«مفترق طرق».. دراما تليق بمجتمعاتنا

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

صادِم خبر رحيل السيناريست المصري شريف بدر الدين المفاجئ، عمره الفني ما زال صغيراً، وفرحته بنجاح مسلسله «مفترق طرق» المستمر عرضه على منصة شاهد لم تكتمل بعد، وقد رحل قبل أن يتسنى له التقاط كل الأصداء، والتعليقات، والآراء، والاستمتاع بنشوة النجاح، خصوصاً أن البعض يفضل انتظار انتهاء عرض العمل قبل النطق بالحكم عليه، سواء كان بهدف الإشادة، أو إبداء الملاحظات.

«مفترق طرق» من المسلسلات الطويلة (٤٥ حلقة)، ومأخوذ عن المسلسل الأمريكي «ذا جود وايف»، لكن السيناريست شريف بدر الدين حوّله إلى نسخة عربية يصعب عليك ملاحظة اقتباسها من نص أجنبي، لأنه جعلها دراما ابنة بيئتها، تناسب المجتمع المصري، (وبلا شك كل المجتمعات العربية)، فلا ينتبه الجمهور إلى أصلها الأجنبي، كما يعود الفضل في ذلك أيضاً، للمخرج أحمد خالد موسى الذي جعلها دراما عائلية تليق بمجتمعاتنا، بلا تشويه، أو عنف، أو ابتذال، تشاهدها الأسرة، ويستمتع بها الجميع.

هي قصة أميرة (هند صبري) زوجة المحامي اللامع والمحافظ عمر (ماجد المصري)، الذي يصدمها بدخوله السجن بسبب تورطه في فضيحة فساد كبيرة، وتتوالى الصدمات مع اكتشاف أميرة حقائق مثيرة عن زوجها، وصفقاته المشبوهة، كأنها تكتشفه من جديد، كما تجد نفسها مضطرة للعودة إلى العمل في المحاماة بسبب الحجز على كل ممتلكات وأموال زوجها؛ تأتي مع ابنتها وابنها المراهقين للعيش في منزل والدة زوجها (ليلى عز العرب)، بينما تطرق باب زميل الدراسة والعمل سابقاً يحيى (إياد نصار) الذي يرحب بها محامية تحت الاختبار في مكتب يديره مع شريكته المحامية دارين (جومانا مراد)..

لا شك في أن أسماء نجوم العمل أسهم في إقبال الجمهور بداية عليه، لكن النص، والحبكة، وأسلوب التشويق الناعم الذي اتبعه الكاتب بدر الدين، ومعه المخرج أحمد خالد موسى، جعلت الجمهور حريصاً على انتظار عرض الحلقات ومتابعتها، كما أن اختيار هند صبري جاء مناسباً جداً لدور الزوجة المخدوعة، والأم القوية، والمرأة المكافحة والذكية، فكسبت تعاطف الجمهور بأدائها السلس، والمُقنع كعادتها، كذلك بدا إياد نصار مرتاحاً جداً بدور المحامي العاشق، بينما لفتت الأنظار بشدة، هدى المفتي بدور «حنفي» كما ينادونها في المكتب، ظريفة تلقائية طبيعية بشكلها وملابسها ولغة جسدها..

عنوان المسلسل يحمل إشارات ورموز لمختلف المواقف التي يواجهها كل أبطال العمل، فكل منهم يصل إلى مرحلة يجد نفسه عند مفترق طرق، وعليه الاختيار، كما أنه يطرح قضايا مهمة مثل قضية تجميد البويضات، وهل هو حق للمرأة التي بلغت الأربعين، ولم تنجب بعد؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5bkkebh2

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"