عادي

السلفادور.. انتخابات تشريعية قد تحكم قبضة الرئيس أبو كيلة على السلطة

19:37 مساء
قراءة 3 دقائق
1

سان سلفادور - أ ف ب
يبدو أن الرئيس السلفادوري الشاب نجيب أبو كيلة، الذي يتهمه معارضوه بالاستبداد يتمتع بفرص كبيرة للحصول على أغلبية مطلقة في البرلمان، بعد انتخابات الأحد التي تشير كل استطلاعات الرأي إلى تقدم أنصاره بفارق كبير فيها.
وحذر مدير المؤسسة السلفادورية لدراسات إنفاذ القانون شاول بانوس، من أنه إذا أكد الناخبون المسجلون البالغ عددهم نحو 5,4 مليون شخص توقعات استطلاعات الرأي، فسيتمكن أبو كيلة من تركيز السلطة بين يديه.
وأبو كيلة، الذي انتخب في 2019 لخمس سنوات، اصطدم في أول سنتين من ولايته بالبرلمان الذي يهيمن عليه الحزبان المعارضان اليميني «التحالف القومي الجمهوري» (أرينا)، واليساري «جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني» (حركة التمرد الماركسية السابقة).
ولترهيب النواب، اقتحم مقر السلطة التشريعية قبل عام في التاسع من فبراير/شباط 2020 بدعم من أفراد مسلحين من الشرطة والجيش.
وقال بانوس إن الرئيس يمكنه «الموافقة على قوانين أو تعديلها أو إلغائها كما يراه مناسباً»، إذا حصل حزب الأفكار الجديدة الذي أسسه على أغلبية مريحة من 55 نائباً من أصل 84 في البرلمان كما يتوقع آخر استطلاع للرأي أجرته جامعة أمريكا الوسطى التي يديرها اليسوعيون.
كما يمكنه بذلك تعيين قضاة في المحكمة العليا وفي النيابة العامة، وهما مؤسستان واجهتهما مشاكل بالفعل، ومنذ توقيع اتفاقات السلام عام 1992 التي أنهت 12 عاماً من الحرب الأهلية، لم يحصل أي حزب على الأغلبية المطلقة في البرلمان، ما أجبر القوى السياسية على الحوار من أجل التوصل إلى حلول وسط.

وعد بفوز ساحق

بقي للولاية الرئاسية لأبو كيلة ثلاث سنوات غير قابلة للتجديد، يمكنه خلالها ممارسة سلطة شبه مطلقة، خصوصاً أن استطلاعات الرأي ترجح أن يحقق فوزاً ساحقاً في انتخابات رؤساء 262 بلدية وعشرين نائباً في برلمان أمريكا الوسطى (بارلاسين)، وهي هيئة للتكامل الإقليمي.
وسيتم انتخاب كل هؤلاء يوم الأحد لمدة ثلاث سنوات، ونظراً لتعقيد فرز الأصوات في 8451 مركز اقتراع، فقد لا تعرف النتائج قبل الثلاثاء أو الأربعاء، وستكون مؤقتة، ولن يتسلم البرلمان الجديد مهماته حتى الأول من مايو/أيار.
وشارك الرئيس الشاب (39 عاماً) بنشاط في حملة الانتخابات التشريعية، حتى أنه تجاوز قانون الانتخابات، بحسب معارضيه، فقد استخدم رئيس الدولة أموالاً عامة لا يملك حق التصرف فيها لتوزيع طرود غذائية في أوج الحملة، تحت غطاء مساعدات أثناء جائحة «كوفيد- 19»، على حد قول دانيلو ميراندا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة آسيا الوسطى.
ويؤكد ميراندا، أن أبو كيلة، وصل إلى حد القيام بأفعال محظورة رسمياً بموجب قانون الانتخابات، مثل تدشين أشغال عامة قبل أقل من شهر من الاقتراع، والاعتماد على خطاب عدائي لتشويه صورة خصومه السياسيين.

قبعة مقلوبة

يحلو للرئيس الظهور في الأماكن العامة مرتدياً الجينز وسترة جلدية، ومعتمراً قبعة بيسبول مقلوبة، وبمعزل عما يقوله معارضوه، يتمتع أبو كيلة الذي يعتمد على شبكات التواصل الاجتماعية بمهارة، بشعبية لا يمكن أن تهتز في مواجهة الأحزاب التقليدية التي فقدت مصداقيتها أثناء توليها السلطة بسبب قضايا الفساد.
ويعترف المحلل السياسي والأكاديمي داغوبيرتو غوتيريز بأن «أفضل حليف» لحكومة أبو كيلة «هو الشعب».
وقالت روزا بينيدا التي تعمل في بيع الملابس بأحد شوارع العاصمة سان سلفادور في تصريح صحفي: «آمل أن يخرج رئيساً أقوى من هذه الانتخابات»، وأضافت أن هذه المرة الأولى التي تكون لدينا فيها حكومة تعتني بنا نحن الفقراء.
من جهته، أكد سائق سيارة الأجرة ميغيل غالفيس، أنه قلق من احتمال تركيز السلطة في يد الرئيس، لكنه قرر مع ذلك التصويت لمرشح «الأفكار الجديدة» في دائرته الانتخابية، وأوضح أن نواب الحزبين التقليديين، موجودون هناك منذ سنوات ولا يفعلون شيئاً سوى السرقة.
وأشار غوتيريز، إلى أن الرئيس يتمتع بمهارة وذكاء شديدين، لأنه يلبي حاجات الناس ويقدم لهم الطعام والمال ومساعدات أخرى لم يقدمها أحد من قبل.
وفي مواجهة هذه الشعبية، يبدو أن تحذيرات رئيس البرلمان المنتهية ولايته ماريو بونس من «الاستبداد» لا وزن كبيراً لها؛ حيث قال: «يجب أن يصوت الناس من أجل الحفاظ على السلطات المضادة في الديمقراطية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"