محتوى رقمي جيد

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين

العالم الرقمي يحوي الكثير من العلوم والمعارف والخبرات بين منصاته، وينقل لنا تجارب الآخرين لنتعلم، ويختصر علينا اكتساب المنفعة في دقائق، وينقلنا إلى عوالم جديدة بكبسة زر، ويخلد بصمات المؤثرين الجيدين لتكون حاضرة، ويجسد مفهوم المدرسة المصغّرة لتعلم مهارة.
عالم اختصر علينا الوقت والجهد، ترك مساحة كاملة للفرد للتعلم الذاتي، بمتابعة المحتوى الجيد واكتساب المعرفة، وجعلنا نستغني، في بعض الأحيان، عن التردد على المراكز التدريبية لإتقان مهارة ما، لنبحر في البحث في تلك المنصات، وننهل من العلوم المتنوعة، ونتقن تلك المهارة.
وبحسب التقرير السنوي لـ«أكاديمية الإعلام الجديد» للتواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط لعام 2020، فإن 79% من الشباب العربي، استقوا الأخبار من مواقع التواصل، بزيادة 25% على عام 2015، ومتوسط استخدام الفرد لها 3.5 ساعة يومياً. وسجل مستخدموها في الإمارات المعدل الأعلى إقليمياً في عدد الحسابات، بمعدل 10 حسابات للشخص الواحد؛ وتلك النسب تعكس مدى الإقبال على تلك المنصات.
ولكن، لو تأملنا طرق استخدام هؤلاء لتلك المنصات؛ فهل هم حريصون على متابعة صنّاع المحتوى الجيدين، أم أصحاب الحسابات التي تقدّم محتوى لا طائل من ورائه، ولا فائدة تذكر؟ وإلى أي مدى يحرصون على اكتساب المعرفة عبر تلك المنصات؟
كثير من الأشخاص تحولوا إلى مشاهير ومؤثرين في مواقع التواصل، من دون تقديم أي محتوى جيد، والأغلبية ينتقدونهم، ولكن مع ذلك بات لديهم الكثير من المتابعين، وأصبحوا مؤثرين، رغم ضحالة ما يقدمونه، وللأسف تلك الانتقادات التي تطالهم ترفع من شهرتهم يوماً بعد يوم، حتى بات بعضهم يسعى إلى الشهرة، بتقديم محتوى يستفز به الآخرين لينتقد، ومن ثم يصبح مشهوراً، وفضيحته تكون «ترند» على تلك المنصات، فالهدف الأهم لتلك الفئة «الشهرة»، وليس تقديم محتوى هادف.
الفضاء الرقمي عالم كبير، والاستثمار فيه هو المستقبل، وهذا ما يجب أن يدرب عليه الجيل الحالي، عبر تدريبهم على آلية استخدام تلك المنصات بطريقة ذكية وجيدة، وعلى مهارة صناعة المحتوى الجيد، ليكبروا ويكتسبوا تلك المهارات من أصحاب الخبرة وبالطريقة الجيدة، ولا نترك لهم المجال للتعلم من المشاهير الذين يقدمون محتوى تافهاً، وحتى لا تصبح تلك الفئة قدوة لهم.
فئات المجتمع بشرائحه المختلفة، مستهلك كبير للمحتوى الرقمي في منصات التواصل، وفعلياً برز أخيراً شباب إماراتيون يقدّمون محتوى هادفاً، ويسعون لصناعة رقمية مميزة، وتنوعت مجالات طرحهم، ليستفيد الملتقي، ورغم جهودهم الكبيرة في صنع المحتوى، فإن الإقبال لا يعدّ كبيراً، مقارنة بمن يقدمون محتوى تافهاً، وقد يعود ذلك لنقص خبرتهم في تقديم محتوى متميز يجذب الجمهور، وهذا ما يجب التركيز عليه، بإدخال تلك المهارات في المدارس، بتدريبهم على مهارات صناعة المحتوى منذ الصغر.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"