عادي
«خط الاستواء» يميز المسبار عن باقي المهمات المريخية

«مسبار الأمل».. المهمة التاسعة النشطة على المريخ

18:33 مساء
قراءة 3 دقائق
1

دبي: يمامة بدوان

على بُعد يوم من دخول مسبار الأمل إلى مدار الغلاف الجوي للمريخ، حاملاً على متنه 3 أجهزة علمية، صمّمتها أيد وعقول وطنية، يشكل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ المهمة التاسعة النشطة على سطح الكوكب الأحمر، في ظل وجود 8 مهمات نشطه على سطحه، تمثل عدداً من وكالات الفضاء العالمية، مثل الأمريكية «ناسا» والأوروبية «إيسا» والهندية «إزرو».
وتتمثل أولى المهمات النشطة حالياً على المريخ، في مركبة «مارس أوديسي»، وهو مسبار لـ«ناسا»، التي انطلقت في 7 ابريل 2001، ووصلت في 24 أكتوبر 2001، لدراسة المريخ ومعدلات الإشعاعات الخطرة على سطحه، تمهيداً لزيارة البشر للكوكب، بينما يعدّ مسبار «مارس إكسبريس» المهمة الثانية، وهي بعثة استكشاف فضائية تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، ثاني المهمات النشطة، حيث انطلقت في 2 يونيو 2003 ووصلت 25 ديسمبر 2003، ويجري المسوحات العلمية بنجاح، منذ أوائل عام 2004، من تصوير فائق الدقة، ورسم خرائط تعدينية للسطح، وتصوير الهيكل الداخلي للكوكب، بموجات رادار، وصولاًإلى الطبقة المتجمدة، والتحديد الدقيق لانتشار الغلاف الجوي ومكوناته.
أما المهمة الثالثة فتتمثل في «مارس ريكونيسانس أوربيتر»، وهي مركبة مدارية لاستكشاف المريخ، تابعة لوكالة «ناسا»، حيث أطلقت في 12 أغسطس 2005، ووصلت في 10 مارس 2006، مزودة بأحدث التقنيات والآليات اللازمة، لتصوير دقيق ومسح شامل لسطح المريخ، لمعرفة المدة التي وجد فيها الماء في المريخ. والمهمة الرابعة «كيوريوسيتي روفر» التابعة لوكالة «ناسا»، وهي عربة متجولة تتحرك بالطاقة النووية، ومزودة بـ17 كاميرا متطورة، أطلقت في 26 نوفمبر 2011 ووصلت في 5 اغسطس 2012، وتعمل على دراسة جولولوجيا وكيمياء المريخ، والبحث عن وجود الكربون وغاز الميثان وبعض المركبات العضوية الأخرى.
بينما يعدّ مسبار «المتتبع المريخي» التابع لمنظمة البحوث الفضائية الهندية، خامس مهمة نشطة على المريخ، أطلق في 5 نوفمير 2013 ووصل في 24 سبتمبر 2014، وتهدف لدراسة المورفولوجيا، والطبوغرافيا، والمينارولوجيا في المريخ. والمهمة السادسة مسبار «مافن» التابع لوكالة «ناسا»، حيث اطلق في 18 نوفمبر 2013 ووصل في 21 سبتمبر 2014، لدراسة الغلاف الجوي للمريخ، بينما يدور حول الكوكب، فيما يعدّ «إكسو مارس» المهمة السابعة، وهو مسبار ومركبة إنزال تابع لوكالة الفضاء الأوروبية، انطلق في 14 مارس 2016، ووصل في 19 أكتوبر 2016، لدراسة سطح المريخ وأسفله والبحث عن امكانية نشوء الحياة فيه. أما «إنسايت» فهي المهمة الثامنة، وهي مركبة إنزال تابعة لـ«ناسا»، أطلقت في 5 مايو 2018 ووصلت في 26 نوفمبر 2018، للاستكشاف الباطني باستخدام التقصي الزلازلي والطبقات السطحية والنقل الحراري.
سر الإختلاف ويعدّ سر اختلاف مهمة «مسبار الأمل» عن باقي المهمات الأخرى، في المدار العلمي الذي سيدخله غداً، الذي يعرف بمدار خط الاستواء أو «المدار الإهليلجي»، كونه يساعد على عمليات رصد الحالة المناخية والغلاف الجوي للكوكب الأحمر على مدار اليوم، وليس في أوقات محددة، كما في المهمات الأخرى، التي تدور في مدار قطبي، ما أتاح لها الانتقال من قطب إلى آخر، ودراسة المريخ طولياً، لكن خلال أوقات محددة من اليوم.
ويقع المدار العلمي لمسبار الأمل، بالقرب من خط الاستواء، بما يساعده على القيام بعمليات رصد الحالة المناخية للكوكب الأحمر على مدار اليوم، وليس في أوقات محددة، في جغرافيا المريخ، في غضون 10 أيام فقط. كما أن حجم المدار الكبير وزاوية الميلان المنخفضة للمسبار، يسهمان في رصد عمليات الغلاف الجوي السفلي والعلوي للمريخ، ما يتيح فهماً جديداً لهذا الغلاف على النطاقات الزمنية اليومية والموسمية، لاسيما أن معظم المهمات التي ذهبت إلى المريخ، دارت حول القطبين في حلقات منخفضة، بما كان يكفي لدراسة السطح على نحو مفصّل، إلا أن ذلك كان يحدّ من رؤية أنماط المناخ الكلية للكوكب، ما سيتيحه مسبار الأمل، كونه سيدور في مدار بعيد حول خط الاستواء، ما يمنح القدرة على مراقبة ديناميكيات الكوكب على نطاق واسع على امتداد الفصول الأربعة.
صناعة المستقبل ويشكل إنجاز مسبار الأمل بأياد إماراتية، رسالة مهمة لطالما أكدتها القيادة الرشيدة، بأن الإيمان بالشباب والاستثمار في قدراتهم وإمكاناتهم، هما الرهان الرابح لكل دولة تضع نصب عينيها صناعة المستقبل، ووضع بصمتها المتميزة في مسيرة الحضارة الإنسانية، فضلاً عن أنها تشكل رسالة من الإمارات إلى العالم، بأن طموحها لا حدود له، وأنها قادرة بسواعد أبنائها على تحويل التحديات إلى إنجازات، وفرص توظف في صناعة المستقبل، والاستفادة منها في رفد مسيرة المعرفة والحضارة الإنسانية، وأن مسبار الأمل الذي طوّره أبناء الإمارات بعزيمة واقتدار، يؤكد رؤية الإمارات وتوجهاتها، بتعزيز الاعتماد على الكوادر والكفاءات الوطنية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"