جمعة الفيروز وأحمد راشد

00:48 صباحا
قراءة دقيقتين

يوما الجمعة والسبت الماضيان 19و 20 فبراير صادفا ذكرى وفاة صديقين من أصدقاء الحرف والقلم والحياة هما: جمعة الفيروز وأحمد راشد ثاني رحمهما الله وأكرم مثواهما.
لن أعدد ما أصدراه أو أثريا به الساحة الثقافية من إبداع وعطاء، لن أكتب عنهما كما عرفتهما عن قرب، لن أبوح بخبايا لحظات قهقهات الفرح ودموع الحزن، لن أشارك أحداً شذرات القرب والبعد من أول عسعسة الليل حتى تنفس الصبح حياة وفكراً ومشاغبة، لن أكتب أي رثاء فهما باقيان بقاء الحرف واللغة والمعرفة، قامتان عصيّتان على الغياب والنسيان.
رحلا، غابا كجسدين، وبقي العطاء الذي نشر لهما، ومخطوطات كثيرة لهما ما زالت طيّ الغياب عند هذا القريب أو هذا الصديق أو عند ذاك ال....، ومشاريع لبعض الجهات الأدبية والثقافية لنشرها لم ترَ النور إلا جزئياً في إعادة إصدار بعض مما كان منشوراً لهما، ووعود معلنة بالبحث والتنقيب عن تراثهما الأدبي أو حتى الكتابة حول تجربتهما الثرية إبداعياً أو إنسانياً ذهبت أدراج رياح اللحظة التي أعلنت فيها والمغلفة بالمظهرية والبهرجة الإعلامية لا أكثر ولا أقل.
أسرة الراحل أحمد راشد ثاني تبرعت بمكتبته كاملة لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، رأيتها ذات تاريخ بأم العين في فرع الاتحاد في أبوظبي ومع مرور الزمن لا أعرف يقيناً إلى أين آلت. تملك أسرته العديد من مخطوطاته وهي كما كنت أعرف على استعداد تام للتعاون في نشرها وظهورها للنور، وأعرف أنها قدمتها لبعض الجهات لإصدارها، صدرت إحداها من خلال إحدى الجهات لكن مع تجاهل تام لحقوق المؤلف، وأسرة الفيروز كما سمعت أيضاً ترغب في ظهور مخطوطاته للنور، وفي كل عام وفي ذكرى وفاتهما نسمع الكثير من هنا وهناك عن وجود مخطوطات أو عن رغبة الأسرتين في نشر ما لديها من إبداعات الكاتبين التي لم تر النور من قبل، وتتوالى الوعود الطيبة من بعض الجهات المعنية، ونسمع كثيراً من الجعجعة لكننا لا نرى طحناً.
جمعة الفيروز وأحمد راشد ثاني وغيرهما من المبدعين الذين رحلوا عن دنيانا يستحقون الاهتمام بعطائهم الإبداعي ليس فقط من خلال طباعة أعمالهم غير المنشورة أو إعادة طباعة المنشور «وهنا نحتاج إلى مبادرة حقيقية وصادقة» بل من خلال تكريم ذكرى هذا العطاء البشري الفكري الإبداعي وتخليده سواءً عبر إصدار سلسلة من طوابع البريد التذكارية «وهذا تقليد عالمي»، أو تقديم برامج تلفزيونية وإذاعية تستذكر عطاء الراحلين وتضيء على عطاء الأحياء من المبدعين، أو تضمين المناهج الدراسية بعضاً من نتاجهم الإبداعي، فيظل حاضراً في وجدان الأجيال مهما تعاقبت.
أخي جمعة وأخي أحمد وغيركما ممن رحل وتركونا للاستذكار، ستبقون شعلة لا تنطفئ وحرفاً حياً نابضاً عبر الزمن ونغماً تطرب له أرواحنا في كل حين، على أرواحكم جميعاً السلام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"