عادي

الجمال يتحرر من الفلاسفة

00:36 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
1704

علم الجمال هو العلم الذي يدرس الخبرة أو التجربة الجمالية، أي تجربتنا عن أشياء نصفها بأنها جميلة، لكننا ليست لدينا تجربة عن فكرتي «الجمال» و«الجميل» في ذاتهما، ويشير جان برتليمي في كتابه «بحث في علم الجمال»، إلى أن كثيراً من التأملات الميتافيزيقية حول هاتين الفكرتين عبر التاريخ، تخرج عن اختصاص علم الجمال بمعناه الدقيق، كما تحدد في العصر الحديث، وبهذا الاعتبار، فإن كثيراً من تأملات فلاسفة عظام حول مفهوم الجمال من أمثال أفلاطون وأوغسطين، ومن تابعهم من فلاسفة العصر الوسيط من المسيحيين والمسلمين، هي تأملات تنتمي إلى الميتافيزيقا التقليدية، لا إلى علم الجمال بمعناه الحديث.

وإذا كان موضوع علم الجمال هو التجربة المتعلقة بظواهر الفن والجمال، وهو ما نصفه بأنه «الجميل المعطى لنا من خلال الفن أو العمل الفني»، فإن هذه التجربة الجمالية تصبح لها خصوصيتها التي تميزها عن تجربة «الجميل» الذي يتجلى في الطبيعة، وهي تتميز عن هذه التجربة الأخيرة بتنوعها وثرائها، وآية ذلك أن الناس غالباً ما يتفقون في أذواقهم وأحكامهم المتعلقة بالجمال الطبيعي، أكثر من اتفاقهم في الأذواق والأحكام الجمالية المتعلقة بالفن.

تتعدد في الكتاب آراء الفلاسفة وعلماء النفس والفنانين؛ حيث لم يعد البحث الجمالي حكراً على الفلاسفة؛ بل أصبح جزءاً أصيلاً من البحث السيكولوجي، الذي يدلي فيه علماء النفس بدلوهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"