عادي

مستقبل ترامب السياسي بين «الانتقام» وفقدان «الحماية القانونية»

14:45 مساء
قراءة 3 دقائق
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء إحدى جولاته الانتخابية
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء إحدى جولاته الانتخابية

إعداد: محمود صالح

لا يزال الغموض يكتنف مصير الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب السياسي، بعد أن تمت تبرئته السبت في ثاني محاكمة رامية لعزله أمام مجلس الشيوخ، حيث صوّت 57 عضواً لصالح إدانته مقابل 47 آخرين، ما يعني عدم توافر غالبيّة الثلثين المطلوبة لإدانته بتهمة التحريض على هجوم السادس من يناير/كانون الثاني على مقر الكابيتول، والذي نفّذه أنصاره في مسعى لمنع الكونغرس من المصادقة على فوز الرئيس جو بايدن.
الملياردير الجمهوري رحب بالقرار وقال في بيان: «إنّ حركتنا التاريخيّة والوطنيّة والجميلة لجعل الولايات المتحدة عظيمة مجدّداً بدأت لتوّها. وأضاف: في الأشهر المُقبلة، لديّ الكثير لأتشاركه معكم، وأنا أتطلّع إلى مواصلة رحلتنا الرائعة معاً لتحقيق العظمة الأمريكيّة لشعبنا أجمعه».
موقع «بولتيكو» أشار إلى أنه بالنسبة للعديد من الجمهوريين، فإن حالة عدم اليقين بشأن مستقبل ترامب هي أجزاء متساوية مروعة واستفزازية، خاصة أن الرئيس السابق قد وعد بمساعدة الحزب الجمهوري على استعادة مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي الخريف المُقبل، لكنه يريد أيضاً الانتقام من عشرة أعضاء جمهوريين في مجلس النواب صوتوا لعزله في مجلس النواب. ومن المفترض أنه سيحتفظ بنفس العداء للجمهوريين السبعة في مجلس الشيوخ الذين صوتوا لصالح إدانته. لكن حلفاء ترامب غير متأكدين من مدى النجاح الذي سيحققه في هذا الشأن، لا سيما في أعقاب محاكمة عزل عاطفية ربما تكون قد أضرت بسمعته بشدة.

ونقل الموقع عن برايان لانزا، مستشار ترامب السابق، قوله، «إن محاكمة العزل تؤثر في ترامب بطريقة سلبية وليست إيجابية بنسبة 100%، مما يشير إلى أن نفوذ الرئيس السابق الضخم على قاعدة الحزب الجمهوري قد بدأ بالفعل في التلاشي. وأضاف:« لقد تخطاه العالم والآن بعد حذف حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنه يتحرك بسرعة أكبر».
لكن آخرين يجادلون بأن تبرئة ترامب لن تؤدي إلا إلى تعزيز موقعه في الحزب وإرسال رسالة مفادها بأن ترامب و«الترامبية» هما القوة المهيمنة في سياسة الحزب الجمهوري. ويشير إلى ذلك مساعد سابق في حملته الانتخابية: لن يغير ذلك قراره بشأن خوض الانتخابات عام 2024. بالعكس ستتسع قاعدته وسيكرهه منتقدوه أكثر.
على مدار المحاكمة الثانية لعزل ترامب، صور مديرو مجلس النواب الرئيس السابق على أنه زعيم متهور، أدى الترويج لنظريات المؤامرة، والميل إلى استخدام لغة عنيفة وادعاءات لا أساس لها من تزوير الانتخابات، إلى تحريض حشد نحو مبنى الكابيتول الأمريكي للنهب. في النهاية، كان ذلك كافياً لإقناع سبعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بالإدانة أقل بكثير من الـ17 المطلوبين لإصدار حكم بالإدانة. لكن في حين أن ترامب وفريقه قد يطالبون بالتبرئة، فإنهم ليسوا بعيدين.
ولكن بحسب «بولتيكو» فإن ترامب بدون الحماية القانونية ضد الملاحقة الجنائية الفيدرالية الممنوحة للرؤساء الحاليين، حيث يواجه شبكة من التحقيقات في سلوكه في المكتب والممارسات التجارية مسبقاً. في هذا الأسبوع فقط، أعلن المدعون العامون في جورجيا عن تحقيق جديد في محاولات ترامب العديدة لقلب نتائج انتخابات الولاية لعام 2020، بما في ذلك خلال مكالمة هاتفية تهديدية في 2 يناير مع وزير خارجية جورجيا براد رافينسبيرجر. قد يفتح التحقيق الباب أمام توجيه اتهامات جنائية للرئيس السابق من قبل سلطات الولايات والسلطات المحلية.
قد يواجه ترامب أيضاً تهماً جنائية في واشنطن العاصمة، إذا قرر المدعي العام للمدينة، كارل راسين، متابعة قضية ضد ترامب لدوره المزعوم في أعمال الشغب في الكابيتول. وبحسب ما ورد كانت راسين تدرس هذه الخطوة حتى قبل أن يصوت مجلس الشيوخ على تبرئة ترامب السبت.
كل هذه الأحداث بلا شك تهدد وحدة الحزب الجمهوري على الرغم من أنه يحاول أن يصدر رسالة مفادها بأنه أقوى مما كانت عليه الحال من قبل. ولكن وسائل إعلام أمريكية أشارت إلى أن السناتور ليندسي جراهام سيجتمع مع ترامب في المستقبل القريب لمناقشة دوره في الحزب الجمهوري ومستقبل الحزب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"