لطالما تفردت إمارة الشارقة عن سواها بالمبادرات النوعية، التي سرعان ما تتحول إلى نموذج يحتذي به الآخرون، ولعل مبادرة مجالس أولياء الأمور إحدى أبرز ما تميزت به الإمارة، دون أن ننسى أن مطلقها هو فارس الكلمة، وعاشق الكتاب، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي وضع نصب عينيه توفير مختلف الأدوات والإمكانات لتنشئة أجيال متعلمة ومثقفة وواعية، قادرة على خدمة مجتمعها بصورة فعالة ومؤثرة.
تنطوي أهمية هذه المبادرة على دورها في تجسير المسافة بين المدرسة والطالب من جهة، وبين أولياء الأمور والمجتمع المحلي من الجهة الأخرى، باعتبارها حلقة الوصل التي تساهم في توفير بيئة إيجابية، تزخر بالتعاون المشترك الهادف، تحقيقاً لرؤى وتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، آخذين بالاعتبار المساهمة الفاعلة في تنمية معارف أبنائنا الطلبة، وتعزيز معارفهم، وإتاحة الفرصة لهم ليكونوا عناصر فاعلة ومؤثرة تتحلى بالثقة بالنفس والقدرة على طرح الآراء وإبداء المقترحات.
وبما أن تلك المجالس تضم فروعاً في مختلف مدن الإمارة، فإن الفائدة المرجوة منها تمتد جغرافياً لتشمل جميع الطلبة، والمجتمع المحلي، الأمر الذي يحتم علينا جميعاً التحلي بمسؤولياتنا تجاهها، باعتبارها الأولى من نوعها من حيث الفكرة والمضمون، حيث يتوجب على الجميع المشاركة بفاعلية وإيجابية في تشكيل المجالس من خلال الانتخاب الواعي، حيث يتولى مجلس الشارقة للتعليم عمليتي التنظيم والإشراف على الانتخابات، التي تتم كل ثلاث سنوات، ما يتيح للجميع المساحة الزمنية الكافية لقراءة المخرجات والاطلاع على المنجزات.
في ضوء ما سبق فإننا في مجلس الشارقة للتعليم نسعى من خلال الانتخابات إلى إشراك الأسرة في صنع القرارات لما فيه مصلحة أبنائنا وبناتنا الطلبة، وعليه فإننا نأمل من أولياء الأمور الإقبال على الانتخابات مرشحين أو مصوتين لمَنْ يرون فيه الكفاءة، لتمثيلهم ونقل أصواتهم وتأدية دورهم المهم في تطوير العملية التعليمية وخدمة المجتمع.
ونحن إذ ندعو أولياء الأمور للاضطلاع بأدوارهم التربوية والحياتية يحدونا أمل كبير في أنّ هذه الانتخابات الهادفة سترفد ميدان التربية والتعليمِ بكفاءات تربوية ورؤىً تطويريّةٍ تسهم في خدمة أبنائنا، وتطوّر من قدراتهم، وتكسبهم مزيداً من المهارات الحياتية.
ختاماً نقول: إن إيمان صاحب السمو حاكم الشارقة بأدوار مجالس أولياء الأمور التطويرية يحمّلنا جميعاً مسؤولياتٍ جساماً، ويحثنا على التطوير والتجديد ومواكبة المستجدات التربوية.
فلنكن جميعاً على قدر تلك المسؤولية، ولنسعَ معاً إلى تحقيق الأهداف السامية والنبيلة التي تتضمن مواصلة مسيرة الإنجازات المتميزة، بما يليق بمكانة إمارة الشارقة العلمية والثقافية والحضارية على الخارطة العالمية، ويرسخ دورها حاضنة تعليمية، ومنصة ثقافية تزخر بالمبادرات الابتكارية والنوعية المتفردة، التي تهدف إلى الارتقاء بالمنظومة التعليمية، وتعزيز قدرات جميع أطرافها.
أمين عام مجلس الشارقة للتعليم
