عادي

مقتل ناشط يشعل غضباً لبنانياً.. وأصابع الاتهام تتجه إلى «حزب الله»

00:36 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

بيروت: «الخليج»، وكالات

تصاعد التوتر في لبنان، أمس الخميس، بعد العثور على الناشط السياسي والاجتماعي اللبناني لقمان سليم المعروف بمواقفة المنتقدة لميليشيات «حزب الله» مقتولاً بالرصاص، جنوبي البلاد، وهو ما أشعل غضباً شعبياً عارماً وردود فعل محلية ودولية منددة، فيما طالب الرئيس اللبناني ميشال عون الإسراع بالتحقيق في الحادث، بينما اتجهت أصابع الاتهام إلى ميليشيات «حزب الله» باعتباره من أبرز المنتقدين للحزب من داخل الطائفة التي ينتمي إليها.

سليم باحث وناشط مدافع عن حقوق الإنسان، وملتزم التوعية الثقافية والسياسية حول مواضيع المواطنة والحريات، وناقد في مقالاته وإطلالاته التلفزيونية ل«حزب الله». وقال المصدر الأمني إنه تم العثور على سليم «مقتولاً بإطلاق نار في رأسه داخل سيارته في العدوسية» في جنوب لبنان.

وكانت عائلة الناشط والباحث السياسي أبلغت عن اختفائه مساء الأربعاء، مشيرة إلى أنه غادر قرية جنوبية وكان يفترض به أن يعود إلى بيروت.

وأوضح المصدر الأمني في وقت لاحق أن «سليم كان يزور صديقاً له في الجنوب»، مشيراً إلى أن القوى الأمنية لم تعثر على أوراقه الثبوتية، وقد تعرف مقربون منه عليه. وعثر على السيارة «على طريق فرعي في العدوسية» في قضاء الزهراني، حيث توجه الطبيب الشرعي. وأوضح المصدر أنه «تبين أنّ سليم قُتل بخمس رصاصات في الرأس ورصاصة في الظهر» مرجحاً حدوث الوفاة عند الساعة الثانية (منتصف الليل ت ج).

ولم تتمكن الجهات الأمنية بعد من تحديد ظروف الجريمة. إلا أن شقيقته رشا الأمير، وقبل الإعلان عن وفاته، ربطت اختفاءه بمواقفه السياسية. وقالت «لديه موقف، لماذا ممكن أن يخطفوه؟». وتحدثت عن ليلة صعبة عاشتها مع زوجة سليم بانتظار أن يصلهما خبر عنه، «لم ننم كل الليل، ونحن نتصل بأشخاص علّ أحدهم يعلم شيئاً، ذهبنا إلى المستشفيات واتصلنا بالصليب الأحمر، خشينا أن يكون تعرض لحادث سير». وقالت «حزني كبير، أحاول أن ألملم نفسي، لا نعرف ماذا نفعل.. لا أصدق أنني لن أرى أخي وصديقي مرة أخرى». وتابعت «كنت أسأله ألا تخاف يا لقمان أن تعبر عن رأيك بهذا القدر من الحرية؟ كان يجيبني (الموت لا يخيفني). لقد قتلوا شخصاً نادراً واستثنائياً».

وكان سليم (58 عاماً) يدير مركز «أمم» للأبحاث والتوثيق في جزء من منزله في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، الأمر الذي كان يُنظر إليه على أنه تحدٍّ للحزب.

وشدد الرئيس عون على «ضرورة الإسراع في التحقيق لجلاء ظروف جريمة اغتيال الناشط لقمان سليم والجهات التي تقف وراءها». وقالت الرئاسة اللبنانية في تغريدة عبر «تويتر» إن «الرئيس عون طلب من المدعي العام التمييزي إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة ملابسات جريمة الاغتيال وشدد على ضرورة الإسراع في التحقيق لجلاء ظروف الجريمة والجهات التي تقف وراءها». ودان وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي في حديث لقناة محلية «جريمة مروعة ومدانة».

وطلب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب «الإسراع» في التحقيقات لكشف ملابسات الاغتيال الذي وصفه بأنه «جريمة نكراء».

ولفت رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، إلى أنّ «لقمان سليم شهيد جديد على درب حريّة لبنان وديمقراطيّته، واغتياله لا ينفصل عن سياق اغتيالات من سبقه. لقمان سليم كان واضحاً أكثر من الجميع ربما في تحديد جهة الخطر على الوطن». 

وأعرب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش عن حزنه «لخسارة لقمان سليم المأسوية»، واصفاً إياه ب«الناشط المحترم» و«الصوت المستقل والصادق». ودعا السلطات للتحقيق ب«سرعة وشفافية» في الاغتيال، مشدداً على ضرورة ألا يشبه ما يحصل في التحقيق المستمر في انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب والذي لم ينتج عنه شيء حتى الآن. وأضاف كوبيش «الناس يجب أن يعرفوا الحقيقة». وأعرب سفراء فرنسا وسويسرا والاتحاد الأوروبي عن «حزنهم العميق» و«صدمتهم» إزاء الاغتيال. 

إلى ذلك، نفذ «اتحاد ساحات الثورة»، وقفة احتجاجية أمام قصر العدل في بيروت، بالتزامن مع الاعتصامات أمام قصور العدل في بيروت وطرابلس وصيدا وزحلة، وذلك تحت عناوين عدة منها: «وقفة غاضبة واحتجاجية على مقتل الناشط لقمان سليم في الجنوب رمياً بالرصاص».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"