سيناريوهات إعلامية

01:35 صباحا
قراءة دقيقتين

ما هو شكل الإعلام الذي يطمح له شباب اليوم؟ والإجابة - من وجهة نظر شخصية - هي: إعلام متحرر من قيود الأداة والأداء الكلاسيكيين، ملتزم بأخلاقيات المهنة، يدعمه إعلاميون قادرون على تقديم ما يحتاج اليه الجمهور لا ما يريده، عصري ومتجدد ضمن إطار فلسفي ومفاهيمي يقدمه كأحد حاضنات الإبداع والابتكار والتسامح والعدالة وحرية التعبير، وكميدان تتقدم فيه ثقافة المجتمع لتلعب دوراً جوهرياً في تطوره، وهي الكائن الذي يتمرد ويتمدد ويتطور وينمو بنمو حامليه، مستفيدة من المنصات الرقمية للاحتفال بالمنتج المعرفي والإبداعي بجميع أنواعه وأشكاله.
في حين تبدو الإجابة السابقة أقرب لبيان مهمة مثالية، ينكشف الواقع لنا عن تحديات كثيرة وإمكانات واسعة تعتمد على الآلة التكنولوجية العالمية وابتكاراتها التي لا تنتهي، وعلى منجم ضخم من الانتباه الذي يغذيه الجمهور بعاطفته ومشاعره وأحلامه ورغباته، وقد نجحت الشركات الكبرى «مزودة الخدمات الرقمية والإعلامية في آن» في منح الجمهور ما يريده ويحتاج اليه وهو الفرصة للتعبير عن إرادته في التحرر من النمطية والإقصاء والأجندات المعدة مسبقا، مما سيؤثر وبشكل كبير في صياغة مستقبل المؤسسات الإعلامية حول العالم.
إن المستقبل الذي ننتظره في ٢٠٣٠ يفرض متطلباته ومسمياته الوظيفية على صناعة الإعلام وتضم قائمة الوظائف المستقبلية في هذا المجال مسميات مثل مصمم الفضاء الافتراضي، مصمم أنظمة قارئة للوجوه، مختص في الأمن السيبراني الإعلامي، مراقب الاتجاهات الإعلامية المستقبلية، مؤثر مهني متخصص ومصمم متخصص في تجارب الجمهور والعملاء وغيرها من التخصصات التي لم نسمع بها بعد، يقابل ذلك قلق متزايد يعبر عنه خريجو الإعلام الجدد الذين يواجهون تحديات في الخبرة المهنية، ندرة الوظائف، قصر مدة التدريب المهني و المنافسة القوية من الشركات الخارجية وأصحاب العمل الحر.
يشير تقرير أخير لشركة ديلويت العالمية للخدمات المهنية الى أن هناك ٤ سيناريوهات مستقبلية، يمكن من خلالها قراءة التوجهات المستقبلية للإذاعة والتلفزيون وهي: سوق عالمي حيث تسيطر الشركات مثل «نتفلكس» و«آبل» على أسواق البث وتحول المؤسسات الإعلامية إلى وسائط، موت المحتوى حيث تتحكم الشركات بقرارات المشاهدة وتعتمد على صناع المحتوى المحلي مباشرة دون الحاجة للوسائط، انتقام الشركات والمؤسسات المحلية حيث تتحول إلى صانعات محتوى وتتعاون مع الشركات الكبرى تاركة الخيار للمستهلك وأخيراً ضياع في التنوع مما يعني تطور المؤسسات الإعلامية دون الحاجة إلى شركات رقمية في ظل بيئة متوازنة تحميها التشريعات والقوانين المنظمة للعمل الإعلامي وهو السيناريو التوافقي الذي يطمح إليه الجميع، والذي يؤجج حاجتنا إلى طرح سؤالنا الأول في سياق بحثي وعلمي في ظل حراك تواصلي رقمي يعتمد على الرقمنة، الشخصنة وتحلحل القيود.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"