عادي

«كاريزما» ماسك.. محرك الأسواق ومصدر قلق المستثمرين

22:24 مساء
قراءة 3 دقائق
1

إعداد: هشام مدخنة

قفزت قيمة «بتكوين» بأكثر من 20% إلى 38,566 دولاراً، أول أمس الجمعة، بعد أن غير إيلون ماسك سيرته الذاتية على «تويتر» إلى بتكوين، مما أثار تكهنات بأن رجل الأعمال الأمريكي، مالك شركة «تيسلا»، اشترى مزيداً من العملة الرقمية المشفرة.

وقبل أقل من 24 ساعة، بدا وكأن ماسك يشجع على الاستثمار في أسهم «سي دي بروجيكت» المتخصصة في ألعاب الفيديو، بعد أن غرد أيضاً بأن طرازاً جديداً من سيارة «تيسلا» سيسمح للركاب بلعب «سايبر بانك 2077»، مشيراً إلى أنها لعبة رائعة، مما أدى إلى ارتفاع أسهم «سي دي بروجيكت» بأكثر من 12%.

يوم الثلاثاء، غذى الرئيس التنفيذي لشركة «تيسلا» و«سبيس إكس»، الارتفاع المحموم في أسهم «جيم ستوب» عندما غرد بكلمة مركبة «Gamestonk!»، وأشار في رابط إلى غرفة «وول ستريت بيتس» على منصة «رديت»، ويبدو أن التغريدة الأخيرة ساعدت في زيادة تقييم «جيم ستوب» إلى أكثر من 10 مليارات دولار في التداول بعد ساعات العمل.

ماسك «مؤثر» تحت القانون

ويقول دان لين، المحلل في «فريتريد» لشبكة «سي إن بي سي»: «هناك مفارقة غريبة في قدرة إيلون ماسك على تحريك السوق، والتلاعب بقدرتها غير الطبيعية في البيع على المكشوف. ربما حان الوقت المناسب أخيراً لمناقشة شرعية هذه الممارسة».

واعتبر آخرون أن تغريدات ماسك، يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على مستثمري التجزئة، بينما يُثري هو وأصدقاؤه أنفسهم.

ويتفق ريتش بليث، رائد الأعمال، المستثمر التكنولوجي في لندن، مع هذا الرأي، ويقول: «إن ماسك يمكنه إثراء نفسه بتغريدة واحدة»، مشيراً إلى أنه شخص مبتكر، لكن هذا لا يعني أنه فوق القانون.

ومع ذلك، قال ماكس ليفي رئيس تطوير الأعمال في تطبيق إدارة الاستثمار عبر الإنترنت (نتميج): «لطالما حدث هذا في أسواق رأس المال»، مدرجاً وارن بافيت وراي داليو ضمن «المؤثرين» الآخرين على أسعار الأصول.

وبعد ساعات قليلة من قصة Gamestonk المثيرة، غرد ماسك: «أنا أحب إتسي»؛ الأمر الذي دفع بسهم شركة التجارة الإلكترونية «Etsy» إلى الارتفاع بنسبة 9%.

من جانبها، رفضت لجنة الأوراق المالية والبورصات، وهي هيئة تنظيمية تأسست في ثلاثينات القرن الماضي لحماية المستثمرين، التعليق عندما سئلت عما إذا كانت قلقة بشأن قدرة إيلون ماسك على التأثير في الأسهم من خلال «تويتر»، كما رفضت بورصة نيويورك التعليق أيضاً، في حين أن بورصة ناسداك التي تركز على التكنولوجيا، وممثل ماسك، لم يردا على الفور على طلب شبكة «سي إن بي سي» الأمريكية بالتعليق.

وواجه ماسك مشاكل مع هيئة الأوراق المالية والبورصات في أغسطس 2018، بعد أن غرّد برغبته في تخصيص الشركة بسعر 420 دولاراً للسهم الواحد، وأنه حصل على التمويل للقيام بذلك، ما اضطره هو و«تيسلا» إلى دفع غرامة قدرها 20 مليون دولار لكل منهما للجنة لتسوية الدعوى. ووافق ماسك منذ ذلك الحين على تقديم إفصاحاته العامة عن الأمور المالية للشركة وغيرها من الموضوعات لتدقيقها من قبل المستشار القانوني.

وفي مايو/أيار من العام الماضي، أدت تغريدة ماسك بأن سهم «تيسلا» كان مرتفعاً للغاية، إلى انخفاض السهم مباشرة بنحو 12%، تلا ذلك ارتفاع خلال الأسبوع.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، حث ماسك متابعيه على «تويتر» البالغ عددهم أكثر من 48 مليوناً على استخدام تطبيق المراسلة المشفر «سيجنال» الذي تديره منظمة غير ربحية، وسارع المستثمرون إلى اقتناص الأسهم في «سيجنال» لكن العديدين منهم اشتروا عن طريق الخطأ أسهماً في شركة مغمورة تدعى «سيجنال أدفانس»، مما أدى إلى ارتفاع سهمها بنسبة 1100%.

لوائح جديدة و«كاريزما»

وأشار دان لين من «فريتريدز» إلى أن المنظمين يحتاجون إلى تطبيق القواعد بشكل استباقي وتوضيح ما هو مقبول، وهذا «ينطبق على عمليات البيع على المكشوف أيضاً».

وأضاف لين: «يبدو أن العلامات التجارية الجديدة مثل «الكاريزما» و«الحضور»، تمتلك منصاتها العامة الآن، ولا تقتصر على مجالس الإدارة، والأمر متروك للمنظمين في كيفية تعاملهم مع ذلك، ولكن في النهاية، سيكون العبء على عاتقهم لتحديث الأنظمة والقوانين».

من جانبه قال حسين كانجي، مستثمر في لندن، إنه يثق في لجنة الأوراق المالية والبورصات للقيام بعملها والحفاظ على الأسواق عقلانية وعادلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"