عادي

ارتفاع قتلى الانهيار الجليدي في الهند إلى 26

20:47 مساء
قراءة 3 دقائق
1

الهند- أ.ف.ب

ارتفع عدد قتلى الانهيار الجليدي في شمال الهند إلى 26 قتيلا، بينما فقد أكثر من 170 آخرين غداة انهيار جليدي في الهيملايا تسبّب بتدفق كتلة مائية هائلة وما جرفته في طريقها من حطام في واد ضيق في الجبال الشمالية، صباح الأحد، فدمرت الجسور والطرق وغمرت محطتين لتوليد الطاقة الكهرومائية.
وقال المدير العام لشرطة أوتاراخند أشوك كومار، الاثنين، إنه تم انتشال 26 جثة وما يزال 171 شخصاً في عداد المفقودين، وكان معظم المفقودين يعملون في محطتي الطاقة، وعلق بعضهم في نفقين سدتهما الوحول والصخور.
وأوضح رئيس الوزراء تريفندرا سينغ راوات للصحافيين: "لو أن هذا الحادث وقع في المساء، بعد انتهاء ساعات العمل، لما كان الوضع بهذا السوء لأن العاملين في الموقعين ومحيطهما سيكونون قد عادوا إلى مساكنهم".
وقال بانودوت ناير من شرطة الحدود التبتية الهندية المسؤول عن عملية الإغاثة، إنه تم إنقاذ 12 شخصاً من أحد النفقين يوم الأحد، لكن ما يزال 34 آخرون محاصرين في النفق الثاني، ومع انجراف الطريق الرئيسي كان على المنقذين استخدام الحبال للوصول إلى المدخل. كذلك، كان عمال الطوارئ يستخدمون الآلات الثقيلة لإزالة أطنان من الصخور.
وقال فيفيك كومار باندي المسؤول في هيئة إدارة الكوارث "تم تنظيف مساحة تصل إلى 80 متراً داخل النفق".
واستأنف الآلاف من عمال الإنقاذ عملية البحث في وقت مبكر من الاثنين، من بينهم فرق الاستجابة للكوارث والجيش وفرق غوص بحرية. وقال ناير إن ثلاث حفارات وصلت إلى الموقع، أزالت إحداها الطين ونقلته إلى نهر قريب، مضيفاً أن الحطام شبه السائل عمقه 180 متراً تقريباً. ولفت إلى أن رجال الإنقاذ يعتقدون أن هناك جيوباً هوائية في النفق.
"تذكير حزين" 
 وأظهرت عشرات مقاطع الفيديو المصورة عبر الهواتف المحمولة والتي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي تدفقاً هائلاً للمياه عبر واد ضيق أسفل محطة توليد الكهرباء، ما أدى إلى تدمير الطرق والجسور.
وروى راجيش كومار (28 عاماً) وهو أحد الناجين من هذا الحادث: "كنا نعمل على مسافة 300 متر داخل النفق، وفجأة سمعنا صفيراً وصراخ المسؤولين وهم يحثوننا على الخروج".
وأضاف: "بدأنا الركض لمحاولة الخروج لكن المياه تدفقت علينا.. كان الأمر كأنه مشهد من فيلم هوليوودي.. اعتقدنا أننا لن ننجو". وقال ديباك كومار الذي حوصر شقيقه بهارمينر داخل النفق إن ستة من العمال جاءوا من قريته في لاخيمبور خيري في ولاية أوتار براديش.
وتابع: "من بينهم جميعاً نجا شخص واحد وأبلغنا بالأمر، وفي اللحظة التي سمعنا فيها أن شقيقي محاصر داخل النفق ركبنا السيارة وقدنا" مسافة 400 كيلومتر خلال الليل. وقالت السلطات في البداية إن سبب الحادث كان تحطم كتلة جليدية في نهر لكن السبب قد يكون ظاهرة تسمى فيضان البحيرة الجليدية المتفجر (غلوف).
وتحدث هذه الظاهرة عندما تكون مياه ذوبان الجليد متجمعة وراء سد جليدي أو سد من ركام حمله نهر جليدي ثم ينهار هذا السد، ما يؤدي إلى تفجر كميات هائلة من المياه، وخلال السنوات الأخيرة، تشهد الأنهار الجليدية في المنطقة تقلصا بوتيرة سريعة بسبب ظاهرة تغير المناخ، لكن خبراء يقولون إن بناء محطات الطاقة الكهرومائية يمكن أن يكون عاملاً أيضاً.
في العام 2013 أسفرت فيضانات موسمية مدمرة في الولاية عن مقتل ستة آلاف شخص وأدت إلى دعوات لمراجعة مشاريع التنمية في أوتاراخند التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة وتقع عند حدود التبت ونيبال.
ورأى فيمليندو جها الذي أسس مجموعة سويشا، وهي منظمة غير حكومية مدافعة عن البيئة أن هذه الكارثة هي "تذكير حزين" بآثار التغير المناخي و"النمو غير المتوازن للطرق والسكك الحديد ومحطات الطاقة في المناطق ذات النظام البيئي الهش".
وأظهرت دراسة في العام 2019 أن ثلثي الأنهار الجليدية في جبال الهملايا "القطب الثالث" في العالم، قد تذوب بحلول العام 2100 إذا لم تقلَّص الانبعاثات العالمية بشكل حاد، وتعتبر الأنهار الجليدية في المنطقة مصدراً مهما للمياه لمئات الملايين من الأشخاص، وهي تغذي العديد من أكبر شبكات الأنهار في العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"