عادي

الأرض تلتهب.. وباء «الحرارة» يهدد البشرية

23:39 مساء
قراءة 3 دقائق

تتزايد المخاوف العالمية من أن يكون 2024، أكثر الأعوام حرارة في التاريخ، بعدما اجتاحت موجات الحر مساحات شاسعة في قارات العالم المختلفة، حذرت معه الأمم المتحدة من الحرارة الشديدة باعتبارها وباءً جديداً يهدد البشرية، قد يفوق في آثاره جائحة كوفيد19، بعد تحطيمها أرقاماً قياسية، مخلفة وفياتٍ وحرائق غابات وفيضانات، وكوارث طبيعية ربطها علماء بالتغير المناخي.

الصورة
  • البشرية ضحية

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، من أن البشرية ضحية «وباء من الحرارة الشديدة»، داعياً إلى اتخاذ إجراءات للحد من تأثيرات موجات الحر التي تتكرر بسبب التغير المناخي.

وصرّح غوتيريش للصحفيين: «إذا كان ثمة أمر يوحّد عالمنا المنقسم، فهو أننا نشعر جميعاً بمزيد من الحر. مليارات الأشخاص يواجهون وباء من الحرارة الشديدة، ويعانون موجات حر أكثر فتكاً مع درجات حرارة تتجاوز 50 مئوية»، موجهاً «نداء إلى التحرك ضد الحرارة الشديدة».

الصورة
  • أكثر الأيام حرارة بالتاريخ

وشهدت الأرض، الاثنين الماضي، أكثر الأيام حرارة في التاريخ، وفق ما أعلنه برنامج كوبرنيكوس التابع للاتحاد الأوروبي. وبحسب البرنامج أن الأرض شهدت اليوم الأكثر دفئاً في التاريخ الحديث في 22 يوليو/تموز الحالي، حيث وصل متوسط ​​درجة الحرارة العالمية اليومية إلى مستوى قياسي هو 17.15 درجة مئوية.

وبحسبة «كوبرنيكوس»، فإنه على مدى 13 شهراً على التوالي، بدءاً من يونيو/حزيران 2023، سُجلت مستويات قياسية مرتفعة من درجات الحرارة، مقارنة بالشهور ذاتها في السنوات السابقة.

الصورة
  • مخاوف علماء

ويتخوف علماء من أن يكون العام الحالي، ربما يكون الأكثر سخونة على الإطلاق، متجاوزاً عام 2023 الذي كان الأشد حرارة، منذ بدء عمليات رصد.

وتسببت موجة الحر الخانقة التي تشهدها الولايات المتحدة في موجة حرائق مروعة بالغرب الأمريكي، صدرت معها تحذيرات إلى أكثر من 30 مليون شخص، خاصة في كاليفورنيا وأريزونا ونيفادا وولاية واشنطن وأوريغون.

وبحلول منتصف يوليو/تموز الحالي، دمرت حرائق الغابات 840 كيلومتراً مربعاً منذ بداية العام، مقارنة بمتوسط 156 كيلومتراً مربعاً في الفترة نفسها على مدى السنوات الخمس الماضية.

الصورة
  • موجات حر

ومنذ أكثر من أسبوع، تضرب موجة حر شديدة بلدان أوروبا الشرقية واليونان، وامتدت قبل أيام قليلة إلى سائر بلدان البحر المتوسط؛ حيث يشعر السكان بالاختناق، ويشكو السياح من القيظ، وتشتعل النيران في الغابات، حتى إن الجراد عاد إلى إيطاليا.

وأكد سكان من بلدان أوروبية عدة عدم قدرتهم على تحمل ارتفاع درجات الحرارة.

وفي إيطاليا التي تشهد حرائق غابات يومية، اضطرت السلطات إلى إجلاء السياح من مدينة فيستي، بسسبب حريق غابات.

لقي عنصرا إطفاء في 17 تموز/يوليو حتفهما أثناء إخماد حريق قرب بلدة ماتيرا في منطقة بازيليكاتا المجاورة لبوليا.

الصورة

وفي أمريكا الشمالية، تكافح السلطات الكندية منذ أسابيع مئات من الحرائق في إقليمي ألبرتا وكولومبيا البريطانية في الغرب، فيما يكافح رجال الإطفاء لإنقاذ منشآت رئيسية مثل خط أنابيب ترانس ماونتن.

وحتى الخميس، بلغ عدد حرائق الغابات المشتعلة خارج نطاق السيطرة 433 حريقاً في كولومبيا البريطانية، و176 حريقاً في ألبرتا، أكثر من عشر منها في فورت ماكموري، وهي مركز للرمال النفطية.

  • حرائق وحوادث

وفي روسيا، التهمت النيران أكثر من مليون هكتار من الغابات، وأشعلت مساحات من الأراضي تفوق ما احترق خلال سنوات ماضية، حسبما أعلنت السلطات الأسبوع الماضي.

وقال وزير حالات الطوارئ الروسي ألكسندر كورينكوف، إن «هناك أكثر من 500 حريق غابات في البلاد، على مساحة تتجاوز مليون هكتار». وتابع أنه منذ بداية العام «سجلنا نحو 6 آلاف حريق طبيعي في مساحة تفوق 3.5 مليون هكتار».

الصورة

وفي إفريقيا، أعلنت السلطات المغربية، الخميس، وفاة 21 شخصاً بسبب موجة الحر، موضحة أن أغلب الوفيات تعود لأشخاص يعانون أمراضاً مزمنة وكبار السن، حيث أسهم الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة في تدهور حالتهم الصحية، وأدى إلى وفاتهم. وكان إقليم بني ملال، الذي يقع وسط البلاد في جبال الأطلس عاني موجة حر بين الاثنين والأربعاء، راوحت بين 38 و48 درجة.

  • أبرز الأسباب

ويعزو العلماء أسباب ارتفاع درجة حرارة الأرض، إلى عوامل عدة أبرزها التغير المناخي؛ إذ أصبح متوسط ​​درجة حرارة سطح الأرض الآن نحو 1.1 درجة مئوية أكثر دفئاً مما كان عليه في أواخر القرن ال19.

الصورة

ومن ضمن الأسباب أيضاً ارتفاع ظاهرة «النينيو»، وهي نمط مناخي في المحيط الهادئ يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة سطح البحر عن المتوسط، ولها تأثير كبير في الطقس في أنحاء العالم، ما يؤثر بدوره في مليارات الأشخاص.

الصورة

كما يؤكد العلماء، أن التلوث هو أحد أكبر أسباب التغير المناخي الحالي، والناجم عن الأنشطة البشرية، نتيجة انبعاثات الغازات الدفيئة، وهناك جهود للحد من هذا التلوث منذ عام 2020 من خلال اتفاق دولي للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bn63pmss

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"