسؤولين في هذه القنوات لمعرفة الأسباب وحل المشكلات إن وجدت لأن النقل التلفزيوني مهم جداً للبطولة والأندية وغيابه يعيد الأندية والمنافسة إلى المقولة القديمة «أندية المظاليم» و«دوري المظاليم».
واعتبر أن ما حدث في مباراة الذيد والبطائح والجدل حول الطرد ما كان له أن يحدث لو هناك نقل تلفزيوني و«فار»».