عادي

نيكسون.. بطل شكسبيري يهرب من التاريخ

22:39 مساء
قراءة دقيقتين
1

القاهرة: «الخليج»

يؤكد د. أبو القاسم عمر راجح في كتابه: «ملحمة نيكسون.. أسطورة رئيس لا ينسى» أن الرئيس الأمريكي نيكسون قامر بمنصبه حين أدرك خسارته، ولم يتحول إلى حاقد يمارس الشتائم، فقد قبل نتائج واقعه، وبدأ حياة أخرى من جديد، تحول إلى عقل مفكر، وساعد بلده، وقدم للمكتبة السياسية الأمريكية مؤلفات مهمة، ووظف خبرته وتجربته وعلاقاته، ونبه الساسة للفرص الضائعة، التي يجب ألا تضيع كي تسود أمريكا، وتصبح الأقوى.

يوضح أبو القاسم أن نيكسون ترك إرثاً لا ينسى، فإذا نظرت إلى رفاهية أوروبا وتنميتها وصناعتها، فإنك ستذهب إلى مشروع مارشال، الذي أعاد إعمار أوروبا، وستجد الرئيس نيكسون واحداً من صانعيه، وإذا نظرت إلى العالم بعد الحرب العالمية الثانية، وتأسيس عالم توازن الرعب وسياسة الأحلاف وسد الفراغ، ومواجهة السوفييت، فستجد نيكسون الذي كان نائباً للرئيس أيزنهاور، بطل الحرب العالمية الثانية لفترتين.

وإذا نظرت إلى ما وصل إليه الصراع الصيني مع الولايات المتحدة، فإنك ستستحضر الرئيس نيكسون، كذلك الأمر مع الصراع الروسي الأمريكي، وإذا نظرت إلى اليابان ومحاولاتها الخروج من بوتقة صناعة السيارات ومجتمع الرفاهية والإلكترونيات وطموحها في لعب دور عالمي، فإنك ستجد نيكسون، وإذا شدتك أطروحات وتاريخ هنري كيسنجر فإنك ستستدعي من الذاكرة الرئيس نيكسون أول من أطلق الوحش كيسنجر في السياسة الشرق أوسطية بعد فيتنام.

في انتخابات عام 1960التي جرت بين نيكسون وكيندي وفاز بها كيندي بفارق ضئيل، حاول بعض من فريق نيكسون دفعه للمطالبة بإعادة فرز الأصوات في بعض الولايات، لكنه قال إن إعادة الفرز تستغرق حوالي نصف العام، وسيضع حكم الرئيس كيندي في موضع شك مهما كانت النتيجة، لذا سيكون التأثير مدمراً للعلاقات الخارجية الأمريكية، وقال إنه لا يستطيع إخضاع أمريكا لمثل هذا الوضع.

كان نيكسون أول من التقى بمجلس قبائل الهنود وتعاطف معهم، حيث حث الكونجرس على منحهم حقوقهم والحفاظ على إرثهم، وهو أول من أقام مناظرة تلفزيونية مباشرة مع خصمه كيندي في 26 سبتمبر 1960 وتصدر غلاف التايم الشهيرة 55 مرة، وتحدث عن «أمريكا الأخرى».

 وإذا ارتكب رئيس أمريكي هفوة أو مخالفة قانونية أو تجاوزاً أو حتى خرقاً للدستور الأمريكي فإنك ستتذكر الرئيس نيكسون وقضية ووترجيت.

يقول مهدي مصطفى في تصديره للكتاب إن د. أبو القاسم عمر راجح صائغ هذا السفر الملحمي عن ريتشارد نيكسون، قرر أن يستعيد الهارب من التاريخ، ولا يكتفي بالمعلوم بالضرورة من الروايات التي تبدو كالحقيقة، مستفيداً من عمله كباحث في الكيمياء النووية ومؤلف وصحفي وقارئ متبحر في الأساطير والملاحم والسير والحضارات، وهي مواهب تتبدى واضحة في هذا الكتاب عن نيكسون، الرئيس السابع والثلاثين للولايات المتحدة، والشخص ذي الحياة الشكسبيرية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"