عادي

الاقتصاد الرقمي الإماراتي من أهم المشاريع العالمية المتكاملة

22:11 مساء
قراءة 7 دقائق
1

دبي: حمدي سعد

أكد جيواي ليو، الرئيس التنفيذي ل«هواوي»، أن مشروع الاقتصاد الرقمي في الإمارات يعتبر واحداً من أهم المشاريع التعاونية على المستوى العالمي، حيث تدرك الحكومة تماماً أن التحول الرقمي سيسهم في دفع عجلة التصنيع وتحسين الرعاية الصحية وتعزيز الاستدامة البيئية بالإضافة إلى العديد من الإسهامات الأخرى، فيما تبرز أهمية تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة في الوقت الحالي وأكثر من أي وقت مضى لما في ذلك من تأثير كبير على تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مرحلة ما بعد جائحة «كوفيد -19».

 وقال ليو ل«الخليج» عن أهم المشاريع التقنية التي تتعاون هواوي مع حكومة الإمارات على تنفيذها ومدى العمل وفق الخطط المحددة على الرغم من تفشي الجائحة: «تعاونا مؤخراً مع العديد من المؤسسات في الإمارات وفي مختلف القطاعات على تطوير ونشر الحلول الجديدة، كما نتمتع بعلاقات وثيقة مع مزودي خدمات الاتصالات في الإمارات. وأضاف: نوفر العديد من مراكز الابتكار المشتركة في دول الشرق الأوسط - بما فيها الإمارات - التي تركز على البحث والتطوير بالتعاون مع الشركاء المحليين كما تعاونت هواوي على مدار العديد من الأعوام مع المؤسسات الحكومية والأكاديمية في الإمارات على تنمية النظام الإيكولوجي لمواهب تقنية المعلومات والاتصالات للمساهمة في إعداد الجيل القادم من قادة الاقتصاد الرقمي.

عن رؤية هواوي لدولة الإمارات كمثال يحتذى في اعتماد أحدث التقنيات والجهود التي تبذلها الدولة لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي وعالمي للتكنولوجيا أوضح ليو بالقول: لطالما أدى قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات دوراً أساسياً في تعزيز التنمية الاقتصادية على المستوى العالمي، لا سيما في دولة الإمارات. 

 وأعلنت قيادة الدولة عن العديد من الخطط والاستراتيجيات والرؤى المستقبلية التي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة وبناء المدن الذكية بالاعتماد على البنية التحتية الرقمية الحديثة. وبرزت أهمية الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات في بناء المدن الذكية - على سبيل المثال - من خلال البرامج التي تنظمها العديد من المؤسسات مثل مبادرة دبي الذكية.

 كما كانت دولة الإمارات في مقدمة الدول التي تتبنى التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، وإطلاق أول جامعة للدراسات العليا تعتمد على الذكاء الاصطناعي ولطالما استقبل المجتمع الإماراتي الأفراد الوافدين والشركات من جميع أنحاء العالم، ما ساهم في تعزيز النهج التعاوني لتنمية النظام الإيكولوجي لتقنية المعلومات والاتصالات، وهو ما تثق هواوي بأهميته.

 ومن جانبنا، نتعاون في الوقت الحالي مع الجهات الحكومية ومختلف القطاعات والعملاء بطريقة منفتحة وشفافة وبنّاءة على تعزيز دور البنية التحتية التقنية في دعم المشاريع الاجتماعية وتعزيز الأعمال. وتثق هواوي بالقوانين والأنظمة في دولة الإمارات، بما في ذلك النهج الموضوعي الذي يعتمد على الحقائق والذي تتبعه حكومة البلاد لتعزيز القطاع التقني.

التقنية توفر الفرص

 وحول خطط هواوي في الوقت الحالي، أو في المستقبل، لتنفيذ مشاريع تقنية جديدة في الإمارات قال ليو: تركز العديد من برامج التنمية الطموحة في دولة الإمارات على بناء مجتمعات أكثر ذكاءً بالاعتماد على أحدث التقنيات ونثق بأنه يمكننا الاعتماد على تقنيات الاتصالات والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والحوسبة والتقنيات المخصصة لتوفير فرص لا مثيل لها إلى المجتمع الإماراتي لذا، يتزايد الاهتمام بالمشاريع والبرامج التي تعتمد على الجيل الخامس والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي.

 وتمتاز هواوي بتوفير الحلول التقنية الشاملة، حيث نعتمد على قدراتنا الشاملة لتحقيق قيمة أكبر للحكومات والمؤسسات والمستهلكين بطريقة مثلى في دولة الإمارات ولا نلتزم بدعم التحول الرقمي من خلال توفير التقنيات الحديثة فحسب، بل من خلال تنمية القدرات المحلية كذلك. كما تعاونت هواوي مع المؤسسات الحكومية والأكاديمية على مدار العديد من الأعوام على تنمية النظام الإيكولوجي للمواهب التقنية للمساهمة في إعداد الجيل القادم من قادة الاقتصاد الرقمي.

 وعلى مدار العقدين الماضيين، وفرنا الرعاية إلى 100 ألف موهبة من مواهب تقنية المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط - على سبيل المثال. وأعلنت هواوي خلال 2020 عن خطة جديدة لإعداد مليوني متخصص في تقنية المعلومات والاتصالات على مدار الأعوام ال 5 القادمة من خلال التعاون مع الشركاء الأكاديميين المحليين، ما يسهم في دعم التنمية الاجتماعية.

الجيل الخامس

 حول جدارة الخطط التقنية لحكومة الإمارات في مكافحة جائحة كوفيد-19 لا سيما مع بروز دور قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في مواصلة الأعمال وتوفير العمل والتعلّم عن بعد، أكد ليو أنه بفضل الرؤية الحكيمة التي تتمتع بها دولة الإمارات، ركزت الحكومة على الاستثمار في البنية التحتية الرقمية قبل فترة طويلة من تفشي الجائحة وبالتالي فقد ساهمت هذه الاستثمارات بشكل كبير في دعم جهود مكافحة كورونا، حيث تم الاعتماد على البنية التحتية الرقمية لتوفير الخدمات العامة إلى المواطنين وابتكار العديد من الخدمات الجديدة لدعم السكان سواء في الرعاية الصحية أو التعليم أو غيرهما من القطاعات.

 وبفضل الاستثمار في تعزيز البنية التحتية الرقمية سيتم تطوير شبكات وقدرات الجيل الخامس، حيث كانت الإمارات في مقدمة دول العالم التي وفرت خدمات الجيل الخامس وفي الوقت الحالي توفر دولة الإمارات واحدة من أفضل شبكات الاتصالات في العالم ويسعدنا أن نتعاون مع شركائنا في الإمارات على تعزيز التنمية المستدامة بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة والمساهمة في تنفيذ برامج التحول الرقمي المحلية.

 وعلى مدار أعوام، ساهمنا في دعم جهود الإمارات لنشر التقنيات الرقمية التي تتيح إنجاز التحول الرقمي بما في ذلك نشر شبكات الجيل الخامس التي تتمتع بجودة فائقة لتوفير الاتصال إلى المؤسسات الحكومية والشركات والأفراد ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم على الرغم من التحديات التي فرضها تفشي الجائحة.

تحديات «كوفيد-19» 

 بالإشارة إلى التحديات التي فرضتها الجائحة على قطاع الأعمال وكيف يمكن التغلب على هذه التحديات في المستقبل قال رئيس هواوي الإمارات: على الرغم من التحديات التي فرضها تفشي الجائحة على قطاع الأعمال، إلا أنها أدت إلى نشر التقنيات الرقمية بشكل كبير ما ساهم بدوره في تعزيز الابتكارات التقنية وتزايد الاعتماد على تقنيات الاتصال سواء في الرعاية الصحية أو التعليم والبيع بالتجزئة.

 ووضعت المؤسسات والشركات في الإمارات استراتيجيات للتحول الرقمي من أجل تلبية متطلبات العملاء أثناء فترة تفشي الجائحة وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هي من خلال تعزيز الثقافة التقنية المنفتحة والشفافة للمساهمة في دفع عجلة التطور والابتكار في مختلف القطاعات في الإمارات ونحن بحاجة إلى التعاون على بناء اقتصاد رقمي متماسك وتعزيز الثقة.

الأمن السيبراني

 حول مكانة دولة الإمارات في التحول للمركز إقليمي لمواجهة التحديات الكبرى على مستوى أمن البيانات قال ليو: يتزايد الاعتماد على التقنيات الرقمية في عصرنا الحالي بعد أن أثبتت جدواها في التعامل مع التحديات كفيروس كورونا المستجد الذي أشغل عالمنا على مدى العام 2020 وخلق حراكاً على صعيد سعي مختلف القطاعات والصناعات لإنجاز مراحل جديدة من التحول الرقمي لضمان استمرارية أعمالهم وخدماتهم على ضوء الواقع الجديد.

ويتم اليوم الاعتماد على تقنيات مثل الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة والجيل الخامس وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي بشكل كبير، فيما أصبحت الأنظمة الإيكولوجية لتقنية المعلومات والاتصالات أكثر انفتاحاً، ويتم توفير الخدمات بشكل أسرع، وأصبحت الحلول التقنية أكثر تنوعاً وانتشاراً على المستوى العالمي. والناحية الإيجابية في ذلك أن الابتكارات التقنية تسهم بدون أدنى شك في تحسين جودة الحياة وتوفر العديد من الفرص والميزات، إلا أنها في الوقت ذاته تفرض تحديات جديدة في مجالات محددة، أهمها الأمن السيبراني وحماية الخصوصية.

 وقال: إن تجربة كوفيد-19 علمتنا أهمية التعاون والعمل المشترك في مواجهة التحديات، والأمن السيبراني يعتبر أولوية في قائمة التحديات المتنامية التي يجب أن نتعامل معها وفق نهج تعاوني منفتح يعتمد أعلى مستويات المعايير والمقاييس المتفق عليها دولياً، إذ لن يتمكن أي من الأطراف المعنية بهذا التحدي في أي من الأسواق العالمية من مواجهة الجرائم الإلكترونية بمعزل عن باقي الأطراف المعنية بالأمر، فالمستخدمون والمشاركون والمصنّعون والمستشارون والموزعون والباحثون وغيرهم من الأطراف جزء من دورة الأمان التي تتطلب وضع معايير موحدة واتخاذ إجراءات مستقلة للتحقق من البيانات واتباع نهج شامل ومتكامل بمشاركة الجميع.

 وفي ظل تواصل الاعتماد على العمل والتعلم والتسوق عن بعد والتقنيات الرقمية اللازمة لإنجاز عمليات أعمال مختلف القطاعات والصناعات، يتم اكتشاف وجود ثغرات أمنية جديدة يجب التعامل معها. لذا، فإنه يتم التركيز على الأمن السيبراني من جديد، حيث ازدادت الحاجة إلى اتخاذ الإجراءات الأمنية المناسبة لمواكبة متطلبات العمل والدراسة والخدمات الاجتماعية عن بعد من خلال التنسيق الصحيح بين القطاعين العام والخاص.

 ومن أجل توفير مركز رقمي موثوق ويمكن الاعتماد عليه، يجب علينا أن نتبع نهجاً شاملاً للمجتمعات ومختلف القطاعات على صعيد تعزيز حوكمة الأمن السيبراني. ونظراً لكونها مركزاً إقليمياً ودولياً هاماً، تعتبر الإمارات على رأس قائمة البلدان التي يمكنها الاستفادة من توفير نظام إيكولوجي يمكن الاعتماد عليه في الإمارات وبلدان منطقة الشرق الأوسط كافة.

 ومن الاستفادة من البنية التحتية الرقمية الصلبة في الإمارات وبناء مزيد من جسور التعاون والعمل المشترك، يمكننا اتخاذ الإجراءات اللازمة لبناء واحة رقمية من الطراز الأول في دولة الإمارات، يمكن الاعتماد عليها لصالح مستقبل الإمارات وكافة دول الشرق الأوسط، وتكون مثالاً يحتذى في كافة دول العالم.

 وفي العام الماضي، وافق مجلس الوزراء الإماراتي على إنشاء مجلس الأمن السيبراني في الإمارات بهدف تطوير استراتيجية شاملة للأمن السيبراني وتوفير بنية تحتية متماسكة وآمنة للأمن الإلكتروني في دولة الإمارات كما أطلقت الدولة مؤشر دبي للأمن الإلكتروني، وهو الأول من نوعه في العالم، للمساهمة في دفع عجلة التحول الرقمي في دبي.. ولا شك بان هذه المبادرات ستؤدي دوراً مهماً في تعزيز إجراءات الأمن السيبراني التي تتبعها الإمارة لحماية المؤسسات الحكومية.

 أما على مستوى الشركات والأعمال، فقد وضعت الإمارات الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني التي تهدف إلى توفير بنية تحتية متماسكة وآمنة للأمن الإلكتروني لتمكين المواطنين من تحقيق طموحاتهم وتوفير فرص الازدهار للشركات.

 وستسهم الاستراتيجية الجديدة في تحسين مختلف قطاعات المجتمع من خلال تعزيز ثقة المواطنين بالعالم الرقمي وتعزيز ابتكارات الأمن السيبراني وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من حماية نفسها ضد الهجمات الإلكترونية وحماية البنية التحتية للمعلومات المهمة في البلاد وإعداد خبراء الأمن السيبراني الإماراتيين الذين يتمتعون بأعلى مستويات الكفاءة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"