عادي

المنتدى العالمي لسينما الأطفال: الفن السابع قادر على تجاوز التحديات

23:22 مساء
قراءة 4 دقائق
1

وجه المنتدى العالمي لسينما الأطفال الذي ينظمه مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب بالشراكة مع مهرجان لاهور السينمائي الدولي للأطفال، رسالة إلى عشاق الفن وصناع المحتوى في العالم، أكد فيها بمشاركة خبراء وسينمائيين متخصصين قدرة قطاع السينما على تجاوز التحديات التي يمر بها العالم، وضرورة الاستمرار في تنظيم المهرجانات بحلول مبتكرة لتحقيق نقلات نوعية في صناعة الأفلام.

جاء ذلك في ختام فعاليات المنتدى الذي عقد يومي 29 و30 يناير الماضي؛ إذ نظّم جلستين الأولى بعنوان «مستقبل المهرجانات ورعاية مواهب الأطفال وأثرها الاجتماعي»، والثانية حملت عنوان «الفرص ومجالات التعاون».
وتحدث ميتسوو تاهيرا، مدير مهرجان كينكو الدولي السينمائي للأطفال في اليابان، خلال الجلسة الأولى عن تجربة المهرجان وما يمكن أن تشكله من فرص أمام المهرجانات العالمية، وقال: «تأسس مهرجان كينكو الدولي السينمائي للأطفال في عام 1992، وكان يتسع لجمهور يصل إلى 600 شخص، وحضره خمسة أشخاص فقط، لكنه بدأ يزداد أهمية وحجماً، وبحلول عام 2019، استضاف المهرجان ملايين الزوار، ونجح في توفير بيئة ترفيهية وتعليمية للأطفال؛ إذ يمكنهم استكشاف ثقافات العالم المختلفة وفهمها».
وأعرب عن أمله في أن تعود المهرجانات السينمائية إلى طبيعتها خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، مشيراً إلى أنه يفضّل تبني منهج حذر في الوقت الحالي، وأكد أن مهرجان كينكو يعمل على تجهيز 500 ألف جهاز تابليت لجمهوره من الأطفال والشباب في دورته المقبلة.
صناعة شابة
في الجلسة ذاتها، قال أحمد الملا، مدير مهرجان أفلام السعودية: «شهد المهرجان تنظيم ست دورات منذ افتتاحه في عام 2008، لتلبية احتياجات الشباب؛ حيث تعد السينما في السعودية صناعة شابة وتضم مجموعة من الموهوبين». وأضاف: «شهدت السينما تطوراً كبيراً ولاقت دعماً وترحيباً، وأن المهرجان الذي يقام بالشراكة مع مركز الملك عبدالله عبد عزيز الثقافي العالمي ينمو ويزداد شعبية؛ إذ استضافت دورة عام 2020 التي أقيمت افتراضياً أكثر من 20 مليون مشارك، ومن المقرر إطلاق الدورة السابعة من المهرجان في يوليو المقبل، مؤكداً أن تبني المنهج الهجين الذي يجمع بين الأنشطة الفعلية والافتراضية، وأن المهرجانات السينمائية العالمية ستواصل تبني الطريقتين في المستقبل».
وقال جيوليو فيتا، مدير مهرجان لا جواريمبا السينمائي في إيطاليا: «نعرض أكثر من 100 فيلم ونستضيف مجموعة من ورش العمل للأطفال والشباب في الهواء الطلق في مواقع عدة جنوبي إيطاليا، كما أننا نتعاون مع منظمة «يونيسيف» لتصميم برنامج مهرجاننا». 
وأضاف: «نسعى إلى تنظيم المهرجان على أرض الواقع خلال دورة العام الجاري في أغسطس، أو على الأقل عروض الأفلام؛ إذ أسهم انتشار الجائحة في تعزيز شعور الناس بالتوتر نتيجة الانقطاع عن الحياة الاجتماعية والبقاء في المنزل طوال الوقت، ونعتزم مواجهة هذه التحديات بأكثر الطرق أمناً وسلامة».
ثقافات العالم
خلال الجلسة الختامية التي أقيمت بعنوان «الفرص ومجالات التعاون»، قالت نينا جورالنيك، مدير مهرجان نيويورك السينمائي للأطفال في الولايات المتحدة: «نظراً لدور الأفلام في توسيع رؤية الأطفال للعالم وتمكينهم من اكتساب معارف متنوعة حول مختلف الثقافات، يتوجب على المؤسسات التعليمية الاستفادة من هذه الأداة للبحث عن الموضوعات التي تهم الأطفال وتساعدهم على تطوير شخصياتهم ومهاراتهم كما هو الحال في النشاطات القرائية».
وأضافت: «تقدم الأفلام للأطفال، فرصة رائعة لاستكشاف عالم لا يمكنهم الوصول إليه بشكل مباشر، والتعرف إلى تجارب وقصص لأطفال من ثقافات أخرى مختلفة عنهم، الأمر الذي يسهم إلى حد كبير في غرس قيم التعاطف في نفوسهم وتشجيعهم على تقبل الاختلاف والتواصل مع أقرانهم، وبالتأكيد سيكون لذلك دور كبير في بناء عالم أكثر تقارباً وتفهماً». وتابعت: «أصبح العالم اليوم أكثر تعقيداً مما كان عليه قبل عام، وهنا تبرز أهمية بناء شراكات وعلاقات تعاون وثيقة مع الشركاء الدوليين لمساعدة الأطفال على مواجهة هذا التحدي بتحفيزهم على الانفتاح على العالم الأوسع».
المنصات الرقمية
أوضح شادي النميري، خبير مشاريع لدى الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، أن الأزمة الصحية العالمية دفعت المؤسسات الثقافية إلى تخفيف ميزانيتها، الأمر الذي أثر بشكل مباشر في تمويل الأفلام، كما أن صعوبة الانتقال إلى المنصات الرقمية التي تتطلب الكوادر المتخصصة والتمويل الكافي، أثّر سلباً في صناعة أفلام الأطفال على مستوى العالم. وأضاف: «تلعب الأفلام دوراً رئيسياً في بناء شخصية الطفل وتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة».
وقالت مونيكا واهي، مدير منتدى سينما الأطفال في جنوب آسيا، بالهند: «تلعب أفلام الأطفال دوراً مضاعفاً يتمثل في التعليم من جهة وتطوير المهارات من جهة أخرى، كما تعتبر الفعاليات والمهرجانات منصة مهمة لتبادل المعارف والخبرات وتطوير صناعة سينما الأطفال، والعمل يداً بيد نحو بناء عالم متقارب فكرياً وثقافياً وإنسانياً».
وأضافت: «لتحقيق هذه الغاية، ينبغي تنظيم مهرجانات هجينة تجمع بين الفعاليات الافتراضية التي تقام على أرض الواقع، وخاصة بوجود التكنولوجيا الرقمية التي أسهمت في تجاوز عوائق الحدود الجغرافية، ما مكّن المهرجانات من الوصول إلى نطاق واسع من الجمهور في أي مكان في العالم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"