«إنت مين؟» حقق الهدف

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى من يربت على أكتافنا، يعيد إلينا الابتسامة والضحكات من القلب، وسط الكم الهائل من الأخبار التي لا تنقطع ولا تتراجع عن «كورونا» وأحوال العالم التي لم يكن يكفيها كم الصراعات والحروب والإرهاب، حتى جاءها الوباء، بما هو أقوى وأشمل. نبحث عن فسحات تسحب منا كل طاقة سلبية، أو أي قلق وتوتر ولو لدقائق أو ساعات، بعيداً عن القلق من الحاضر والمستقبل.
حللنا «عقدة رمضان» في الوقت المناسب، فتدفُق الإنتاج الدرامي خارج الموسم الرمضاني، والذي باتت تسلكه الدراما والقنوات العربية، جاء في وقته وقد أجبرتنا الجائحة على الالتزام بالبقاء في المنازل. ومن البرامج الجديدة التي أسعدنا وجودها، «إنت مين؟» الذي عرضته مؤخراً، مجموعة «إم بي سي»، أولاً لأن النسخة العربية من هذا البرنامج الأجنبي «ذا ماسكد سينجر» ناجحة جداً، ثانياً لأن الإنتاج السخي رفع من سقف التحديات والاستعراضات التي أبهرتنا، ومنحتنا بعض الاستراحة الفنية الجميلة والشائقة في آن.
أمسيات بألوان البهجة والفرح؛ ثراء وذوق في الديكور واللوحات الاستعراضية وأزياء الشخصيات «المقنّعة»؛ خفة ظل وضحك ولعب، تشويق محبوك بدقة شديدة، فليس من السهل أن تقدم برنامجاً من هذا النوع وتتمكن من إخفاء هوية الشخصيات ال12 دون تسريب معلومات لأي من فريق العمل ولا حتى «لجنة التحقيق» المؤلفة من نجوم أيضاً: قصي خولي، وسيرين عبد النور، وحسن الرداد ومهند الحميدي، حول هوية المشاهير المتخفية في شخصيات عدة: كوبرا وشهرزاد وشيتا وطاووس وغيرها.
البرنامج حقق الهدف: إمتاع الجمهور بتشكيلة من الإبهار البصري والفن الاستعراضي، واللعب والتشويق. طبعاً حضور الجمهور في الاستوديو كان ضرورياً من أجل التفاعل الحقيقي ودعم روح التحدي والتنافس، مع المحافظة على التباعد بين الأشخاص، وأقنعة الحماية على الوجوه والتي ستبقى «البصمة» الخاصة بطابع الزمن الموبوء الذي نعيش فيه.
نجح «إنت مين؟» في إخراجنا من الحلقة الروتينية للبرامج الحوارية الكثيرة على الشاشات، وقدم نسخة فنية فيها متنافسون ولجنة تحكيم أو «تحقيق»، كما يسمونها، دون أن يفرز المزيد من المغنين للعالم العربي الذي يعاني تخمة ولا تنقصه أي إضافات. ونجحت «إم بي سي» في اختيار مجموعة من المشاهير من مختلف الأعمار والجنسيات العربية، ولم تعتمد على تكرار نفس الوجوه الجديدة أو الأكثر بروزاً وعملاً حالياً، والذين تستضيفهم كل البرامج وفي أي وقت، كما أعادت إلى الشاشة بعض المتراجعين عن الأضواء، وكأنها تنشط ذاكرة الجمهور من جديد. ومنذ اليوم ننتظر عودة ثانية للبرنامج بنفس المستوى، ونفس روح المغامرة والسرية، والفن الراقي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"